كرمت إسبانيا، يوم الثلاثاء 17 شتنبر 2024 بمدريد، المستشار الملكي أندري أزولاي بوسام الصليب الأكبر لألفونسو العاشر الحكيم، وهو أحد أرفع الأوسمة الإسبانية وأكثرها رمزية، وذلك تقديراً لجهوده الاستثنائية في مجال التعليم والثقافة، والتزامه الدائم بالحوار بين الأديان والتعايش السلمي واعترافا بدور الحوار في بناء عالم أكثر تسامحاً وسلاماً.
ومنحت وزارة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في مملكة إسبانيا – في شخص خوسيه مانويل ألباريس – وبالتعاون مع وزارة التعليم والتدريب المهني والرياضة، هذا الوسام المرموق لأزولاي تقديرًا لجهوده المتميزة والدؤوبة في المجال الثقافي والدبلوماسي.
وبهذه المناسبة، أكد خوسيه مانويل ألباريس أن الحكومة الإسبانية، من خلال هذا التكريم، تشيد وتعترف “بالمساهمة الاستثنائية التي قدمها أندري أزولاي على مدى أكثر من 30 سنة في تعزيز وتعميق العلاقات المغربية الإسبانية، ليس فقط بالاعتماد على الجغرافيا والدبلوماسية، لكن أيضا بالنهل المتواصل من القواسم المشتركة التي تجمع بلدينا في التاريخ والثقافة والتربية”.
وأضاف الوزير الإسباني: “اليوم، في مثل هذا السياق الدولي المضطرب، فإن هذا التكريم الذي منح لأندري أزولاي هو دليل على التزامنا بالعمل من أجل الحوار والتعايش حول البحر الأبيض المتوسط الذي يجمعنا، وهو مهد حضاراتنا”.
من جانبه أعرب أزولاي عن امتنانه للوزير ألباريس والحكومة الإسبانية على “هذا التكريم المشبع بالرمزية، والغني بالوعود لمستقبل المغرب وإسبانيا”، معبرا عن تأثره وفخره برؤية “المغرب، المعتد بالقيادة المستنيرة والملتزمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو يحظى بالاحتفاء اليوم تحت أضواء قصر فيانا بمدريد، كفضاء مرجعي بامتياز لمجتمع الأمم المتطلعة إلى الأنوار، والمحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى معايير مرجعية حتى تسود وتفرض ثقافة الاحترام المتبادل في تنوع وكونية قيم الحرية والكرامة والعدالة، التي أبرزها ألفونسو الحكيم منذ زمن بعيد، وعلمنا أنها لا تحتاج إلى حدود ولا إلى جوازات سفر لتزدهر وتجمعنا”.
كما أشاد مستشار الملك بـ”الزخم الاستثنائي” الذي تشهده العلاقات المغربية الإسبانية، وهو زخم أرسي منذ أكثر من 30 سنة من خلال مواعيد تاريخية “استطاع بلدانا معا أن يقدماها للعالم”، مثل المؤتمر التاريخي للسلام في الدار البيضاء سنة 1994، وميلاد مسلسل برشلونة الذي أعقبه، ومؤتمرات السلام في مدريد، وإنشاء تحالف الحضارات في الأمم المتحدة، وإنشاء مؤسسة الثقافات الثلاث والأديان الثلاثة في إشبيلية، “التي تعد علامة واضحة على التزام المغرب وإسبانيا والأندلس بالرهان على التاريخ والبيداغوجيا والثقافة، وهي الأولويات الكبرى في خارطة الطريق التي تم تحديدها بتوافق الآراء لهذه المؤسسة”.
وأكد أزولاي أن هذه الدينامية “من أجل عالم أفضل متجذر يتمحور حول القيم التي لم يدر لها المغرب ظهره أبدا، واحترام التنوع كعامل مركزي لحداثتنا الاجتماعية، وثقافة الحوار والسلام، حتى تسود القيم الكونية للكرامة والعدالة والحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، هي في صميم شرعية هذا التكريم الذي حظيت به اليوم، الذي تتوشح من خلاله ألوان علمنا ووطننا”.
وكرّس أزولاي، وهو أيضًا أكاديمي وممثل للمغرب في الأكاديمية الملكية للعلوم الاقتصادية والمالية (راسيف)، جزءا كبيرا من حياته لتعزيز الحوار والوئام بين الشعوب، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ولعب أندريه أزولاي طوال حياته المهنية أدوارا حاسمة في العديد من المنظمات الدولية المكرسة لتعزيز السلام والتفاهم المتبادل. ومن أبرز إنجازاته رئاسة مؤسسة “آنا ليند” الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، والمشاركة في لجنة الحكماء لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة؛ والاستشارة في مركز شمعون بيريز للسلام؛ وتعزيز وتحديث مدينته الصويرة من خلال المبادرات الثقافية والتعليمية…