لوموند: احتجاجات جيل زد في المغرب جرس إنذار سياسي واجتماعي

اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية أن موجة الاحتجاجات التي تعرفها مدن مغربية منذ أواخر سبتمبر تشكّل “جرس إنذار سياسي واجتماعي” للمملكة، مؤكدة أن السلطات المغربية “أُخذت على حين غرة” من غضب جيل جديد من الشباب، يطالب بإصلاحات جذرية في مجالي الصحة والتعليم وبقدر أكبر من العدالة الاجتماعية.

 

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الصادرة أمس الجمعة تحت عنوان (في المغرب، صرخة إنذار جيل زد)، إن “الاحتجاجات التي اندلعت في مدن مغربية منذ 27 سبتمبر تكشف عمق الغضب الاجتماعي داخل فئة الشباب، في وقت تنشغل فيه الحكومة بمشاريع كبرى مرتبطة بكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030”.

 

 

 

وأوضحت لوموند أن الحركة الاحتجاجية، التي تُعرف باسم “GenZ 212” في إشارة إلى الرمز الهاتفي للمغرب، انطلقت عقب وفاة ثماني نساء في مستشفى بأكادير منتصف سبتمبر بعد عمليات ولادة قيصرية، وهي الحادثة التي اعتُبرت “رمزاً لفشل المنظومة الصحية” ومصدراً لغضب واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأضافت الصحيفة أن التعبئة سرعان ما انتقلت من الفضاء الرقمي إلى الشارع، حيث خرج آلاف الشبان، بينهم تلاميذ وطلبة وعاطلون عن العمل، في مظاهرات يومية تطالب بـ“مدارس ومستشفيات قبل الملاعب”، في انتقاد مباشر لأولويات الحكومة. وشهدت مدينة أكادير ليلة الأربعاء – الخميس مواجهات أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين، وفقاً لتقارير إعلامية محلية.

 

وأشارت لوموند إلى أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وهو رجل أعمال ثري يقود الائتلاف الحكومي منذ 2021، أعلن استعداده لـ“الحوار مع الشباب” من أجل الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية، لكنها رأت أن هذه الدعوات “قد لا تكفي لتهدئة غضب جيل لم يعد يثق بالوعود الرسمية”.

 

وبحسب الافتتاحية، فإن هذا الحراك الشبابي يتغذى من إحباط متراكم بسبب “اقتصاد الريع والامتيازات” الذي “عمّق الفوارق الاجتماعية والمجالية”، كما يعكس فشل سياسات التنمية التي رُوّج لها منذ إطلاق “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” سنة 2005.

 

وأضافت الصحيفة أن هذا الغليان الاجتماعي يمثل “ضربة قاسية لصورة المغرب الذي يقدّم نفسه في الخارج كنموذج للاستقرار والتنمية”، مشيرة إلى أن “الجيل الجديد من المغاربة، المتصل رقمياً والعابر للحدود فكرياً، يعبّر عن طموح عميق للكرامة والمشاركة في تقرير مصيره”.

 

وأكدت لوموند في ختام افتتاحيتها أن الاحتجاجات الراهنة “تضع القصر الملكي أمام لحظة تأمل حاسمة”، إذ يتعين على الدولة – بحسبها – أن “تستمع بجدية إلى هذا الجيل قبل أن يفقد الأمل نهائياً في جدوى الإصلاح”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *