جدل مستمر حول تعيين محمد سعد برادة وزيرًا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة

منذ تعيين محمد سعد برادة وزيرًا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خلفًا لشكيب بنموسى، تصاعد الجدل حول مدى ملاءمته لهذا المنصب الحساس، خاصة وأنه لا ينتمي للقطاع التعليمي بأي شكل من الأشكال.

هذا الجدل ظهر جليًا خلال الجلسات الشفوية بالبرلمان، حيث تعرض الوزير الجديد لانتقادات واسعة من المهتمين بالشأن التعليمي.

وعلق عبد الوهاب السحيمي، أحد الفاعلين في القطاع، قائلاً إن برادة حتى الآن فوض معظم صلاحياته إلى الكاتب العام للوزارة، يونس السحيمي، في خطوة قد تعكس عدم إلمامه بتعقيدات القطاع.

التحديات والصعوبات التي يواجهها الوزير

بحسب السحيمي، يبدو أن الوزير برادة أدرك منذ بداية مهامه حجم التعقيدات والمشاكل المتراكمة في القطاع التعليمي، مما دفعه إلى تفويض صلاحياته للكاتب العام، والاكتفاء بظهور محدود في الجلسات البرلمانية. وأضاف:"حتى إذا كان الوزير متمرسًا في الشأن التعليمي، فإنه سيواجه تحديات جمّة، فما بالك بشخص يفتقر إلى أي تجربة أو معرفة بهذا المجال".

السحيمي أشار أيضًا إلى أن برادة طلب من النواب مراسلته كتابيًا للإجابة عن أسئلتهم، ما يعكس عدم جاهزيته للتعامل مع الأسئلة الشفوية مباشرة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة قد تكون مجرد فترة لتصريف الأعمال داخل الوزارة.

تفويض شامل لصلاحيات الوزير

وفقًا لما ورد في الجريدة الرسمية، أصدر برادة قرارًا بتفويض صلاحيات واسعة إلى الكاتب العام يونس السحيمي، شملت الإمضاء على الوثائق الإدارية، توجيه الأوامر إلى مديري الأكاديميات الجهوية، والتصرف في ميزانيتي التسيير والاستثمار للوزارة.

هذا وقد فوض الكاتب العام صلاحيات تعيين أو إعفاء رؤساء الأقسام والمصالح والمديرين الإقليميين، بالإضافة إلى المصادقة على الصفقات المبرمة باسم الوزارة ،هذه الخطوة أثارت استغراب المراقبين الذين تساءلوا عن الجدوى من استمرار الوزير في منصبه إذا كانت معظم الصلاحيات قد انتقلت إلى الكاتب العام.

ردود فعل ساخرة

تفاعل السحيمي بطريقة ساخرة مع هذه التطورات عبر منشور على فيسبوك، قال فيه:"مسيو برادة ضرب دويرة بين المكاتب، حضر جلسة برلمانية، ثم قرر أن يهني راسو ويفوض كل شيء للكاتب العام. كان عليكم تعيين يونس السحيمي وزيرًا مباشرة!".

انتقادات لاختيار الوزير

السحيمي ختم تصريحه بالتأكيد على أن اختيار وزير من خارج القطاع يعكس عدم اهتمام الحكومة بالتعليم كأولوية.

وقال إن رئيس الحكومة، الذي وعد خلال الحملة الانتخابية بجعل التعليم أولوية، أظهر عكس ذلك تمامًا من خلال هذا التعيين.

هذا ويبقى السؤال مطروحًا حول قدرة الوزير الجديد على التعامل مع قطاع تعليمي يعتبر من أكثر القطاعات تعقيدًا وحساسية في المغرب، في ظل استمرار الانتقادات وعدم وضوح الرؤية.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.