المغرب يبحث مع إسبانيا ملف القاصرين غير المصحوبين

لازال ملف المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم، يحضى أولوية كبرى، في تقارير الصحافة الإسبانية.

وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة “إِلْباييس”، واسعة الإنتشار، أن كريمة بنعيش، سفيرة المغرب بمدريد، وخالد الزروالي، مدير مكتب الهجرة ومراقبة الحدود، إلتقيا في 26 فبراير بممثلين عن وزارة الداخلية الإسبانية، والمجتمع المدني، لطلب معلومات عن وضع مئات القاصرين المغاربة غير المصحوبين الذين قدموا إلى مدريد، حيث يعيش معظمهم في مراكز الإيواء.

وكان هذا اللقاء، حسب المصدر ذاته، الخطوة الأولى لإنشاء مجموعة عمل، تريد الداخلية الإسبانية توسيعها لتشمل مناطق أخرى؛ ففي نونبر الماضي، كشف وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، عن رغبته في العمل مع بلدان المنشأ في “عمليات الإعادة المحتملة”، التي تم التفكير فيها بالفعل، بعد الاتفاقية المبرمة عام 2012 بين إسبانيا والمغرب.

اللقاء تم في مقر الإدارة العامة للأسرة والمجتمع، وضم ممثلين سياسيين من أعلى المستويات في البلدين، وفقًا لمصادر صحيفة “إِلْباييس”.

وحضر عن المغرب، بالإضافة إلى السفيرة وعضو وزارة الداخلية، أمين الشودري، القنصل العام للمغرب بإسبانية، وثلاثة مستشارين، وكانت إيلينا غارسون، المدير العام للعلاقات الدولية والشؤون الخارجية بوزارة الداخلية، حاضرة عن إسبانيا، وعن المجتمع المدني حضر ألبرتو سان خوان، المدير العام لإدارة الأسرة والقاصرين.

وقال مصدر من وزارة الداخلية للجريدة: “نحن نعمل مع المغرب لإعادة قبول الرجال الذين لم يتأقلموا مع إسبانيا”، بعدما أعلن فرناندو غراندي مارلاسكا، في نونبر عن “عمليات الترحيل المحتملة” لهؤلاء القاصرين.

“سنطبق دومًا معيار مصلحة الطفل، وسيتم تحليل كل حالة على حدة، وستحصل على موافقة النيابة العامة”، يواصل محاور الوزارة، الذي يؤكد أن الاجتماع تناول أيضًا قضايا أخرى. 

ويضيف هذا المصدر، أنه “في الوقت الحالي، كان الاجتماع فقط حول القاصرين في مدريد”، والذي يحدد أن نية الحكومتين هي إقامة اتصالات مع جميع المناطق التي وصل إليها القاصرون، والذين يتركزون أيضًا في الأندلس وكاتالونيا.

وقال متحدث باسم الحكومة الإقليمية لمدريد، حول اجتماع ممثلي المغرب مع مديري مجلس السياسة الاجتماعية، أن “ما تم فعله في الاجتماع هو تحليل ملف القاصرين والوضع الذي هم فيه”.

وأضاف “كان أول اتصال واتفقنا على إنشاء جدول عمل للمتابعة”، دون الرغبة في تقديم مزيد من التفاصيل حول محتوى الاجتماع، الذي طلبه المغرب، وبتيسير من الحكومة الإسبانية.

ووصل في عام 2018، نحو ألفا من القاصرين غير المصحوبين إلى مدريد، وحتى الآن في عام 2019، وصل 652 مهاجرا قاصرا.

وحددت الحكومة الإسبانية، تمويلا بقيمة 40 مليون يورو لمساعدة الأقاليم التي تحتضن القاصرين، ومن هذا المجموع، تلقت محافظة مدريد فقط 1500 يورو، بينما تُكلف خدمة الأطفال بين 120 و150 يورو يوميًا للشخص الواحد، وفقًا لمصادر حكومية إسبانية.

وتجدر الإشارة، إلى أن مجموع المهاجرين القاصرين يبلغ 4100 طفل، تحت حماية المجتمع المدني بمدريد، ينحدرون من 50 دولة مختلفة، وفقًا للبيانات المقدمة من الحكومة الإقليمية للمدينة.