خيّم الحزن على مدينة الحسيمة ومواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء، بعد إعلان وفاة أحمد الزفزافي، والد قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، المعروف بلقب “عيزي أحمد”، إثر صراع طويل مع المرض.
الجثمان سيوارى الثرى بعد صلاة العصر اليوم الخميس، حيث ستقام صلاة الجنازة في المسجد العتيق بالحسيمة، قبل أن يُدفن بمقبرة المجاهدين بأجدير. ويتوقع أن تعرف الجنازة حضوراً واسعاً بالنظر إلى رمزية الراحل في المسار الذي طبع ملف معتقلي حراك الريف منذ 2017.
أيقونة الصبر والوفاء
أحمد الزفزافي لم يكن مجرد أب لناصر، بل تحول خلال السنوات الماضية إلى صوت صامد لعائلات المعتقلين، حاضراً أمام المحاكم وفي الساحات، مدافعاً عن حق أبنائهم في الحرية. صوته الهادئ ونبرته المتزنة منحاه مكانة “الأب الرمزي” للحراك، قبل أن ينهكه المرض ويغيب عن الأنظار في أسابيعه الأخيرة.
حزن يختلط بالخذلان
وفاته لم تكن مفاجئة بالنظر إلى وضعه الصحي، لكنها هزّت الرأي العام لأنه رحل دون أن يرى ابنه حراً خارج أسوار السجن. الناشطون والحقوقيون غصّت صفحاتهم بكلمات عزاء مؤثرة، واعتبر الصحافي توفيق بوعشرين أن “الخذلان عجّل برحيله أكثر من المرض”. فيما وصف آخرون موجة التضامن بأنها “استفتاء شعبي” يفرض طي صفحة معتقلي الريف.
ما بعد الرحيل
غياب “عيزي أحمد” أعاد إلى الواجهة مأساة قادة الحراك الستة، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي المحكوم بـ20 عاماً. كثيرون رأوا في رحيله دافعاً جديداً للمطالبة بإطلاق سراحهم، معتبرين أن النهاية المؤلمة للأب يجب أن تكون بداية لتصحيح مسار ملف ما يزال يلقي بظلاله على المشهد الوطني.
رحل أحمد الزفزافي تاركاً خلفه إرثاً من الصبر وشهادة على معاناة عائلات دفعت أثماناً باهظة، فيما يظل الحكم الأخير مؤجلاً إلى “محكمة التاريخ”.