الجزائر تمنع دبلوماسييها وعائلاتهم من السفر إلى فرنسا وسط تصاعد التوترات_وثيقة
أصدرت الجزائر تعليمات صارمة لدبلوماسييها بالخارجية الجزائرية من أجل إلغاء سفرياتهم المقررة إلى فرنسا، وذلك في ظل الأزمة المتصاعدة مع فرنسا.
وأصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، تعليمات مكتوبة إلى رؤساء الهياكل بالوزارة تأمرهم بإلغاء جميع تنقلاتهم وتنقلات عائلاتهم إلى فرنسا.
وجاء في القرار، الذي كشفت عنه وثيقة مسربة، أنه “عملا بتوجيهات الأمين العام وتنفيذا لتعليماته، يشرفني إعلامكم أن جميع الموظفين والإطارات في الإدارة المركزية مدعوون رفقة أفراد عائلاتهم وإلى غاية اشعار آخر، لإلغاء جميع تنقلاهم إلى فرنسا، سواء كانت هذه التنقلات لأعراض خاصة أو سياحية، مع الحرص على عدم المرور عبر المراكز الحدودية لهذا البلد في حالة ما إذا كانت وجهة السفر دولة أخرى”.
وأكدت الخارجية على ضرورة “إبلاغ الأعوان الموضوعين تحت سلطة الرؤساء السلمية بفحوى هذه التعليمة وتحسيسهم بالأهمية البالغة لهذه الإجراءات والتدابير الاحترازية”.
ويأتي هذا الإجراء بعد وقت وجيز من إعلان وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتيلو خطوة تصعيدية جديدة، حينما كشف عن “توفر وزارته على قائمة بأزيد من 800 جزائري من النخبة سيتم تشديد القيود عليهم عند دخول الأراضي الفرنسية، حيث لن يصبح الجواز كافيا لعبور مراكز التفتيش الحدودية”.
اقرأ أيضا: تحقيق فرنسي صادم يفضح صفقة الجزائر السرية: تسليم معارضين مقابل بوعلام صنصال
بثت قناة “فرانس 2” الفرنسية في 27 مارس الجزء الثاني من تحقيقها ضمن برنامج “عين الساعة 20″، والذي سلط الضوء على محاولات السلطات الجزائرية تكميم أفواه معارضيها في فرنسا.
صفقة مع باريس
وكشف التحقيق عن سعي الجزائر لعقد صفقة مع باريس، تتضمن الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال مقابل تسليم معارضين جزائريين.
وجاءت هذه المعلومات بعد أن عرض الجزء الأول من التحقيق في 3 مارس، وهو ما أدى إلى تصاعد الضغوط على المعارضين الذين ظهروا في التقرير.
وأوضح الصحافيون أن شخصيات مثل غيلاس عينوش وأكسيل بلعباسي تعرضوا لملاحقات وتداعيات خطيرة نتيجة شهاداتهم العلنية.
تضاعف التهديدات
وبالنسبة لغيلاس عينوش، وهو رسام صحفي، فقد تضاعفت التهديدات الموجهة إليه لدرجة أنه بات يخشى على سلامته وسلامة أسرته.
وبات أقاربه يتجنبون التواصل معه حتى عبر الهاتف، وأصبح نادرًا ما يغادر منزله، وإن فعل، فإنه يحرص على التخفي باستخدام قناع ونظارات.
أما الناشط أكسيل بلعباسي، أحد أعضاء “حركة تقرير المصير في منطقة القبائل” (MAK)، فقد كشف في الجزء الأول من التحقيق عن أساليب النظام الجزائري في قمع المعارضين. وكان قد صدر بحقه حكم غيابي بالسجن المؤبد بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”.