فضحت الأمطار التي تهاطلت على بلادنا رغم قلتها مطلع الأسبوع الجاري، ونهاية الأسبوع الماضي، بعض المشاريع التي دشنها الملك في بعض المدن، التي تمول من عائدات برامج التأهيل الحضري، أو ميزانيات المجالس الإقليمية، أو من مؤسسات أخرى.
وحسب جريدة "الصباح"، انكشفت الأسبوع الجاري، في المهدية، فضيحة، عندما فرضت الأمطار قطع الطريق بسبب تساقط الأحجار بالقرب من المرسى، نتيجة أخطاء تقنية فادحة، تسببت في ارتفاع منسوب المياه.
وأوضحت الجريدة، أن المشروع يدخل ضمن برنامج المخطط الإستراتيجي للإقليم الذي دشنه جلالة الملك منذ 2015، ومازال يراوح مكانه في العديد من القطاعات، وهو ما يسائل الإدارة الترابية عن هذا التأخر الذي طال أمده.
وفي نفس السياق، كشفت الأمطار نفسها، عيوبا تقنية خطيرة في المشاريع التي تحتضنها إحدى الجماعات بإقليم مكناس التي يرأسها قيادي حزبي شهير وجد نفسه في قلب فضيحة غش واضحة، جعلت العديد من سكان العاصمة الإسماعيلية، يخرجون عن صمتهم، منددين بكل العيوب التقنية الخطيرة التي طالت بعض الشوارع الرئيسية التي استفادت من مشروع إعادة التهيئة، وصرفت عليها ملايير الدراهم.
وتابعت "الصباح"، أن سكان إقليم القنيطرة ومكناس والخميسات، احتجو على الفساد الذي طال الأشغال التي رصدت لها أغلفة مالية دسمة من أموال التأهيل الحضري، نظير ما حدث في أهم شارع بجماعة المهدية الذي انتهت به، أخيرا، أشغال التزفيت وتهيئة الرصيف، قبل أن يتحول إلى «مرجة» كبيرة.
وأوردت بأنه عدة أصوات جمعوية ومدنية، ارتفعت مطالبة المفتشية العامة للإدارة الترابية بزيارة كل الأوراش المفتوحة التي رصدت لها الملايير، وفتح تحقيق مع المقاولات المستفيدة ومكتب الدراسات وصناع القرار في العمالات، لترتيب الجزاء الذي يستحقه كل طرف، مادامت الفضائح في الغش ترفض التوقف عن طواعية.
وأضافت موضحة، في شاطئ المهدية، عرت أمطار «الخير» القليلة التي تهاطلت، عورة إعادة تهييئ الكورنيش، الذي صرفت عليه أموال طائلة من مالية المجلس الإقليمي، إذ زحفت الرمال عن مكانه، وظل الإسمنت جاثما من الفوق، ورغم كل هذه العيوب التقنية، لم يحرك المسؤولون التقنيون في العمالة عجلات سياراتهم لزيارة أماكن هذه «الفضائح التقنية»، لكن إذا ظهر السبب بطل العجب، فصاحب المقاولة المستفيدة من المشروع التي تولت إعادة تهيئة الكورنيش، تربطه علاقة جيدة مع بعض المسؤولين في عمالة القنيطرة، وبالتالي فإن رياح المحاسبة لن تهب بالقرب منه.