هل ترتفع أسعار اللحوم بعد حظر العجول الإسبانية؟

بعد انتشار مرض جلدي معد في إسبانيا، اتخذت السلطات المغربية قرارا يقضي بوقف استيراد الأبقار الحية من هذا البلد، في خطوة استباقية تهدف إلى حماية القطيع الوطني من أي خطر عدوى محتمل والحفاظ على سلامته الصحية. ويقتصر القرار على منع استيراد الأبقار الحية فقط دون أن يشمل واردات اللحوم، فيما تستعد المصالح البيطرية لإطلاق حملة تلقيح وطنية لتعزيز الوقاية وضمان الأمن الصحي للقطيع.

وتابعت يومية « الأخبار »، في عددها الصادر يوم الأربعاء 08 أكتوبر 2025، أن السلطات الإسبانية أعلنت من جهتها تعليق تصدير العجول الحية نحو المغرب، بعد اكتشاف مرض جلدي معد لدى الأبقار في إقليم كتالونيا شمال شرق البلاد، بعد أن أكدت التحاليل المخبرية إصابة ثلاثة عجول بفيروس الجلد العقدي المعدي وهو مرض يؤثر على الجلد والنخاع الشوكي، ويعتبر من الأمراض الحيوانية الخطيرة التي تستوجب إجراءات فورية للحد من انتشارها.

وأبرزت اليومية، أن إسبانيا تعد المورد الرئيسي للعجول نحو المغرب، إذ توفر أكثر من 72 في المائة من حاجيات السوق الوطنية، مستفيدة من قربها الجغرافي وتكاليف النقل المنخفضة، وهو ما يجعل أي اضطراب في صادراتها ينعكس مباشرة على الأسعار داخل المملكة. ومع قرار التعليق، توقفت فعلياً جميع الشحنات الموجهة إلى الموانئ المغربية، خصوصاً طنجة المتوسط والناظور، في انتظار نتائج التحقيقات البيطرية الجارية بإشراف وزارة الزراعة الإسبانية.

وأوضح مقال « الأخبار » أن القرار، خلف حالة من القلق في أوساط المستوردين والمهنيين المغاربة، بسبب التخوف من تراجع العرض وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن العجول الإسبانية كانت تشكل عنصرا أساسيا في استقرار الأسعار داخل السوق الوطنية، ومع توقف الواردات بشكل مفاجئ، رجحت التقديرات الأولية ارتفاعا محتملا في أسعار اللحوم البقرية قد يتراوح بين 10 و20 درهما للكيلوغرام الواحد.

في المقابل أفاد مصدر من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، أن القرار الإسباني مؤقت واحترازي، وأن السلطات المغربية تتابع الوضع بتنسيق مباشر مع نظيرتها الإسبانية، ومن المنتظر أن يتجه الموردون المغاربة، خلال الأسابيع المقبلة إلى تعزيز الاستيراد عبر دول أخرى مثل فرنسا أو البرتغال، لتفادي أي أزمة تموين تعليق الصادرات الإسبانية يسلط الضوء على هشاشة المنظومة الغذائية المغربية واعتمادها الكبير على مورد واحد في مجال استيراد العجول.

وفي انتظار استقرار الوضع الصحي بإسبانيا، يبقى المواطن المغربي المتضرر الأكبر من هذا القرار بين غلاء مرتقب لأسعار اللحوم وتراجع في العرض، وتخوف من أن تتحول الأزمة المؤقتة إلى واقع دائم ينعكس على المائدة المغربية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *