المحج الملكي «يصعق» مافيا العقار بالدار البيضاء

صعق مشروع اتفاقية جديدة لتسريع وتيرة إنجاز المحج الملكي، الممتد من مسجد الحسن الثاني إلى وسط المدينة، مافيا العقار و«الطاشرونات»، الذين كانوا يتربصون بأجود الأراضي والملكيات الخاصة، التي استفادت منها الدولة في إطار مسطرة نزع الملكية.

واعتبرت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 2 شتنبر 2025، أن هذا التوجه الجديد بعث رسائل اطمئنان إلى السكان السابقين، أو الحاليين للمحج الملكي، بعد تداول أخبار عن نزع أملاكهم بثمن بخس لإهدائها إلى مافيا العقار، وانتقال المتر المربع في هذه المنطقة إلى 100 ألف درهم، وهو ثمن تعويض أسرة مقابل الترحيل.

وأضافت اليومية، في خبرها، أن التصور النهائي لمشروع المحج الملكي يضع حدا لعدد من التصورات السابقة، بعد أن شرعت بعض المكاتب في تفصيل عشرات الهكتارات إلى مشاريع وماكيتات، تضم ناطحات سحاب، وإقامات محروسة أشبه بالـ«كومباوندات»، إضافة إلى فضاءات تجارية و«مولات» للعلامات التجارية العالمية، ومقاه ومطاعم وحانات ونوادٍ للشخصيات المهمة جدا (VIP).

وأوضحت الجريدة، في متابعتها، أن مجموعة من رجال الأعمال من المغرب وخارجه، ومنعشين عقاريين ومستثمرين، اصطفوا وراء هذا التصور المتوحش، عبر مكاتب دراسات وهندسة استشارة، ربطت في السنوات الأخيرة، علاقات وثيقة مع مسؤولين في المدينة والجهة، مشيرة إلى أن اجتماعا ترأسته نبيلة ارميلي، عمدة البيضاء، ونوابها ومستشاروها، وحضره المدير الجهوي لصندوق الإيداع والتدبير، ومدير «صوناداك»، وممثل عن الوكالة الحضرية، تداول في عدد من التفاصيل، منها التصور النهائي لإنجاز المحج الملكي، بعد قرار تحويله إلى حديقة عمومية عملاقة على مساحة تقارب 50 هكتارا، محاطة ببعض البنايات ذات الطابع الخدماتي.

وبيَّن مقال «الصباح» أن المشروع ينطلق وفق التصور الجديد من المنطقة العليا، القريبة من ساحة الأمم المتحدة (ساحة الكرة الأرضية)، عبر تنفيذ برنامج للحدائق والمنتزهات والمرافق العمومية والمسارات التي ستحيط بالمحج الملكي، مشيرا إلى أنه من المشاريع المبرمجة في المكان نفسه، توفير أماكن لركن السيارات رهن إشارة المواطنين الذين سيحجون مستقبلا إلى منتزه المحج الملكي الكبير، إذ سيشرع في بناء مرأب تحت أرضي، ضمن برنامج لاستكمال منظومة مواقف السيارات في مجموع مقاطعات وسط المدينة، تنفيذا لأهم محور في مخطط النقل والتنقلات.

وفي هذا السياق، تعمل «صوناداك»، بالموازاة، على تجديد مرسوم نزع الملكية للمحج الملكي في 18 شتنبر الجار، وهو تاريخ انتهاء المرسوم الحالي، ونشره رسميا، وفسح الطريق أمام الجماعة للتكلف بالباقي، علما أن الشركة ستتنحى نهائيا عن هذا المشروع مع نهاية 2025، وتتكلف بمشروع النسيم الجديد بعمالة الحي الحسني.

وأشارت «الصباح»، في خبرها، إلى أن تسريع وتيرة إنجاز مشروع المحج الملكي، الذي تأخر أكثر من ثلاثة عقود، يأتي في سياق جهوي ووطني خاص، يتميز بالإعداد لاستقبال تظاهرات دولية كبرى، ما يستدعي رؤية عمرانية طموحة، وتنفيذ مشاريع معمارية مهيكلة، سيما معالجة إشكالية المباني الآيلة للسقوط، باعتبارها أولوية وطنية قصوى، مضيفة أن وزارة الداخلية باشرت مشاورات بين مختلف الأطراف المعنية من أجل تحديد الآليات المؤسسية والعملية الأنسب لتفعيل وإنهاء هذه المشاريع، وذلك عبر إعادة ضبط التوجه الاستراتيجي، وإعادة هيكلة التدبير العملياتي للمشاريع التي كانت تحملها شركة «صوناداك».

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *