مستشار ترامب في جولة مغاربية

تستعد الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، لإيفاد مستشاره الخاص لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، في جولة دبلوماسية مرتقبة تشمل المغرب والجزائر، ضمن مسعى جديد لإعادة ترتيب أوراق السياسة الأمريكية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

ووفقًا لموقع “Geopoliticaldesk”، الذي نقل الخبر عن مصادر دبلوماسية رفيعة، فإن هذه الزيارة تأتي في إطار استراتيجية أمريكية متجددة تسعى إلى كسر الجمود في ملفات حساسة، على رأسها النزاع حول الصحراء المغربية. وتستند المقاربة الجديدة إلى شعار “الاستقرار مقابل التنمية”، حيث تعمل واشنطن على التوفيق بين الأمن الإقليمي وتوسيع الشراكات الاقتصادية.

وتُعد جولة بولس امتدادًا للقاءات أجراها مؤخرًا على هامش قمة الأعمال الأمريكية–الإفريقية في لواندا، حيث التقى كلًا من كريم زيدان، الوزير المغربي المنتدب المكلف بالاستثمار، وسلمة بختة منصوري، كاتبة الدولة الجزائرية المكلفة بالشؤون الإفريقية. وقد تم خلال هذه اللقاءات التركيز على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطيران والاقتصاد الأخضر، إضافة إلى مناقشة قضايا السلم الإقليمي.

وكان بولس قد صرّح سابقًا بنيته زيارة المغرب والجزائر قريبًا، مؤكدًا أن النزاع في الصحراء “ملف مزمن عمره خمسين عامًا ويحتاج إلى حل دائم”، معبّرًا عن أمل بلاده في تحقيق تقارب حقيقي بين الرباط والجزائر.

وجدد المستشار الأمريكي تأكيده على الموقف الثابت لواشنطن تجاه قضية الصحراء، والمتمثل في دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل جاد وواقعي، وهو الموقف الذي تبناه ترامب في 2020 وأعادت تأكيده الإدارة الأمريكية الحالية عبر مسؤولين كبار، آخرهم كاتب الدولة ماركو روبيو.

وشدد بولس على أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية هو موقف “نهائي وواضح ولا يحتمل التأويل”، محذرًا من محاولة تزييف هذا الموقف الرسمي عبر قراءات مغلوطة.

وتندرج هذه التحركات ضمن توجه أمريكي أوسع لإعادة هندسة التوازنات السياسية والاقتصادية في شمال إفريقيا، في ظل التوتر المتصاعد بين المغرب والجزائر والتنافس الدولي المتزايد على النفوذ في منطقة الساحل والصحراء.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *