نشر الموقع الرسمي للرئاسة التونسية هذا الصباح صورة مستفزة من إخراج المخابرات الجزائرية اليوم السبت، للإرهابي إبراهيم غالي وهو في مقدمة الصورة الجماعية التي نشرتها الرئاسة التونسية، لزعماء الوفود المشاركة في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8" التي تحتضنها تونس يومي 27 و 28 غشت الجاري.
صورة ماكرة ومخدومة بزي ولباس صحراوي، ولها دلالات سياسية خبيثة، صورة مستفزة بإخراج مخابراتي ،صورة تختزل بأن تونس أصبحت ولاية جزائرية تابعة لنظام الكابرانات الجزائرية، صورة معبرة عن سقوط النظام التونسي في خدمة وتنفيذ أجندات النظام الجزائري ضد المملكة المغربية.
صورة تطرح أكثر من سؤال: كيف يقبل إصطفاف إرهابي لا صفة له في مقدمة الصورة الجماعية للقادة المشاركين في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا ؟ لماذا لم يتم ترتيب هذا الإرهابي في الصفوف الأخيرة بكونه لا صفة له؟ كيف يقبل الرئيس التونسي هذا الإستفزاز الرمزي للمغرب ؟ وكيف سمح هذا الرئيس لنظام الكابرانات لتتحكم في تسير وتدبير هذه القمة؟إلا يعد هذا السلوك تواطؤا للرئيس التونسي مع مخابرات النظام الجزائري ومس بسيادة تونس؟وهل الرئيس التونسي هو واع بتداعيات هذه الصورة؟
صورة ظهر فيها الإرهابي غالي بالزي الصحراوي في حين أنه تم إستقباله بزي مدني، لما لهذا اللباس من رمزية ومن دلالات رمزية وعميقة .
إن الصورة التي نشرتها الرئاسة التونسية اليوم تظهر صورة الارهابي في الصف الاول من بين القادة الأفارقة المشاركين في قمة طوكيو بتونس تلخص عدة أشياء ، أضحت فيها الصورة هي النواة المركزية الجديدة في عالم السياسة الإنبطاحية.
ولعل الطريقة التي إعتمدتها الرئاسة التونسية والمتمثلة في إصطفاف الإرهابي زعيم الكيان الوهمي في مقدمة الصفوف الأولى هو إنتقال من مستوى حرب الخطاب إلى مستوى حرب الصورة، حيث يتم فيها توظيف الصورة لخدمة السياسي إنطلاقا من إدراك الأهمية الخاصة للوظيفة التي باتت تلعبها الصورة على هذا المستوى .
إنها صورة المراوغة لإخفاء وتمويه المقاصد الحقيقية للنظام التونسي المتواطئ مع النظام الجزائري مستخدما سلطة الصورة لإنجاز هذا الهدف.
إنها محاولة لتوظيف الصورة في عمليات المراوغة ومخاتلة المشاهد لإستدراجه إلى ما يريده النطام التونسي عفوا النظام الجزائري ،من ترويج صورة الإرهابي زعيم الكيان الوهمي في مقدمة الصفوف الأولى للقادة الأفارقة بتونس للتأكيد أن موقف تونس من النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء قد تغير من الحياد الى الإنبطاح لخدمة أجندات النظام الجزائري، إن لم نقل الإعتراف بهذا الكيان الوهمي تحت ضغط جزائري.
عليه، فحضور الإرهابي غالي بزيه الصحراوي له دلالاته السياسية، فتحول الزي أو اللباس الصحراوي من دلالته الطبيعية إلى دلالته السياسية الرمزية.
وإن نشر موقع الرئاسة التونسية لهذه الصورة وبهذا الشكل وبهذا اللباس هو الوجه الآخر للسياسة ، واذا كانت السياسة لغة فإن الأخطر فيها هي الصورة وليس الكلمة ، وهو ما يعني أن تاثير الصورة أهم من تأثير الكلمة ، وإن دلالات ورسائل الصورة أخطر من رسائل ودلالات الكلمة لكون الصورة في عالم السياسة أخطر لأنها تقول شيئا وتضمر أشياء خصوصا وان قرن الصورة.