بركة: نسعى لصياغة تعاقد جديد مع الشباب

أشرف الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، يوم أمس على تقديم النتائج الأولية الاستشارة الوطنية حول الشباب التي أطلقها حزب الاستقلال في 11 يناير الماضي.

وقال بركة، في توينة على حسابه الرسمي: “في 11 يناير الماضي، أطلقنا في حزب الاستقلال مبادرة وطنية للاستماع إلى الشباب وتجديد النخب في مختلف ربوع المملكة، تسعى الى صياغة تعاقد جديد مع الشباب، يقدم حلولا عملية لمشاكلهم ويرسم سبل المشاركة الفعالة في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية; وذلك إيمانا منا بأهمية تمكين الشباب من لعب دور محوري في تحديد مستقبل البلاد.

وتابع أنه “ترأس أس لقاءً تواصلياً لتقديم النتائج الأولية لهذه الاستشارة الوطنية والتي أبرزت وجود أزمة ثقة في المؤسسات المنتخبة، وفي الأحزاب السياسية، وفي الحكومة، بل وفي النقابات والجمعيات، وكذلك الثقة في المستقبل، وهي أزمة يجري استغلالها لترويج مغالطات خطيرة، تدعو إلى إلغاء المؤسسات التمثيلية، رغم كونها ثمرة نضالات وتضحيات جسيمة قدّمها وطنيون مخلصون، ومكتسبات أخرى ما زالنا نناضل من أجلها”.

 

وشدد بركة على أن “الشباب عبروا على أن نتائج الأداء الحكومي لم ترقَ إلى مستوى تطلعاتهم، خصوصا في مجالي الصحة والتعليم، مع انتقادات حادة للنخب المنتخبة بسبب غياب الوفاء بالتعهدات وضعف المحاسبة، وهي انتقادات مشروعة ومفهومة”.

وأشار إلى أنهم “يتفهمون الانبهار بالمشاريع الكبرى للبنية التحتية المرتبطة بالأنشطة الرياضية، ومقارنتها بمشاريع أخرى، غير أن هذه الدينامية يجب أن توازيها قراءة موضوعية للمنجزات التنموية التي تستحق بدورها التنويه والتقدير”.

ونبه إلى أنه “استعرض مجموعة من الأوراش المهيكلة التي تجسد التزام الحكومة بتحسين الخدمات العمومية وجودة العيش، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، من بينها مشروع مستشفى ابن سينا الجديد بكلفة تناهز 11 مليار درهم، مشروع ملعب الأمير مولاي عبد الله الذي رُصدت له اعتمادات تفوق 5 ملايير درهم، وورش الربط المائي الذي مكّن، في ظرف وجيز، من تأمين التزويد بالماء عبر الربط بين الأحواض المائية والسدود”.

ولفت الانتباه إلى أن “الحكومة تخصص سنويا 110 ملايير درهم لقطاعي التعليم والصحة، فيما تخصص سنويا 100 مليار درهم لتحسين الدخل، منها: 27 مليار درهم مخصصة للدعم المباشر، 10 ملايير درهم لنظام اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻹﺟﺒﺎري ﻋﻦ اﻟﻤﺮض، 10 ملايير درهم موجهة لدعم السكن، 45 مليار درهم للحوار الاجتماعي، وذلك دون احتساب نفقات صندوق المقاصة التي تبلغ حوالي 12 مليار درهم، مشددا على أن هذه الأرقام تُبرز حجم الجهد المبذول لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، لكنها في الآن ذاته تستدعي ترسيخ ثقافة النجاعة والمحاسبة لضمان أثر ملموس على حياة المواطنين”.

واتبر أن “المشاريع الكبرى التي أطلقتها بلادنا تمثل فرصة حقيقية لتسريع وتيرة التنمية الشاملة، كما أن دفتر تحملات تنظيم كأس العالم يضع في صلب أولوياته جودة الخدمات الصحية، إلى جانب احترام حقوق الإنسان، والتنمية المستدامة، والتدبير الرشيد للموارد المائية، ما يجعل من هذا الحدث الرياضي العالمي رافعة استراتيجية للتأهيل الترابي وتعزيز البنيات التحتية بمختلف جهات المملكة”.

وأبرز المتحدث أن “الاعتراف بالتحديات لا يعني ضرب المكتسبات الديمقراطية عرض الحائط، وهي تمثل ثمرة مسار نضالي طويل ينبغي صونه والبناء عليه، فالدعوات إلى إلغاء المؤسسات التمثيلية والعودة إلى نقطة الصفر يهدد بنسف كل المكتسبات الديمقراطية، ومن شأنه أن يعيد بلادنا إلى نقطة البداية، والرهان اليوم هو استعادة ثقة المواطنين”.

أكد أن “حزب الاستقلال يملك إرادة حقيقية لإشراك الشباب في اتخاذ القرار، ليس فقط من أجل رسم ملامح مستقبلهم، بل من أجل المساهمة في تغيير البلاد نحو الأفضل، لهذا، أطلق برامج تطوعية وتأطيرية بمشاركة نخبة من الشباب، واشتغلوا على مقترح قانون خاص بالتطوع، يروم تمكين الشباب المتطوعين من تعويضات تحفيزية تشجع على المشاركة المواطِنة، كما سيشرع الحزب في تنظيم مجالس إقليمية ابتداءً من الأسبوع المقبل، ستشكل فضاءً للحوار المباشر مع الشباب، من أجل الإنصات لانتظاراتهم واقتراح حلول عملية قابلة للتنزيل، ضمن رؤية جماعية تُعزز انخراطهم في الفعل التنموي”.

ويرى بركة أن “المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، ومغادرة دائرة الانتظار والانخراط الفعال من داخل المؤسسات، من أجل تجاوز الفجوة القائمة وفتح آفاق جديدة للحوار والتفاعل، تعد مدخلا أساسيا لممارسة المواطنة المسؤولة”.

وخلص إلى أن “الشباب المغربي قادر على التغيير، وبأن دورهم كأحزاب هو تأطيرهم وتحفيزهم على الانخراط في الحياة السياسية والمؤسساتي، لأن استعادة الثقة تبدأ من الإصغاء، ومن جعلهم شركاء حقيقيين في بناء مغرب الغد”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *