كل سنة يتجدد الجدل حول "حفل الولاء" الذي يقام كل سنة بمناسبة تولي الملك محمد السادس العرش، بين مؤيد يرى فيه إمتداد للبيعة التي دأب عليها المغاربة منذ إثنى عشرة قرنا، وبين من يراها طقوسا "حاطة من الكرامة" ولا تنسجم مع متطلبات العصر.
وفي هذا السياق أكد عمر بلافريج النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، أنه لم يحضر حفل الولاء الذي عُقد بتطوان، وأنه لم توجه له الدعوة للحضور ، وذلك عند تعبيره عن اختلافه مع مضامين الخطاب الملكي والحلول التي جاء بها، في حين قال عصام الرجواني عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح الشريك الإستراتيجي لحزب العدالة والتنمية على حسابه في الفايس بوك، بأنها"طقوسا قبيحة وشنيعة في مغرب القرن 21.. الركوع لغير الله منكر في الدين وسلوك حاط بالكرامة وقيمة المواطنة..ذلة ما بعدها ذلة".
وبعد ساعات من إنتقاده لحفل الولاء، أوضح الرجواني في تدوينه له، بأنه "عندما نكتب في الفيسبوك فنحن نمارس حرية التعبير باعتبارنا مواطنين وليس باعتباراتنا الاجتماعية الأخرى"، "فلا أكتب مثلا باعتباري عضوا في هيئة دعوية أو حركية ولا باعتباري موظفا في وزارة ولا باعتباري أنتمي إلى قبيلة بني زروال أو عائلة الرجواني مثلا، وإنما باعتباري مواطنا بل إنسانا يتفاعل مع الأحداث عبر قناعاته الحرة وتقديره الشخصي".
وأوضح المتحدث ذاته، "إذا كانت بعض المنابر تتسقط القول من أي مكان وتتحلب الأفواه في أي مقام فلتكن لها الشجاعة لأخذ تصريحات الهيئات من ناطقيها الرسميين مادام لهم كل هذا الإصرار على إقحام إسم الهيأة التي أنتمي إليها في كل نقير وقطمير"، فأنا "لو سئلت باعتبار انتمائي فلن يكون غير موقف الهيئة التي أنتمي إليها وسألتزم بموقفها لأننا هيأة حرة الرأي عندها حر والقرار فيها ملزم".
وفي نفس الاطار شدد عبد الحق المريني الناطق الرسمي بإسم القصر الملكي، في تصريح له لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن "حفل الولاء التقليدي، الذي يقام كل سنة بهذه المناسبة، كان يقام تاريخيا في عيدي الفطر والأضحى، وقد جعله جلالة المغفور له الحسن الثاني، مرة واحدة في السنة عند حلول عيد العرش ابتداء من السبعينيات من القرن الماضي، يحضره ممثلو الجهات والأقاليم ونوابها ورجال السلطة ومسؤولوها عن كافة القطاعات وغيرهم من الوجهاء، وممثلو المجتمع المدني".
وأشار المريني، أن هذا "القرار الملكي مغزى عميق لأن عيد العرش ليس في الحقيقة إلا احتفال بذكرى يوم البيعة، يوم التشبث بالثوابت الوطنية التاريخية. وقد سار جلالة الملك محمد السادس على هذا الهدي، إذ يترأس جلالته يوم ثاني عيد العرش من كل سنة حفل الولاء في طقوسه التقليدية والتاريخية العريقة، التي تمتاز بطابعها الأصيل ورونقها الفريد لا تزيد في ظل الحداثة إلا بهاء ورونقا، فلكل المملكات في العالم طقوسها وعاداتها وأعرافه".