يتواصل الغضب في صفوف الشغيلة الصحية بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها النائب البرلماني هشام المهاجري، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، والتي اعتبرتها النقابات “مهينة” وتمس بكرامة الأطر التمريضية، خصوصاً العاملة بالمراكز الصحية القروية.
في هذا السياق، علمت “بلبريس” أن النقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قررت الدخول في خطوات احتجاجية تصعيدية، تعبيراً عن رفضها لما ورد في مداخلة المهاجري خلال الجامعة الصيفية لحزبه.
ووفق مصادر نقابية، يستعد المكتب الجهوي للنقابة بجهة مراكش آسفي لتنظيم وقفة احتجاجية أمام المقر الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بمدينة مراكش، وذلك تزامناً مع انطلاق الموسم الاجتماعي في شتنبر المقبل، كما يرتقب أن تُنظم وقفة مماثلة أمام المقر المركزي للحزب بالرباط، في خطوة تصعيدية ترمي إلى الضغط من أجل الاعتذار الرسمي والتراجع عن التصريحات.
وكان المهاجري قد وجه انتقادات لاذعة إلى أداء بعض الممرضين بالمراكز القروية، متهماً إياهم بالتقاعس، حيث قال إن “الممرضة تنشغل بالحناء، بينما ينهمك الممرض في لعب الورق”، وهو ما أثار حفيظة المهنيين الذين اعتبروا كلامه تبخيساً لمجهوداتهم، خاصة في ظروف العمل الصعبة والهشاشة التي تطبع العديد من المناطق النائية.
تأتي هذه الاحتجاجات لتكرس حالة التوتر القائمة بين بعض الفاعلين السياسيين والنقابات الصحية، في وقت لا يزال فيه القطاع يواجه تحديات عميقة على مستوى الموارد البشرية والبنية التحتية، وسط مطالب متزايدة بالإنصاف وتحسين ظروف العمل.