هناك جملة ذات دلالة عميق تنسب للرئيس الأمريكي السابق أبراهام لنكون) وهي: "معظم الرجال تقريبا يستطيعون تحمل الشدائد، ولكن إذا أردت اختبار معدن رجل، فامنحه سلطة"، وهي فكرة اشتغل عليها داتشر كيلتنر داتشر كيلتنر Dacher Keltner أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا (بركلي) في كتابه المعنوان "مفارقة السلطة".
''والمفارقة هي أن الأشخاص الذين يعتلون سدّة الحكم هم عادة اجتماعيون ومحبوبون، يكسبون ثقة من حولهم، سواء كان أحدهم قائدا لنادي تنس محلي، على سبيل المثال، أو لشركة، أو لدولة بأكملها.لكن عندما يتولى هؤلاء السلطة، يصبحون وحوشا آخرين تماما.''
انها القاعدة العامة التي تربط الفاعل السياسي بكرسي السلطة، وتجعله يتشبث اكثر للاستمرار فيها.
في هذا السياق يجب وضع التنسيق الذي تم هذا الاسبوع بين قادة أحزاب الأغلبية وفق ما علمته بلبريس من مصادر مطلعة،حيث يناقش قادة الأحزاب السياسية الثلاثة المكونة للأغلبية الحكومية الحالية التنسيق في ما بينهم للاتفاق على خطة مشتركة نحو المشاركة في انتخابات 2026، وذلك من أجل ضمان حظوظ أوسع للاستمرار لولاية أخرى في تدبير الشأن العام، وفي تصدر المشهد السياسي على غرار نتائج انتخابات 2021
و كشفت المصادر نفسها أن الفكرة طُرحت خلال الاجتماع الأخير للأغلبية الحكومية بحضور قيادات أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة وذلك من أجل تعميق التشاور والتنسيق فيما بينها من أجل خوض الانتخابات القادمة بشكل مشترك.
وتسعى أحزاب الأغلبية الحكومية من أجل الظفر بالولاية الحكومية القادمة لضمان استكمال عدد من الأوراش الإصلاحية، إضافة إلى الاستفادة من عوائد عدد من البرامج والأوراش الكبرى التي تتم مباشرتها، لا سيما وأن المغرب مقبل على المشاركة بتظاهرات عالمية أبرزها “مونديال 2030”.
وتستغل أحزاب الأغلبية الحكومية -ضعف أحزاب المعارضة وتشتتها وعدم انسجام فادتها او تقارب مرجعياتهم الايديولوجية-بشكل ذكي هذا التشتت، وحسب عدة مؤشرات فأحزاب الأغلبية الحكومية الحالية تبقى مؤهلة لقيادة حكومة ما بعد انتخابات 2026، وفق الشروط الحالية، وفي هذا السياق يجب وضع تحركات اخنوش ومطالبة القيادة الجماعية للبام ونزار بركة للحفاظ على الانسجام القائم بينها ، لكن هل ستحقق هذه الاحزاب نفس مقاعد انتخابات 2021؟؟؟
حسب العديد من الباحثين يصعب ذلك، لكون سياق انتخابات 2021 لن يكون سياق 2026،ومن الصعب على أي حزب من الاغلبية الحالية القدرة لللحصول على نفس المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات السابقة لكون السلطة تضعف وترهق وتفضح.
اضافة الى ان المحطات الصعبة التي مر بها حزبا الاستقلال والاصالة والمعاصرة سيساعدان على ذلك ، خصوصا حزب البام الذي من المتوقع ان يعود الي وزنه الحقيقي ، ومن المنتظر ان يحافظ حزب التجمع على ريادته لكن ليس بنفس العدد من المقاعد.