الكواري: نهاية الاختبار لولوج الماسترات إيجابي ولكن !

أثار القرار الوزاري رقم 1891.25 الصادر بتاريخ 25 يوليوز 2025، والمنشور في الجريدة الرسمية عدد 7430 بتاريخ 14 غشت 2025، نقاشاً واسعاً داخل الجامعة المغربية، خاصة في شقه المتعلق بآليات تشكيل لجان الانتقاء لولوج سلك الماستر.

فحسب القرار الجديد، تتألف اللجنة من رئيس المؤسسة أو من ينوب عنه بصفته رئيساً، ورئيس الشعبة المرتبطة بالمسلك، ومنسق المسلك، وأعضاء آخرين يعينهم رئيس المؤسسة، وتُناط باللجنة مهمة دراسة ملفات المترشحين وإنجاز محاضر رسمية موقعة من جميع الأعضاء.

هذا التغيير، الذي رُوِّج له باعتباره مدخلاً للشفافية ومحاربة ظواهر “البيع والشراء” في مباريات الماستر، أثار في المقابل مخاوف من تركيز السلطة بيد الإدارة على حساب الأستاذ الجامعي.

في هذا السياق، اعتبر يوسف الكواري، أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وعضو نقابة التعليم العالي، أن بعض المواد الواردة في القرار “تمثل إضعافاً متعمداً لدور الأستاذ الجامعي”، مشيراً بالخصوص إلى المادة المتعلقة بالمنسق البيداغوجي للمسلك.

ففي النسخة السابقة، كان المنسق يمارس مهام تنشيط وتتبع أعمال الفريق البيداغوجي بالتنسيق مع الأقسام، بينما النسخة الجديدة شددت على أنه يشتغل “تحت إشراف رئيس المؤسسة”، ما يجعله، وفق الكواري، مجرد “واجهة شكلية” فيما تبقى السلطة الفعلية بيد العميد أو المدير.

ويضيف الكواري أن هذا الوضع يمثل “إهانة ضمنية للأستاذ الجامعي”، متسائلاً: “إذا كانت شبهات قد طالت بعض العمداء سابقاً، فهل من المنطقي أن نمنحهم اليوم مهمة التنسيق كاملة ونحصر دور الأساتذة في التنفيذ فقط؟”.

أما بخصوص اعتماد دراسة الملفات حصراً، فقد اعتبر الكواري أن الاعتراف بجميع شهادات الإجازة خطوة إيجابية، لكنها غير كافية لضمان تكافؤ الفرص بين مختلف المؤسسات، متسائلاً: “هل لدينا الضمانة بأن كل المؤسسات تعتمد نفس المعايير ونفس بيداغوجية التقييم؟”.

واستحضر نموذج امتحانات الباكالوريا حيث يتم توحيد الامتحان الوطني لضمان العدالة بين المترشحين، مقابل احتساب نسبة أقل للامتحان الجهوي، متسائلاً عن سبب غياب منطق مماثل في ولوج الماستر.

ويظل القرار الوزاري الجديد محطة فارقة في مسار إصلاح ولوج الماستر بالمغرب، فهو من جهة يسعى لتكريس الشفافية عبر إلغاء المباريات الكتابية والشفوية، لكنه من جهة أخرى يثير جدلاً حول استقلالية الجامعة وأدوار الأساتذة داخلها، في وقت يتنامى فيه النقاش حول مستقبل الحوكمة البيداغوجية بالمؤسسات الجامعية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *