تصدر الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت في البلاد، بنسبة 56.12 بالمئة، فيما حل ثانيا الناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد بـ22.10 بالمئة.
ووفق اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، فقد تصدر الغزواني نتائج الانتخابات الرئاسية بنسبة 56.12 بالمئة، فيما حل ثانيا الناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد بـ22.10 بالمئة.
وفي هذا السياق، اعتبر عبدوالله محمدو بيه كاتب ومحلل سياسي موريتاني، أن مؤشر فوز الغزواني بنسبة مريحة لم يعد مجالا للشك وبالتالي خمس سنوات جديدة يمنحها الموريتانيون له هو مانعتبره بالعبور الآمن إلى شط الأمان، لأن فوز ولد الغزواني يعني للموريتانيين ان “سفينة الوطن بأيدٍ أمينة ولله الحمد” .
وأكد محمدو بيه في تصريحه لـ “بلبريس” أن أغلبية الموريتانيين اختاروا غزواني لأن البلد شهدت في السنوات الماضية مناخ سياسي هادىء وثقة بين الفاعلين السياسيين في الأغلبية والمعارضة بموريتانيا وبناء صورة نمطية سياسية جديدة غير مسبوقة أسسها الرئيس غزواني، تحترم الجميع أجيالا وتيارات مكنت من التشاور البناء والإصغاء للجميع .
ولذلك حسب المتحدث نفسه، فإن مسيرة الإصلاح التي بدأها الرئيس الغزواني في العهدة السابقة وشهدت إنجازات كبيرة في مختلف المجالات ينتظر أن تتواصل في ظل برنامج طموح وواقعي قدمه للشعب الموريتاني وركز فيه على إيجاد حلول لمشاكل المواطنين برؤية واضحة تهتم حتى بالتفاصيل.
العلاقات التجارية
وفي مايتعلق بالعلاقات الموريتانية المغربية، يرى محمدو بيه أن السنوات الماضية شهدت خلال المأمورية السابقة للرئيس الغزواني تقارب طبيعي نظرا لإرث وتاريخ ثقافي مشترك يجمع البلدين الجارين الشقيقين ، كما فاق التبادل التجاري 300 مليون دولار .
ويتوقع المحلل السياسي أن تتعزز الخمسية المقبلة هذه العلاقات لكي يتم الدفع بها إلى التعاون في مختلف المجالات بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة حيث تعتبر موريتانيا مفتاحا حيويا للمغرب نحو أفريقيا وتعتبر بوابته الرئيسية لدول غرب أفريقيا فيما يمثل المغرب مفتاح موريتانيا نحو أوروبا.
كما ينتظر وفق محمدو بيه خلال العهدة الرئاسية المقبلة الدخول في شراكات اقتصادية ، الاتصالات و النقل الجوي كما يتوقع تفعيل بعض الإتفاقيات خاصة في مجالات الزراعة والصحة والتعمير والإسكان والمقاولات والصيد البحري، وهو ماسيعطي دفعة جديدة للتعاون الثنائي كما ستسعى موريتانيا لحث المستثمرين المغاربة على القيام بمشاريع سياحية وتقاسم الخبرة المغربية مع الجانب الموريتاني في هذا المجال.
الالتزام بالحياد
وفي الجانب المتعلق بقضية الصحراء يرى يحي ولد داد محلل سياسي موريتاني في تصريح ل”بلبريس”، أن بلاده التزمت دائما بالحياد في قضية الصحراء وعلاقتها بالمملكة المغربية، مؤكدا على أن العلاقات بين البلدين تبقى “جيدة وحسنة”، حتى وان كانت شهدت في زمن الرئيس محمد بن عبد العزيز نوعا من التشنج إلا أنها وجدت الطريق في الخمس سنوات الأولى من حكم الرئيس الحالي الموريتاني الغزواني.
وأضاف ولد داد قائلا: “خير دليل على ذلك حينما دعت الجمهورية التونسية والجزائر موريتانيا إلى تكتل مغاربي، رفضت فيه الأخيرة حضور هذا الاجتماع وركزت على أن العلاقة يجب أن تبقى بين دول المغرب العربي، لافتا إلى أن “موريتانيا كانت قد فتحت منفذا تجاريا مع الجارة الجزائر إلا أن ذلك لن يؤثر على العلاقات التجارية المغربية الموريتانية لأنها علاقات وطيدة وشركات واسعة ولها مدة من الزمن تسمح لها بالاستمرار والحيوية”.
وأكد المتحدث “لهذا لا أتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين فتورا أو توترا على الأقل في فترة الغزواني، لأن الرجل يتوفر على حكمة وهدوء في تسيير السياسة الخارجية خاصة وأن له وزير خارجية له القدرة على تسيير هذه الملفات ونجح في ذلك وقد استقبله كذلك ملك المملكة المغربية في الأشهر الماضية.
وأضاف ولد داد مؤكدا على أن العلاقات المغربية الموريتانية تجمعهما علاقة دفء وحنان وأخوة لا تتأثر فيما يجري وأن موريتانيا تلتزم الحياد في قضية الصحراء.