بعد الإعتراف الإسباني ...ملف الصحراء يدخل مرحلة التداول الدولي بمجلس الأمن

بعد التقدم الملموس الذي عرفته العلاقات الدبلوماسية المغربية، من خلال الموقف الأخير الذي عبرت فيه الحكومة الإسبانية عن اعترافها بالصحراء المغربية، سيدخل غدا الأربعاء ملف الصحراء مرحلة التداول الدولي.

هذا اللقاء كان بطلب من دول أعضاء بمجلس الأمن للاستماع لإحاطة بعثة المينورسو في الصحراء حول عمل الفريق الأممي وآخر تطورات الوضع الميداني.

وفي الوقت الذي يشكل فيها المقترح الذاتي المبادرة الوحيدة التي يسعى من خلالها المنتظم الدولي إلى طي ملف النزاع، يظل غياب الجزائر والبوليساريو يشكل العقبة التي تسد الطريق أمام  الجهود والمساعي الدولية التي ترمي إلى طي ملف النزاع.

وأبرز المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية،  في تصريح لجريدة "بلبريس"، أن جلسة يوم غد تعد من بين المحطات الفارقة التي سيتعاظم فيها الضغط السياسي الدولي على الجزائر وجبهة البوليساريو لإخضاعهما للتعبير عن مواق إيجابية بشأن الانخراط في آلية الموائد المستديرة التي يتحرك المبعوث الأممي إلى الصحراء لتنفيذها باعتبارها توجيها أممي تم اقراره في القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء رقم 2602.

و يتوقع الفاتحي أن يكشف المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي التحديات والتطورات المتعلقة بقضية الصحراء وأفاق تحركاته كمن أزن ماجل التسريع بعملية إيجاد تسوية سياسية للنزاع المفتعل.

وقال المحلل السياسي، أنه من المعلوم أيضا أن يتراكم الضغط الدولي على الموقف التفاوضي للجزائر والبوليساريو حول الصحراء بما يورده رئيس بعثة المينورسو في إحاطته عن الحالة الأمنية وظروف اتفاق وقف إطلاق النار في ظل إنهاء جبهة البوليساريو الالتزام ببنوذه وإعلانها العودة إلى الحرب وهو ما يساهم في تهديد الأمن والسلم في المنطقة.

و تحدث الفاتحي، قائلا "أن الضغط على الموقف التفاوضي للبوليساريو يزداد حدة في ظل تحجيم الأطروحة الانفصالية لصالح مقاربة الحكم الذاتي من قبل دول جد مؤثرة كألمانيا وآخرها الموقف الاسباني الدولة العضو في مجموعة أصدقاء الصحراء والتي اعتبرت أن الحكم الذاتي هو الأكثر واقعية ومصداقية لحل نزاع الصحراء.

وأوضح عبد الفتاح، أن المغرب يحافظ على قوة موقفه في ظل تزايد الدعم والتأييد لمقاربة الحكم الذاتي وتزايد افتتاح قنصليات العامة بجهات الصحراء، وبعد استمراره في تنفيذ التزاماته الأممية وعلاقات ناضجة مع البعثة الأممية التي تنفذ كامل انشطتها في الجانب المغربي في حين صارت الجزائر والبوليساريو في وضعية المواجهة مع القرارات الدولية المعاق تنفيذها بشكل مستدام.

وتابع الفاتحي، قائلا "إن الواقع الأمني في منطقة الساحل والصحراء وفي ظل التهديد الذي تمارسه الجزائر والبوليساريو عبر تنسيق عمليات عسكرية ضد أهداف مغربية سيجعل المجتمع الدولي يخطط لوضع هذه الأطراف أمام مسؤوليتها في كل ما من شأن توثير وتصيد المنطقة، لاسيما أن الجزائر والبوليساريو تفاخران بالقيام بعمليات عسكرية وبعدم التعاون مع بعثة المينورسو.

وأضاف المتخصص في شؤون الصحراء، أن المغرب سيشارك من منطلق موقف قوي يزيد من تكريس المقاربة الواقعية كأساس لحل نزاع الصحراء، ويعزل المطالب الجزائر بإجراء استفتاء، وهو ما يشكل تخفيفا عن كاهل المغرب فاتورة الضغط السياسي الدولي فيما يتعلق بملف الوحدة الترابية.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.