تعتبر ميلودة حازب السياسية التي نحتث اسمها في تاريخ السياسة بالمغرب رقما صعبا في انتخابات 2021، مؤكدة بذلك أن هناك في الساحة السياسة مكان للنساء القويات اللواتي لا يعرفن المستحيل، فتاريخها النضالي لازال مستمرا، فميلودة التي عرفت بكفاءتها السياسية العالية، بصمت مسارا حافلا بالنجاحات والتحديات يسبقه الإصرار و التفاني في العمل بشجاعة نابعة من الإيمان بالفكرة وبكون المرأة المغربية قادرة على تحقيق المستحيل.
بعد حصولها على الإجازة العليا في الدراسات العربية والإسلامية، وبعد تخرجها من مركز تكوين الأساتذة اشتغلت بالتدريس مدة طويلة، ولجت ميلودة المنحدرة من قبيلة “بني عمير” بإقليم بني ملال، تجربة الانتخابات الجماعية سنة 1983، واكتسبت عضوية مجلس مدينة مراكش منذ السنة المذكورة إلى حدود عام 1992، وهي نفس الفترة التي انتخبت فيها عضوة بمجلس مقاطعة جليز بمراكش.
ولعبت حازب، التي يمكن اعتبارها امرأة استثنائية بكل المقاييس، دورا كبيرا في عملية إدماج مجموعة من الأحزاب السياسية في حزب الأصالة والمعاصرة.
وتمكنت حازب نائبة رئيس مجلس جهة مراكش آسفي حاليا ، من نيل عضوية مجلس مدينة مراكش ما بين 2002 و2009, كما أنها انتخبت رئيسة لمقاطعة النخيل 2009 و2015.
ودخلت مرة أخرى غمار تجربة مجلس الجهة خلال انتخابات 04 شتنبر 2015 كوكيلة للائحة ليتم انتخابها نائبة لرئيس مجلس جهة مراكش آسفي خلال الفترة الممتدة ما بين 2015 و2021.
كما أنها ساهمت في تعديل مدونة الأسرة من خلال تقديم مقترحات للجان الاستشارية برئاسة الأساتذة: عبد الهادي بوطالب، وإدريس الضحاك، محمد بوستة.
وشغلت عضوية الهيأة الاستشارية لقضايا الشرق الأوسط خلال الفترة الممتدة ما بين (2003–2007)، وكذا عضوية لجنة التنسيق للقطاعات النسائية الحزبية (2008-2000)،ميلودة حازب هي الرئيسة المؤسسة لشبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا وكان ذلك سنة 2011.
وأظهرت ميلودة قدرتها على الترافع حين كانت رئيسة للفريق نيابي. والمعروف عن حازب أنها من السياسيات المهتمات بحقوق المرأة والمافعات عنها بشراسة، فهي ناشطة في العديد من الجمعيات التي تهتم بالقضية النسائية ، فقد كانت و لا تزال من النساء الرائدات في المغرب والعالم العربي اللواتي قرّرن تكريس حياتهن من أجل التغيير في المجتمعات والدفاع عن قضايا المرأة .
وتعتبر ميلودة أول امرأة تمت استضافتها في برامج تلفزية لمناقشة الشأن السياسي والحزبي في الوقت الذي كان الأمر حكرا على الجنس الخشن، حيث تركت انطباعا مميزا لدى المتتبعين، نظرا لكاريزمتها القوية وقوة مضامين تدخلاتها ومناقشتها لقضايا جريئة .
وتعتبر حازب أن مسار حياتها تقاطعت فيه لحظات النجاح بلحظات الفشل، وتأترث بكل متناقضاته، التي عاشتها وساهمت في إفراز شخصيتها وتكوينها النفسي والعاطفي والفكري، وجعلت التحدي يرافقها في كل مراحل حياتها.
كانت طفولتها في مدينة محافظة، حيث السلطة الذكورية حاضرة في الحياة العامة والخاصة، وكان لهذا تأثير على اختياراتها فيما بعد.
في بداية الثمانينات، قررت الدخول للفضاء الفضاء السياسي والمساهمة في في تدبير الشأن المحلي الذي كان حكرا على الرجال دون النساء.
سنة 2002، تمكنت من الدخول إلى مجلس النواب في أول تجربة لمجموعة من النساء كان هدفهن تقديم الدليل العملي على أهمية المشاركة النسائية وفسح المجال لتوسيع دائرة المشاركة النسائية في مراكز القرار، عمق إيمانها بالقضية النسائية ورفضها لكل أساليب التهميش والإقصاء، كل هذه التحديات تقتضي الصمود ورفض الانكسار والمراهنة على النجاح، الذي يتمثل في القدرة على الاستمرارية وعدم الاستسلام للإحباط.
وبعد انسحابها من حزب الأصالة والمعاصرة مباشرة بعد انعقاد المؤتمر الوطني 2019, لأسباب وضحتها في الاستقالة التي تقدمت بها، قررت ميلودة تواصل مواصلة كفاحها من داخل الاتخاد الاشتراكي الذي ترشحت باسمه الاتحادالاشتراكي، على رأس اللائحة الخاصة بمجلس جهة مراكش أسفي.
وبناء على هذا المسار المتميز والغني تستحق ميلودة حازب هذه السيدة التي لا تعرف المستحيل أن تكون من بين النخب التي ستدبر الشان العام المراكشي، نتيجة مؤهلاتها الفكرية والتدبيرية وثقافتها السياسية المخضرمة، خصوصا وأن النخب المؤهلة التي ستفرزها انتخابات 2021 يجب أن تكون وفق تطلعات صاحب الجلالة الذي يعتبر قوة الدولة من قوة المؤسسات وقوة المؤسسات من قوة العنصر البشري.
أكيد أن حازب من بين هذه العناصر البشرية المؤهلة لتنفيذ أهداف النموذج التنموي الجديد وخدمة مصالح المواطنين وخدمة الوطن في ظروف استثنائية صعبة .
