أثار النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، هشام المهاجري، جدلاً واسعاً داخل الأوساط الصحية والنقابية، عقب تصريحات وصفها مهنيو الصحة بـ”المهينة”، أدلى بها خلال مشاركته في الجامعة الصيفية لحزبه، منتقداً فيها أوضاع القطاع الصحي وموجهاً انتقادات حادة للأطر التمريضية.
وخلال مداخلته، قال المهاجري إن “الرفع من ميزانية وزارة الصحة لا يوازيه تحسن في الخدمات أو نجاعة في التدبير”، مشدداً على أن الاستثمار في البنية التحتية والمعدات الطبية لا يكفي، ما لم يواكبه إصلاح عميق يشمل العنصر البشري والانضباط المهني. غير أن استعماله لتعابير مثل “ممرضة تضع الحناء وتخرج مساءً” و”ممرض يلعب الكارطا”، أثار موجة استنكار وُصفت بـ”الغاضبة” وسط العاملين بالقطاع.
في ردها على هذه التصريحات، عبرت النقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن استنكارها الشديد لما وصفتها بـ”الإساءات اللفظية الجارحة”، في بيان تنديدي توصلت “بلبريس” بنسخة منه. واعتبرت النقابة أن النائب البرلماني استعمل “كلاماً نابياً وبذئاً وسافراً يمس كرامة الممرضات والممرضين، الذين يضحون في ظروف قاسية لتأمين الرعاية الصحية للمواطنين”.
وأكد المكتب الوطني للنقابة أن تصريحات المهاجري “تجاوزت الخطوط الحمراء”، مطالباً إياه بـ”الاعتذار الفوري والواضح عن الإساءة الموجهة للجسم التمريضي وكافة مهنيي الصحة”.
كما رفضت النقابة ما وصفته بـ”محاولات تسييس معاناة قطاع الصحة وإقحام العاملين فيه في حسابات سياسوية وانتخابوية ضيقة”، مشددة على أن الأزمة التي يعيشها القطاع نتيجة مباشرة لسياسات الحكومات المتعاقبة، وليس للممرضين ومهنيي الصحة.
وفي ختام بيانها، أعلنت النقابة عزمها توجيه مراسلات رسمية في الموضوع إلى رئيس مجلس النواب وإلى قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، لمطالبتهم باتخاذ موقف واضح من التصريحات التي أدلى بها ممثلهم البرلماني.
