بين النقد والانجاز : خولة لشكر توضح دور الاتحاد الاشتراكي في الداخل والخارج وترد على انتقادات توريث الحزب

على هامش الحدث الهام الذي احتضنه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جراء استضافة اجتماعات الأممية الاشتراكية، حلت خولة لشكر، نائبة رئيس الأممية الاشتراكية وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، ضيفة على برنامج الحوار الخاص "نقط على الحروف" الذي يقدمه الدكتور ميلود بلقاضي، المدير العام لجريدة بلبريس الإلكترونية.

وخلال اللقاء، قدمت خولة لشكر نبذة عن الأممية الاشتراكية ودورها التاريخي الذي يمتد لأكثر من 100 سنة، بالإضافة إلى الإشارة إلى دور رئيسها الحالي، بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، في الدفاع عن القضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية ودعم الوحدة الترابية للدول، كما في حالة سوريا.

وأكدت لشكر على دور الأممية الاشتراكية في الترافع الدولي والاعتراف بالقضايا العادلة، وتقوية الخطاب المجتمعي الاشتراكي بفضل قدراتها الترافعية الواسعة.

وأوضحت أن الأممية الاشتراكية توفر مساحة للنقاش بين الأحزاب الأعضاء وتبادل الخبرات والعمل على الترافع بشأن القضايا المشتركة، كما تؤثر على قرارات دولية عبر الأحزاب الحاكمة أو المعارضة، مستشهدة باعتراف دول مثل إسبانيا، إيرلندا، والنرويج بفلسطين بفضل الترافع الاشتراكي. وأشارت إلى أن الأحزاب المعارضة في دول أخرى تعمل بدورها على تعزيز القضايا المشتركة. كما أوضحت أن الشعوب، خصوصًا في الشرق الأوسط، تدفع ثمن الاختلالات في موازين القوى، مثل حالة فلسطين وسوريا.

وفي سياق تساؤل البعض عن الظهور الباهت لحزب الاتحاد الاشتراكي في الساحة الداخلية، دافعت خولة لشكر عن مكانة الحزب خارجيًا وداخليًا، مؤكدة أنه يُعتبر رابع قوة سياسية في البرلمان المغربي، ويقود نقابات مهمة وله تأثير على المستويين المجتمعي والسياسي، مضيقة  أن الحزب يتبنى مواقف واضحة ويعمل على التواصل مع المجتمع عبر بيانات ومواقف رسمية، ويعتمد على عمل جماعي منظم يضم مختلف القطاعات، مثل الشباب والنساء والبرلمان.

وأضافت أن الحزب طور علاقاته الخارجية لتصبح مؤسساتية وليست شخصية، مما يضمن الاستمرارية ،واعتبرت أن الإنجازات الحالية للحزب هي نتيجة عمل مشترك، مما يجعله مؤسسة قائمة بذاتها تعزز العلاقات الثنائية مع المسؤولين السياسيين على المستوى الدولي لخدمة القضايا الوطنية والحزبية.

وشددت عضو المكتب السياسي لحزب الوردة على أهمية اللقاء الذي جمع الكاتب الأول للحزب مع مارتن شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي وأحد رموز الأممية الاشتراكية، لمناقشة التحديات والأهداف المشتركة ، حيث أكد شولتز خلال اللقاء على ضرورة إعادة نشاط بعض الأحزاب الأوروبية الشمالية داخل الأممية الاشتراكية، مع الإشارة إلى أهمية الحفاظ على وحدة المنظمة وقوتها.

كما أوضحت أن  البيان الختامي لاجتماع الأممية الاشتراكية في الرباط أشاد بالدور الريادي للمغرب، لا سيما في الدفاع عن سيادته الوطنية ، مؤكدة   أن الحزب يعمل باستمرار على إيصال المواقف الوطنية، خاصة بشأن قضية الصحراء المغربية، إلى المجتمع الدولي، مع التركيز على تقديم المغرب كنموذج للتنمية المستدامة والديمقراطية المرتبطة بالأمن والاستقرار.

وأشارت إلى سوء الفهم في بعض الأوساط اليسارية العالمية حول قضية الصحراء المغربية، حيث يتم الخلط بينها وبين مفاهيم تقرير المصير. وأضافت أن الحزب يدعو إلى التواصل المستمر وزيارات ميدانية لتوضيح الحقائق، وهو ما أثبت نجاحه مع وفود أمريكية لاتينية وأوروبية زارت المناطق الجنوبية ،وأكدت أن المغرب يُظهر للعالم أن قضية الصحراء ليست مسألة تقرير مصير، بل استكمال لاستقلاله الوطني.

وأوضحت أن المسار الدبلوماسي المغربي، بقيادة جلالة الملك، أثمر اعترافات دولية واسعة بمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وعادل.

وأشارت إلى أن الحزب يعمل على تعزيز مشاركة أعضائه في المحافل الدولية، بما في ذلك الشباب والنساء، لضمان تقديم صورة شاملة عن المغرب. وأوضحت أن الحزب يركز على نشر المعلومات وتوضيح مواقف المغرب من خلال الأنشطة الحزبية والندوات.

أما بخصوص العلاقة الثنائية بين المغرب وإسبانيا، فأكدت لشكر أنها كانت محورًا مهمًا في المداولات، مشيرة إلى أن التعاون التاريخي والجغرافي بين البلدين يعكس شراكة استراتيجية، حيث أبدت الحكومة الإسبانية دعمًا كبيرًا للموقف المغربي في قضية الصحراء.

وفيما يتعلق بانتقادات توريث الحزب، قالت خولة لشكر إنها انضمت إلى الحزب منذ 16 عامًا، وهي الآن تبلغ من العمر 44 عامًا، مشيرة إلى أنها تدرجت في جميع هياكل الحزب التنظيمية، بدءًا من الشبيبة النسائية، مرورًا بالعلاقات الخارجية، وصولًا إلى المكتب السياسي.

وأكدت أهمية النقاشات الفكرية داخل الحزب، مشيرة إلى ضرورة إشراك الناس بشكل أوسع وأكثر فعالية لتحقيق أهداف الحزب ، مشددة على أن الاتحاد الاشتراكي يُعتبر مشروعًا مجتمعيًا مسؤولًا عن توضيح رؤيته وإقناع المواطنين بها، سواء داخليًا أو خارجيًا.

وربطًا بموضوع انتقاد اجتماع الأممية الاشتراكية الذي شهد مشاركة إسرائيل، أكدت لشكر أن الاجتماع كان بمبادرة من الأممية الاشتراكية، وليس بدعوة من الحزب.،كما أوضحت أن حزب العدالة والتنمية هو من وقع الاتفاق الثلاثي المغربي-الأمريكي-الإسرائيلي خلال فترة حكمه، مشددة على أن الاتفاقات تمثل التوجه العام للدولة المغربية.

وفيما يخص مراجعة مدونة الأسرة، أوضحت لشكر أن المبادئ المعلنة تحمل توجهات إيجابية تستجيب لمطالب النساء والأسر المغربية، خاصة في ما يتعلق بحماية حقوق الأطفال، وتقنين الولاية القانونية للأمهات، كما انتقدت ظاهرة زواج القاصرات واعتبرتها انتهاكًا للطفولة.

وفي ختام حديثها، أشادت خولة لشكر بالقيادة الحكيمة للكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، مشيرة إلى جهوده في توحيد الصفوف وفتح المجال للنقاش وقبول الآراء المختلفة ،كما أكدت أهمية النقد البناء والعمل الجماعي لتحقيق أهداف الحزب وتعزيز مكانته الوطنية والدولية.