قال عبد الله البقالي إن من بين ما تعرض له خلال عمله داخل اللجنة المؤقتة للمجلس الوطني للصحافة ضغطاً من أشخاص — لم يسمّهم — كانت لهم علاقات أو وساطات مع صحفيين إسرائيليين بعد اتفاق التطبيع، مؤكداً أنه رفض بشكل قاطع أي تدخل أو وساطة في هذا الاتجاه. وقال إن هذا المعطى كان جزءاً من الخلفيات التي حاول البعض استغلالها لـ”تحريف النقاش” وتحويل الأنظار عن الفيديو المسرّب وجوهر شهادته.
وأضاف البقالي أن خروجه الأخير لم يكن وليد الصدفة، ولا ردّ فعل انفعالي، بل خطوة اضطرارية بعد أن صار تداول اسمه عقب تسريب الفيديو يُفهم — حسب تعبيره — كنوع من الموافقة الصامتة، وهو ما اعتبره “أمراً غير مقبول” دفعه إلى توضيح الحقيقة للرأي العام المغربي.
وتابع أن شهادته المنشورة في البودكاست كانت نزيهة ومبنية على معطيات ووقائع عاشها داخل اللجنة، وأنه يتمسّك بكل كلمة قالها دون تراجع، موضحاً أن ما تحدث عنه لم يكن شأناً سرياً بقدر ما كان قضية تهم الرأي العام.
وقال إن أكثر من 95% من التفاعل مع خروجه كان إيجابياً، سواء عبر التعليقات أو الاتصالات الهاتفية، معتبراً أن هذا الإجماع الشعبي “أعطى مصداقية أكبر” لما قدّمه من معطيات، وأكد أن هدفه لم يكن البحث عن “البوز” أو البطولة، بل أداء واجب مهني وأخلاقي.
وأضاف أن الانتقادات التي تعرض لها جاءت من ثلاث فئات: مواطنون بأسئلة مشروعة يحترمها ويقدّرها، وأشخاص لهم حسابات شخصية قديمة معه بسبب قرارات تأديبية أو رفض بطاقة الصحافة، ثم جهات — حسب قوله — تسير وفق “أجندات” هدفها نقل النقاش من جوهره إلى تفاصيل هامشية مثل التوقيت أو النوايا.
وتابع البقالي أنه التزم الصمت ستة أشهر احتراماً للسرّية القانونية، ولم يُطلع حتى الصحافي حميد المهداوي على تفاصيل غير مسموح بها، لكن تسريب الفيديو غيّر الوضع بالكامل، وجعله مضطراً للكلام منعاً لأي تأويل.
وقال إن محاولات التشويش عليه جاءت أيضاً من أشخاص صدرت في حقهم قرارات تأديبية أو لهم قضايا معروضة أمام القضاء، أو حاولوا — حسب روايته — الضغط عليه للتدخل في ملفات حساسة أو لتصفية حسابات مرتبطة بملف المهداوي.
وأضاف أن جوهر القضية بالنسبة إليه هو وجود مؤشرات متعددة حول استهداف الصحافي حميد المهداوي، رغم الخلافات القديمة بينهما، مذكّراً بأن المهداوي هاجمه يوم خروجه من السجن، لكنه تفهّم سياق ذلك، واستقبله لاحقاً في مكتبه بناءً على طلبه.
وتابع البقالي في ختام حديثه قائلاً إن لا خلفيات شخصية ولا سياسية تقف وراء خروجه الإعلامي، مؤكداً: “ما نقلته هو الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة”، ومشدداً على أن الهدف هو إنصاف زميل تعرّض لظلم، وإعادة النقاش إلى مساره بعدما حاول البعض حرف مساره نحو قضايا جانبية.