"خلوة" قيادات حزب الاستقلال..بركة لولاية ثانية..وضرورة إحداث ثورة داخل هياكل الحزب

اختار نزار بركة بمعية قيادات حزب الاستقلال تنظيم اجتماع على شكل خلوة  للبحث في تفاصيل المؤتمر الوطني لحزب الميزان الذي سيعقد في ظروف استثنائية وصعبة. نزار بركة وهو يجمع قيادات الحزب واع كل الوعي بمخاطر المؤتمر ليس حول شخصه لأن كل المؤشرات تؤكد أنه سيُُنتخب لولاية جديدة في ظل النتائج التي حققها في الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية الأخيرة، بل حول موقف الحزب في التحالف الحكومي الحالي الذي يعد حزب الاستقلال أكبر الخاسرين فيه، وعلى أكثر من مستوى.

وحسب عدة مصادر، فإن حزب علال الفاسي مقبل على إحداث تغييرات جوهرية داخل بنية الحزب انسجاما مع تحديات المرحلة. تغييرات تهم عدة أجهزة وهياكل داخل حزب الاستقلال وذلك بعد ادخال تعديلات على قوانين الحزب، خصوصا وأن حزب الاستقلال ومنذ  عهد حميد شباط إلى اليوم كان همه هو الهاجس الانتخابي وليس الهاجس التنظيمي.

وصرحت المصادر ذاتها، فالفرصة مواتية في هذا المؤتمر لضخ دماء جديدة في هياكل واجهة الحزب خصوصا بالنسبة لكل من اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية والمجلس الوطني، هذه الهيئات التي هي بحاجة إلى إعادة النظر في تشكيلتها ومهامها وتركيبتها .

وحسب المصادر التي حضرت للخلوة، فهناك شبه إجماع على الإبقاء على نزار بركة أمينا عاما لولاية ثانية لأنه رجل المرحلة، كما تم الاتفاق على تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر لوضع أجندات زمنية لاجتماعات  اللجنة التحضيرية، وتشكيل اللجان خصوصا لجنة القوانين والأنظمة، واللجان التي تعد وثائق المؤتمر، والموضوع المحوري لندوة المؤتمر؛ فيما تم الاتفاق على عقد المؤتمر حضوريا وعن بعد، بالاعتماد على منصات جهوية، ومنصة رسمية تشمل أعضاء المجلس الوطني المنتخبين وأعضاء المجلس الوطني عن كل تنظيم من التنظيمات الممثلة في المؤتمر، أسوة بمؤتمر الاتحاد الاشتراكي وأيضا بالمؤتمر الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار.

كما أنه قد تم في هذه “الخلوة”، الإعلان عن موعد انطلاق المؤتمرات الإقليمية التي ستنظم في جميع أقاليم وعمالات وجهات المملكة، وكذا المغاربة المقيمين بالخارج من أجل انتخاب المؤتمرين.

جل القيادات الاستقلالية تدرك بأن حزب علال الفاسي غير مرتاح في الحكومة الحالية لأن نزار بركة لم يكن مفاوضا قويا أثناء تشكيل الحكومة، وأن الحزب لم يأخذ النصيب الذي يستحق في هذه الحكومة.

لأسباب على نزار بركة تفسيرها في المؤتمر المقبل، لذا فنزار بركة واع بالمخاطر المحذقة بالمؤتمر المقبل خصوصا إذا ما مست مصالح بعض الفاسدين والانتهازيين وأصحاب الريع السياسي والحزبي داخل  حزب الاستقلال، ولهذا سيضع منهجية مرنة لتدبير أشغال المؤتمر المقبل على التغيير داخل الاستمرارية البراغماتية، وهو الذي يراهن على أن يقود حزب الاستقلال الحكومة المقبلة لما يتوفر عليه هذا الحزب من موارد بشرية مؤهلة، ومن تراكمات في تدبير السياسات العمومية، بل إن العديد من المهتمين يرون في نزار بركة أفضل رئيس للحكومة المقبلة.

لكن، إذا كان نزار يرغب في رئاسة الحكومة المقبلة فعليه القيام بثورة داخل هياكل ومسؤولي حزب علال الفاسي، وأن ينهج مقاربة الصرامة وأن يجعل من المؤتمر المقبل عرسا ديمقراطيا حقيقيا بعيدا عن منطق التكتيكات وترضية الخواطر .