أكد حزب الأصالة والمعاصرة، في مداخلة ألقاها النائب البرلماني محمد الحجيرة بمجلس النواب أمس، أن الأمية في المغرب لم تعد مجرد عجز عن القراءة والكتابة، بل غدت عائقاً بنيوياً يعطل التنمية والإنتاج، ويكرس الفقر والتهميش.
وشدد الحزب على أن ملايين المغاربة ما زالوا يعيشون على هامش المعرفة، محرومين من حقهم في التعلم في زمن الرقمنة والمعرفة، مبرزاً أن مناقشة هذا الملف لا تتعلق بأرقام جامدة بقدر ما ترتبط بمصير مواطنات ومواطنين.
وأشار إلى أن المغرب بذل مجهودات مهمة منذ الاستقلال في محاربة الأمية، خاصة بعد إحداث الوكالة الوطنية لمحاربتها سنة 2011، وإطلاق برامج متعددة في المساجد ومؤسسات أخرى، إلا أن هذه الجهود ظلت محدودة بسبب غياب رؤية استراتيجية شاملة وضعف التنسيق بين الفاعلين، إضافة إلى التفاوتات الترابية وتسييس الأرقام.
وأوضح الحجيرة أن الأمية لا تضعف فقط الاقتصاد والإنتاجية، بل تؤثر سلباً على الصحة العامة، وتحد من فعالية البرامج الاجتماعية، وتضعف الوعي المدني والسياسي، مما يجعلها “حائطاً سميكاً يفصل بين المغرب الذي نطمح إليه ومغرب الواقع”.
وأكد الحزب أن إصلاح منظومة محاربة الأمية ينبغي أن يقوم على ستة مرتكزات أساسية تشمل التنسيق الحكومي، التمويل، التكوين، العدالة المجالية والاجتماعية، الرقمنة، والتمكين الاقتصادي، داعياً إلى ربط برامج محو الأمية بالمشاريع الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق أثر ملموس على التنمية.
كما دعا البام إلى مراجعة الإطار القانوني المنظم للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وخلق مجلس وطني للتعلم مدى الحياة، واعتماد عقود أهداف وتمويل تنافسي مرتبط بالنتائج، مع رفع الميزانية المخصصة لهذه البرامج. وطالب بإعداد معاهد جهوية لتكوين المكونين، وتخصيص برامج خاصة بالمناطق النائية تستهدف النساء، وإدماج اللغة الأمازيغية في جهود محاربة الأمية، إضافة إلى توظيف الإعلام العمومي في نشر ثقافة التعلم، وتحفيز الجامعات على إطلاق برامج موسعة، واعتماد مؤشرات دقيقة لقياس الأثر الاقتصادي والاجتماعي وتثمين التجارب الناجحة وتنزيلها على المستوى الوطني.