صدمة لدى الجزائر و البوليساريو.. المغرب و اسبانيا نحو الريادة ضمن نظام دولي جديد

 

 

الزيارة الرسمية المقررة يوم غد لرئيس الحكومة الاسبانية تتجاوز كونها كتابة لصفحة جديدة في تاريخ العلاقة الثنائية بين المملكتين.

الأمر يتعلق أساسا بإرادة  وسعي مشترك لدى البلدين للتعاون ضمن شراكة استراتيجية تضمن التموقع والريادة في نظام دولي جديد يتشكل.

حصاد يعود فيه الفضل للأجندة التي قادها الملك، والتي مكنت و في وقت قصير  من نتائج  مهمة تترجم زيارة الغد جزء منها فقط .

زيارة تكرس الرغبة في بناء علاقات بأسس صادقة، ومتينة بين الدولة الاسبانية، والمغرب، قوامها التعاون، وحسن الجوار، وأساسا، احترام الوحدة الترابية للمغرب، وهي الورقة التي حاول أكثر من طرف  دون جدوى أن يبتز بها المغرب.

نحن اليوم أمام واقع جديد، و شراكة طويلة الأمد، غير مرتبطة بتكتيك سياسي، تمليه حسابات ورهانات إقليمية عابرة، أو أجندة انتخابية اسبانية محدودة الزمن، بل هي استراتيجية تقف على أرض صلبة، و تم هندستها باقتناع، بعد الاستماع لصوت العقل و الحكمة و ما فيه مصلحة الشعبين.

النتيجة أنه تم الانتصار لمنطق التعاون بين البلدين، وهو انتصار من دون شك سيدعم موقفنا، سيما و نحن مقبلون على جلسة لمجلس الأمن بخصوص الصحراء المغربية، خاصة بعد المواقف التي عبرت عنها عدد من الدول الكبرى، و من ضمنها الولايات المتحدة الامريكية،و ألمانيا.

هذا دون أن ننسى الموقف الاسباني الذي جعل حكام الجزائر، وقيادات البوليساريو يفيقون من وهمهم.

المغرب دولة لطالما مدت يدها لحسن الجوار،  و كانت حتى في أصعب الأوقات حريصة على تسجيل مواقفها دون خلق أي عداوات، ولهذا عاينا كيف تعاملنا وفي أكثر من مناسبة مع التصريحات العدائية، والخطوات الاستعلائية  والتصعيدية الصادرة عن بعض المسؤولين الإسبان.

حدث هذا قبل أن يطفح الكيل، وقبل "العار" الذي لاحق الحكومة الاسبانية التي استقبلت مجرم حرب بجواز سفر مزور أمام أعين الدول الاوربية بمبرر "إنسانية" طارئة، لم تمنعها من قتل آلالاف ب"الغاز السام" بالريف.

نعم علاقتنا مع اسبانيا لم تكن على ود دائم، لكنها خضعت لعلاج بمنطق الصدمة، ما جعل جارتنا أو  على الأقل بعض مسؤوليها و سياسيها ممن يحملون جينات الاستعمار  يسارعون  لتغيير نظرتهم  لنا كبلد وشعب.

زيارة رئيس الحكومة الإسباني ، و الإعلان الذي سبقها بخصوص علاقات استراتيجية تشمل الصحراء المغربية، كشف أيضا أن رهان الجزائر على عزل المغرب ومحاصرته قد انقلب عليها،وكشف أن النظام الجزائري لم يعد له حيلة تسعفه للخروج من ورطته سوى اللعب بورقة قديمة، ومكشوفة ومحروقة.

نظام يختنق يوما بعد يوم، وهو يخفي يده العسكرية بقفاز مكشوف.

هي ذات اليد التي لطالما راهنت على تصدير أزمته إلى الخارج، عبر خلق  سلسلة من الأراجيف والأكاذيب التي صارت محط سخرية شريحة واسعة من الجزائريين قبل المغاربة.

النظام الجزائري  الذي راهن على "شيطنة" جار لطالما تحلى بالصبر في مواجهة مناورات دنيئة، وظف فيها هذا النظام كل طاقته وجهده، و استنزف مدخرات شعبه   للنيل من مصالح المغرب.

ما يجمع الشعبين الجزائري والمغربي أكبر من تهور وحماقة بعض من  أفلتوا من حصاد "الحراك"، ليواصلوا نهب وتبديد خيرات هذا البلد الجار، وافتعال الأزمات  الخارجية ، واعتناق نظرية المؤامرة كوسيلة الهاء فطن إليهـا الجميع... في حين أن يد المغرب تبقى ممدوة لكل النوايا الصادقة.