أكد قيادي من حزب العدالة والتنمية لبلبريس أن المرشحين للأمانة العامة للحزب حتى الآن هم عبد الإله بنكيران، إدريس الأزمي، وعبد الله بوانو، مشيرًا إلى أن مساطر الترشيح في الحزب لا تأتي من الأشخاص المرشحين أنفسهم، بل من القواعد أو من المؤتمرين، فالمؤتمر هو الذي يعبر عن إرادة الحزب، حيث يتم تحديد المرشحين بناءً على تأييد القواعد والمؤتمرين، وليس من خلال الترشيح الذاتي من قبل الأشخاص، ولقبول ترشيح أي مرشح من المؤتمرين، يتعين عليه الحصول على الأقل على 10% من الأصوات المعبرة في المؤتمر ليؤهل للدور الأول. وهذا يضمن أن يكون المرشح قد نال الدعم الكافي من قاعدة الحزب قبل أن يتم النظر في ترشيحه بشكل رسمي.
وحسب القيادي ذاته، فإن تمسك عبد الإله بنكيران بالترشح لولاية جديدة قد يقلب الموازين لصالحه، لكونه شخصية سياسية بارعة وقوية، يعرف كيف يتعامل مع خصومه السياسيين بكل حنكة، حتى وإن كانوا من داخل حزبه. بنكيران له تاريخ طويل في القيادة والتأثير داخل الحزب، وتظل شخصيته محورية في الساحة السياسية المغربية. مع ذلك، يرى البعض أن إعادة انتخاب بنكيران لولاية جديدة قد تحمل تداعيات سلبية على مستقبل الحزب، خصوصًا إذا ما أدت إلى انقسامات أو صراعات داخلية قد تؤثر على استقرار الحزب على المدى الطويل. لذا، تبقى المسألة مثار نقاش واسع داخل الحزب حول موازين القوى المستقبلية وآثار هذا القرار على الوحدة التنظيمية للحزب.
وفي سياق آخر، تم التوافق داخل الحزب على منح رئاسة المؤتمر لجامع المعتصم، الرجل الحكيم وصاحب الخبرة الكبيرة في الحزب. جامع المعتصم، الذي يُعتبر من القادة الذين يتمتعون بسمعة طيبة داخل الحزب، هو الأنسب لقيادة هذا المؤتمر في هذه المرحلة الحاسمة. فهو معروف بقدرته على إدارة المهام الصعبة والمعقدة بمهارة، ويملك قدرة فائقة على اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة، مما يعزز من قدرته على تنظيم المؤتمر بشكل يحقق أهداف الحزب في هذه الفترة الدقيقة. إن التوافق على منحه رئاسة المؤتمر يعكس تقديرًا كبيرًا لحنكته السياسية، ويؤكد على دور جامع المعتصم كأحد العناصر الأساسية التي تساهم في الحفاظ على تماسك الحزب وتوجيهه في الاتجاه الصحيح.
إجمالاً، يمثل المؤتمر القادم لحزب العدالة والتنمية نقطة فارقة في مسار الحزب، ويُنتظر أن تسفر هذه التوافقات عن نتائج مهمة تحدد مستقبل الحزب في الفترة المقبلة.