الأحزاب المغربية تعتبر إستقبال قيس لزعيم الإنفصال موقفا "عدائيا ضد الوحدة الترابية"

عبرت مجموعة من الأحزاب السياسية المغربية عن "سخطها" من إستقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، لزعيم جبهة الإنفصال إبراهيم غالي، على هامش منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، الذي يقام في تونس العاصمة في 27 و28 غشت الجاري، معتبرين هذا الموقف "عدائي" ضد الوحدة الترابية للمغرب.

"الأحرار": خطوة متهورة وغير محسوبة العواقب وتونس إصطفت مع أعداء المملكة

أكد حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الحكومة المغربية، إنه تابع بإستنكار بالغ  الخطوة العدائية التي أقدم عليها  الرئيس التونسي قيس سعيد والمتمثلة في إستقبال زعيم الكيان الوهمي.

وإعتبر الحزب ذاته في بيان له، أن هذا الفعل العدائي غير المسبوق الموجه ضد بلادنا ووحدته الترابية، ليؤكد بالملموس مسلسل التهور الذي أدخل فيه قيس سعيد للأسف الشقيقة تونس عبر اتخاد قرارات مجانية مفرطة في العداء للدول الصديقة لن تفيد الشعب التونسي في شيء.

وسجل قائد الإئتلاف الحكومي، أن النظام التونسي، عبر هذه الخطوة المتهورة وغير محسوبة العواقب، يصطف اليوم مع أعداء المملكة، وداعمي الميولات الانفصالية في المنطقة، معتبرا أن  من شأن هذا القرار أن يزيد من هوة الخلافات الإقليمية بشكل خطير، ويؤثر على استقرار المنطقة التي تتوق شعوبها إلى تحقيق الاستقرار وتكريس الديموقراطية.

وأضاف المصدر ذاته، أن ما أقدم عليه قيس سعيد لا يمكن إلا أن يؤكد مسلسل التمادي في التصرفات المعادية للمصالح العليا للمملكة وتخطي كل أعراف الأخوة وحسن الجوار.

وبناء على ذلك، عبر التجمع الوطني للأحرار، عن إستنكاره الشديد لهذا العمل العدائي الأحادي الجانب الذي أثار للأسف غضب كل مكونات الأمة المغربية، ويعبر عن عمق الشرخ الذي رسمه النظام التونسي في مشروع المغرب الكبير إثر تخطيه لكل أعراف الأخوة وحسن الجوار.

وخلص حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى أنه إذ يستنكر بشدة هذا السلوك الاستفزازي فإنه يستحضر بكل قوة متانة، وعمق أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين اللذين يعتزان بعمق روابطهما التاريخية ويؤمنان بوحدة مصيرهما.

 

بركة:حكام تونس الجدد إنعرجوا عن نهجهم الودي الراسخ تجاه بلادنا

قال الأمين العام لحزب الإستقلال، نزار بركة، إن "تونس بلد مغاربي شقيق نتقاسم وإياه مشترك الأخوة والتاريخ، ومعركة الحرية والإستقلال ضد المستعمر، وحلم شعوب المنطقة التواقة إلى التكامل والإندماج وحدة المصير".
وأضاف بركة أنه "لكن يبدو أن حكام تونس الجدد، وليس الشعب التونسي، قد إنعرجوا عن نهجهم الودي الراسخ تجاه بلادنا، وتنكروا فجأة لما يجمع بين بلدينا من حسن جوار وإحترام متبادل لشؤون كل بلد على حدة دون تدخل أو إقحام للنفس.
وتابع الأمين العام لحزب "الميزان"، أن حزب الإستقلال لا يمكنه إلا أن يشجب بشدة هذا الإنقلاب السافر في موقف بلد شقيق نكن له كل التقدير ونتمنى له إستعادة الإستقرار والتقدم، تجاه قضية وحدتنا الترابية، وما صاحبه من سلوكات إستفزازية إستعراضية تخدش شعور المغاربة قاطبة.
وأشار بركة إلى أنه لا يمكن لموقف من هذا القبيل أن يغير حقيقة مغربية الصحراء، ومصداقية وواقعية مخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه بلادنا، ولكنه يؤشر للأسف على أن حكام تونس الجدد قد إختاروا الإصطفاف إلى جانب الهشاشة واللإستقرار والدفع نحو الفرقة والمجهول في المنطقة المغاربية.

 

 

"الإتحاد": ما قام به الرئيس التونسي بمثابة طعنة في ظهر المغرب

أكد حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن ما أقدمت عليه الرئاسة التونسية من سابقة إستقبال زعيم حركة إنفصالية، هو بمثابة طعنة في ظهر المغرب الذي ما فتئ حريصا على إستقرار تونس وأمنها، وكان الداعم الأول لها حين كانت تمر من ظرفية قاسية.

وقال الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، إنه تلقى بغضب شديد ما أقدم عليه رئيس الجمهورية التونسية من إستقبال رسمي لزعيم ميليشيات البوليزاريو، بعد دعوة رسمية تلقاها من رئاسة الجمهورية التونسية للمشاركة في أشغال قمة ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا ( التيكاد)

وسجل أن هذه الخطوة، تعد خرقا سافرا ومقيتا لروح ومقتضيات العلاقات الثنائية والإقليمية من جهة، وإلتزامات الدول الأطراف في هذه القمة التي تفترض إقتصار المشاركة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما تم إقرار ذلك في القمم السبع السابقة، وآخرها المنظمة بيوكوهاما اليابانية، مشيرا إلى أنه سبق للمغرب أن فرض  طرد وفد من الإنفصاليين تسلل لأشغال إجتماع وزاري تنسيقي للدول الأعضاء في المنتدى الإفريقي الياباني، احتضنته الموزمبيق في 2017.

وإعتبر رفاق لشكر، أن هذه السابقة  لم يفكر في إقترافها أي من رؤساء الجمهورية التونسية من العقلاء الذين كانوا حريصين على إستقرار المنطقة وتجنيبها التوترات، وكان المغرب بدوره يتفهم إكراهات تونس بسبب سياقها الجغرافي، بما فيها إكراهات تصل حدود الإبتزاز من جيرانها ( الجزائر وليبيا القذافي).

وعبر الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، عن دعمه من موقع المعارضة البرلمانية لقرار الحكومة المغربية إستدعاء سفير المملكة بتونس  حسن طارق، وإإسحاب الوفد المغربي من أشغال القمة  (التيكاد).

وأعلن بيان الإتحاد الاشتراكي، مساندته المطلقة لجهود الدبلوماسية الوطنية بتوجيهات من جلالة الملك في تصديها لكل المؤامرات التي تستهدف التشويش على كل النجاحات التي حققتها بلادنا في مسعاها لحسم ملف وحدتنا الترابية، التي هي المحدد في علاقاتنا وشراكاتنا وتحالفاتنا إقليميا ودوليا.

واعتبر حزب "الوردة"، أن كل هذه المؤامرات التي تعبر عن بؤس من يقف وراءها، ستتكسر كما تكسرت سابقاتها على صخرة الجبهة الداخلية، التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى لمزيد من التصليب والتضامن، بإستثمار خلاق لكل عناصر القوة في المجتمع المغربي، بما فيها الإمكانيات المقدرة الكامنة في القوة الناعمة التي يجسدها مغاربة العالم.

وبعدما أدان الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، هذا السلوك العدائي الأخرق لرئيس الجمهورية التونسية ، الذي يعكس عقليته الإنقلابية على المؤسسات والتوافقات والتاريخ، أعلن إعتزازه بأواصر الإخاء التي تجمع الشعبين المغربي والتونسي، داعيا النخب الفكرية والسياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بالمنطقة إلى الإنتصار لمستقبل مغرب الشعوب، ضد كل السياسات التقسيمية والعدائية التي تهدد ما تبقى من ممكنات التكامل الإقليمي بالمغرب الكبير.

"البيجيدي": ما قام به قيس سعيد لا يؤثر على عدالة وقوة الموقف المغربي

إعتبر حزب العدالة والتنمية، أن ما قام به الرئيس التونسي لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على عدالة وقوة الموقف المغربي في موضوع مغربية الصحراء المستند على حقائق التاريخ ومعطيات الجغرافيا وأدلة الشرع والقانون، فضلا عن دعم المجتمع الدولي الكبير والمتنامي.

وجاء بلاغ "البيجيدي" بمناسبة إنعقاد منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد 8) بتونس، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد على قرار غير ودي إتجاه المملكة المغربية، ومخالف لموقف اليابان نفسها الراعية للمؤتمر، وذلك بإستقباله لرئيس المنظمة الإرهابية الإنفصالية (البوليزاريو) بنفسه، مع البروتوكول الدبلوماسي المخصص لرؤساء الدول.

وعبر إخوان عبد الإله بنكيران، عن إدانتهم بأشد العبارات لهذا التصرف الذي تم وصفه بالعدائي إتجاه المغرب.

وإعتبر "البيجيدي" أن هذه الخطوة، تطورا خطيرا وغير مسبوق، وضربة جسيمة للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وموقفا معاديا ومنحازا ضد قواعد حسن الجوار والشراكة، وخيارات البناء المغاربي الوحدوي، ويخدم مخططات التجزئة والتقسيم التي شكلت معاهدة مراكش للإتحاد المغاربي تعاقدا لمحاربتها.

وأكد الحزب ذاته، على أن خارطة الطريق حول النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، قد حددها جلالة الملك في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، ونؤكد مساندتنا للخطوات التي أعلنت عنها بلادنا في مواجهة هذا التطور الخطير والعدائي.

بنعبد الله عن إستقبال قيس لغالي: خطوة الحمقاء وسلوك عدائي خطير ومرفوض

عبر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، عن إدانته بشدة، للخطوة الحمقاء التي أقدم عليها الرئيسُ التونسي، بإستقباله للرئيس المزعوم للجمهورية الوهمية، في سلوكٍ عدائي، خطير ومرفوض، يَخْـــرِقُ بشكلٍ بليغ العلاقات التقليدية المتميزة والمتينة التي لطالما ربطت تونس والمغرب وشعبيهما منذ ما قبل الإستقلال.

وأكد بنعبد الله على أن هذا السلوك الأخرق يجسد مساساً سافراً بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وبالمشاعر الوطنية لكافة الشعب المغربي، وسيكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين.

وقال المتحدث ذاته، إنَّ هذا التصرف الأرعن للرئيس التونسي يُشكل حَلَقةً أخرى في مسار الإنحراف الشعبوي الذي أدخل إليه تونس، في معاكَسةٍ تامة للتطلعات الديموقراطية القوية التي عبر عنها الشعب التونسي أثناء الربيع العربي.

وأشار بنعبد الله إلى أنه من الواضح أنَّ الرئيس التونسي إتخذ هذا القرار، وأرفقه بأشكال بروتوكولية زائدة وموغلة في الإستفزاز، خاضِعاً في ذلك لتأثيراتِ بلدٍ جار كَسَرَ، بمعاداته الممنهجة للمصالح الوطنية لبلادنا منذ عقود، طموحاتِ شعوب المغرب الكبير نحو الوحدة والتكامل.

وختم بنعبد الله كلامه قائلا "لا يسعنا، في حزب التقدم والإشتراكية، سوى أن نساند المواقف والإجراءات التي إتخذتها المملكة المغربية، وستتخذها، دفاعاً عن وحدتنا الترابية وسيادة بلادنا".

 

امحند العنصر:موقف تونس غريب وعدواني وستكون له عواقب على العلاقات بين البلدين

 

وقال الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند لعنصر، إن حزبه استقبل باندهاش كبير خبر إقدام الرئيس التونسي قيس سعيد في موقف غريب، على استقبال زعيم الانفصاليين، مسجلا أنه موقف لم يكن منتظرا من رئيس دولة شقيقة و لها علاقات قوية مع المملكة المغربية.

وأكد لعنصر في تصريح صحفي، أنه حتى في الأوقات الحرجة المغرب كان دائما حاضرا إلى جانب تونس، معتبرا أن حزبه لا يمكنه إلا أن يدين بأشد العبارات عملية استقبال الرئيس التونسي لزعيم الانفصاليين، لأنه ليس لهذه الخطوة ما يبررها.

وأضاف أمين عام حزب "السنبلة"، بل بالعكس هناك ما يبرر عدم استقبال زعيم هذا الكيان لأن جل الافريقية سحبت اعترافها وأكدت أنها لا تعترف بهذا الكيان وأصبح لها قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، لافتا إلى أن اليابان التي هي طرف كذلك منظم لهذه القمة أبدى تحفظه على مشاركة البوليساريو، لاسيما أنه كانت هناك قمم سابقة تم خلالها رفض استقبال ممثلي الكيان الوهمي
وشدد لعنصر، على أنه "لا يمكن أن نرى في هذا الموقف إلا أنه موقف عدواني تجاه المغرب، وستكون له تداعيات في العلاقات بين البلدين،" وأعلن أن الحركة الشعبية تثمن الموقف الحكومي الذي اتخذته المملكة باستدعاء السفير المغربي بتونس، ورفض المشاركة في القمة
وخلص لعنصر إلى أن ما أقدم عليه الرئيس التونسي، يعد "حماقة ليس لها يبررها لأنه موقف غير مدروس العواقب، لافتا إلى الموقع الرسمي لرئاسة الحكومة التونسية حذف صور استقبال زعيم الانفصاليين وهذا يعني بأنه لم يكن هناك تفكير عقلاني في اتخاذ هذا القرار الذي اتخذ بشكل غير مدروس".

 

سمير كودار:ما قامت به الرئاسة التونسية لا يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين

 

وقال نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة سمير كودار؛ إن ما قامت به الرئاسة التونسية لا يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية تونس.

وأضاف كودار، في تصريح للموقع الرسمي لحزب الأصالة والمعاصرة “الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين هو فعل غير مسبوق يؤكد بوضوح النهج الذي اختارته تونس، والمبني على مضاعفة المواقف السلبية المستهدفة للمغرب ومصالحه العليا”، مبرزا أن اختيارات وتصرفات الرئاسة التونسية لم تترك للمملكة المغربية سوى اتخاذ خطوات دبلوماسية أولها مقاطعة قمة “تيكاد” منتدى التعاون الياباني الإفريقي.

وأردف نائب الأمين قائلا “الشعب التونسي يعلم جيدا عمق الاخوة والمودة التي تكنها المملكة المغربية لتونس وشعبها، وهو الشيء الذي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يعبر عنه في عدة مناسبات”، مشددا على أن جلالة الملك كان دقيقا وواضحا، بخصوص مواقف البلدان الشريكة والصديقة إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وأوضح سمير كودار أن الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك إلى الأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أكد أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات، مبرزا أن جلالته وجه رسائل واضحة لمن يهمهم الأمر، للتأكيد مرة أخرى على أن المواقف يجب أن تكون واضحة من لدن شركاء المملكة بخصوص قضيتنا الأولى وهي الوحدة الترابية.

وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أعلنت استدعاء سفيرها لدى تونس، حسن طارق، من أجل التشاور، على إثر استقبال الرئيس قيس سعيد، لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي.

وذكر بيان صادر عن الخارجية المغربية، أن الرباط “قررت عدم المشاركة في قمة “تيكاد” المقرر انعقادها في تونس، بسبب استقبال زعيم البوليساريو، موضحا أن تونس “قررت خلافا لموقف اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، من جانب واحد، دعوة الكيان الانفصالي”.