"حق الملح"..هدايا رمزية امتنانا على "تَمارة" النساء خلال رمضان

بمناسبة حلول يوم العيد الفطر، تسترجع الجدات بعض العادات المتوارثة التي يحتفظ بها المجتمع رغم تغير الأوضاع المعيشية والحداثة التي عرفها، والأخرى التي أصبحت طي النسيان، ومن بين هذه الأخيرة ما يعرف بـ "حق الملح"  كتكريم للمرأة، والاعتراف بالجميل لها.

حق الملح  عادة متوارثة منذ آلاف السنوات، كانت معروفة في بلدان المغربي العربي، ولربما تونس وليبيا من بين الدول التي لازالت تحتفظ بها، إلا أنه بالمغربقلة قليلة من لازالت تدأب على هذه العادة.

و"حق الملح" عبارة عن هديّة  يسلمها الزوج أوالأب أو الأخ للنساء اللواتي اعتكفن طيلة شهر رمضان في المطبخ لاعداد مال وطاب والشهر علىراحة البيت، حيث تكون عبارة عن قطعة حلي من ذهب أو فضّة حسب قدرته ، كعربون محبّة و تقديراً لتعبهن.

ومع انتهاء شهر رمضان، تعمدت بعض النساء المغربيات نشر تدوينات طريفة بمواقع التواصل الاجتماعي، تذكرن الرجال من خلالها بهذه العادة، داعيات إياهم بالاعتراف بالجميل ومكافئتهن ولو بكلمة طيبة، حيث تفاعل بعض الرجال مع التدوينات مؤكدين أنهم حريصين على تقديم الهدايا للنساء في هذه المناسبة.

وفي بحثنا إن كانت هذه العادة لازالت موجودة، أكدت العديد من النساء الشابات أنهن لايعرف عنها شيئا، فيما أوضحت أخريات أنهن سمعا شيئا من هذا القبيل عنها، حيث قالت مريم :" صراحة سمعت شيئا عن هذه العادة، لكنني لا أعرف أحدا يقوم بها" ساخرة " يعطيونا غير تيقار".

ومن جهتها، أكدت منية في تصريح ل"بلبريس" أنها " منذ صغري وأنا أرى أن والدي كان دائما شديد الحرص على جلب هدية لوالدتي ولعمتي التي كانت تقطن معنا بنفس المنزل، وأخي ليومنا هذه مواضب عليها"، مضيفة " الآن بعض زواجي أخبرت زوجي أنه من الضروري جلب هدية، فالأمر يشعرنا كنساء بأن الآخر يقدر ما نبدله من الجهد، ولاتهم قيمتها بتاتا".

وتعود سبب التسمية، تقول أسماء، إلى تذوق النساء بطرف لسانهن نسبة اعتدال الملح في الطعام، دون ابتلاعه، كما أن كل منطقة تطلق على هذه العادة اسما مختلفا ك "تعييدة" أو "تكبيرة"، وهذه العادة الجميلة التي كانت لدى الآباء والأجداد تضاءلت اليوم بمرور السّنين والأعوام وهي في طريق الاندثار والتلاشي.