قرارات‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬تثير‭ ‬الجدل...قبلت‭ ‬استقالة‭ ‬‭ ‬مبديع‭ ‬والصغير‭ ‬ورفضتها‭ ‬لكريمين‭ ‬وطعن‭ ‬الزيدي

أثارت‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية ،‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬لبعض‭ ‬الفاعلين‭ ‬السياسيين‭ ‬متناقضة،‭ ‬إزاء‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البرلمانيين‭ ‬المشتبه‭ ‬تورطهم‭ ‬في‭ ‬الفساد،‭ ‬جدلا‭ ‬قانونيا‭ ‬وضجة‭ ‬سياسية‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متطابقة‭ ‬بالاستناد‭ ‬على‭ ‬فصول‭ ‬القوانين‭ ‬التنظيمية،‭ ‬رغم‭ ‬تشابه‭ ‬النوازل‭.‬

 

وبينما‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬بقبول‭ ‬استقالة‭ ‬البرلمانيين‭ ‬بابور‭ ‬الصغير،‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدستوري،‭ ‬المدان‭ ‬بالسجن،‭ ‬ومحمد‭ ‬مبديع،‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية،‭ ‬المعتقل‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيق،‭ ‬رفضت‭ ‬استقالة‭ ‬محمد‭ ‬كريمين،‭ ‬من‭ ‬الاستقلال،‭ ‬المعتقل‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيق،‭ ‬وقبلت‭ ‬بالتبعات‭ ‬القانونية‭ ‬بعزل‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬البوصيري،‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬نيابة‭ ‬الرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬فاس،‭ ‬شهرا‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬جرد‭ ‬من‭ ‬عضويته‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬تطبيقا‭ ‬للآثار‭ ‬القانونية‭ ‬للعزل‭ ‬الإداري،‭ ‬ورفض‭ ‬طعن‭ ‬سعيد‭ ‬الزيدي،‭ ‬وتجريده‭ ‬من‭ ‬العضوية‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭.‬

 

وانتقد‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر،‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬مرارا‭ ‬قرارات‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬معتبرا‭ ‬إياها‭ ‬متناقضة‭ ‬ولا‭ ‬تمنح‭ ‬الحق‭ ‬للمواطنين‭ ‬للطعن‭ ‬فيها‭. ‬وهاجم‭ ‬تصرف‭ ‬الأغلبية‭ ‬الحكومية‭ ‬بالكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬إزاء‭ ‬بعض‭ ‬البرلمانيين‭ ‬بتقديم‭ ‬طلبات‭ ‬التجريد‭ ‬من‭ ‬العضوية‭.‬

 

وأعلنت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬شغور‭ ‬مقعد‭ ‬محمد‭ ‬مبديع،‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬ودعت‭ ‬المرشح‭ ‬الذي‭ ‬يرد‭ ‬اسمه‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬الترشيح‭ ‬لملء‭ ‬مقعده‭.‬

 

وأصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬قرارا‭ ‬يقضي‭ ‬بشغور‭ ‬المقعد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشغله‭ ‬الصغير‭ ‬بابور،‭ ‬المنتخب‭ ‬عضوا‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬ودعوة‭ ‬المترشح‭ ‬الذي‭ ‬يرد‭ ‬اسمه‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬الترشيح‭ ‬المعنية‭ ‬لملء‭ ‬مقعده‭.‬

 

واطلعت‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬الرسالة‭ ‬المسجلة‭ ‬بأمانتها‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬المحالة‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والتي‭ ‬يحيط‭ ‬فيها‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬الصغير‭ ‬بابور‭ ‬قدم‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬هذا‭ ‬المجلس،‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬السجن‭ ‬بعد‭ ‬إدانته‭ ‬بأربع‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف‭ ‬سنة‭ ‬حبسا،‭ ‬وذلك‭ ‬قصد‭ ‬ترتيب‭ ‬الآثار‭ ‬القانونية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاستقالة‭.‬

 

فيما‭ ‬رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬استقالة‭ ‬محمد‭ ‬كريمين،‭ ‬البرلماني‭ ‬الاستقلالي‭ ‬والرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لجماعة‭ ‬بوزنيقة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وقضت‭ ‬بتجريده‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬عزله‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬جماعة‭ ‬بوزنيقة‭ ‬وفقدانه‭ ‬أهلية‭ ‬الترشح‭.‬

وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬للمحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬رقم‭ ‬233‭-‬24،‭ ‬أنها‭ ‬توصلت‭ ‬بمراسلة‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تجريد‭ ‬كريمين‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬المجلس‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬استقالته،‭ ‬تطبيقا‭ ‬لأحكام‭ ‬المادة‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬المتعلق‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭.‬

 

وقدم‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬البوصيري‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬النائب‭ ‬الثالث‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬شتنبر‭ ‬2023،‭ ‬وقررت‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية‭ ‬عزله‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬أكتوبر‭ ‬وترتيب‭ ‬الآثار‭ ‬القانونية،‭ ‬وبعدها‭ ‬أحال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ملفه‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬لتجريده‭ ‬من‭ ‬العضوية‭ ‬طبقا‭ ‬للمادة‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬المتعلق‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فقضت‭ ‬بالتجريد‭.‬

 

ورفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية ،‭ ‬الطعن‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬سعيد‭ ‬الزيدي،‭ ‬لإصلاح‭ ‬خطأ‭ ‬مادي‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬222‭/‬24،‭ ‬وأكد‭ ‬الزيدي‭ ‬أنه‭ ‬فوجئ‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬بالقرار‭ ‬الاستئنافي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬الإدارية‭ ‬بالرباط،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬حتى‭ ‬يجرد‭ ‬من‭ ‬العضوية‭.‬