تفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر حقائق صادمة حول انتشار مرض الملاريا والدفتيريا في المناطق الجنوبية للبلاد، مما أدى إلى حالة من القلق والغضب بين النشطاء. أكد النشطاء أن الجارة الشرقية تواجه وضعًا صحيًا حرجًا، حيث سجلت إصابات ووفيات عديدة في الجنوب، مما أثار تساؤلات حول استجابة السلطات لهذا الوضع المأساوي.
الكاتب والصحفي الجزائري المعارض، وليد كبير، نشر عبر حسابه على فيسبوك صورًا موثقة من المناطق الجنوبية، تُظهر تفشي أمراض الملاريا والدفتيريا في مدن تيمياوين وتين زواتين وتوندرت وبرج باجي مختار وعين قزام. وأوضح كبير أن انتشار هذه الأمراض أدى إلى تسجيل عشرات الوفيات ومئات الإصابات، وسط تعتيم إعلامي وغياب واضح للسلطات المعنية. كما أشار إلى أن المؤسسات الصحية المحلية، القليلة والافتقار للإمكانيات اللازمة، تعاني من ضغط كبير بسبب تدفق المصابين.
وتعليقًا على الوضع، تساءل المعارض الجزائري عن سبب تهميش المصابين وعدم اهتمام السلطات العليا بحالتهم، حيث وجه انتقادًا لاذعًا لأبواق النظام العسكري، متهمًا إياهم بعدم الاكتراث لأحوال المواطنين في الجنوب الغني بالموارد الطبيعية. كما تساءل عن سبب انشغالهم بالشؤون الخارجية بدلًا من معالجة المشاكل الداخلية.
وبعد محاولات التكتم على الموضوع، اضطرت السلطات الجزائرية للخروج عن صمتها بسبب تصاعد الاحتجاجات والنداءات من المتضررين. أصدرت وزارة الصحة بيانًا للرأي العام، أكدت فيه أن جميع الحالات تتلقى الرعاية اللازمة وفقًا للبروتوكولات العلاجية، وأن هناك متابعة يومية للوضع الوبائي على المستويين المركزي والمحلي. كما أشارت الوزارة إلى أن الجزائر حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية للقضاء على الملاريا، وأن الحالات المسجلة حاليًا هي حالات وافدة من بلدان موبوءة. وأعلنت الوزارة عن إيفاد لجنة طبية مكونة من 14 فردًا، بالإضافة إلى طائرة محملة بالأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا ووسائل الحماية اللازمة إلى المناطق المتضررة، وهي تمنراست وعين قزام وبرج باجي مختار.
ورغم الجهود المبذولة، لا يزال الوضع الصحي في جنوب الجزائر يثير مخاوف النشطاء والمواطنين، مطالبين السلطات بمزيد من الشفافية والاهتمام الفوري لمعالجة هذه الأزمة الصحية.