أثار إظهار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس ، خلال حوار أجربته معه قناة “إل سي إي” الفرنسية، خريطة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدت فيها خريطة المملكة المغربية وقد بترت من صحرائها، غضبا واسعا بين المغاربة.
وسارع عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن غضبهم الشديد ، وشجبهم وامتعاضهم من الخرجة المستفزة التي قام بها رئيس الوزراء. وهي ردود فعل بقدر ما جاءت محملة بكثير من الغضب والاستياء، حرص أصحابها على التشديد على أن “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”.
عبد العالي حامي الدين:سلوك نتنياهو ابتزاز واستغلال من أجل التمكين للمشروع الصهيوني
قال أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط عبد العلي حامي الدين، “هو سلوك يصدر عن عقلية تؤمن بالابتزاز والإمعان في استغلال ما تعتبره نقاط ضعف الدول العربية لترسيخ المشروع الصهيوني التوسعي والاستثمار في المزيد من توسيع الخلافات العربية من أجل التمكين للمشروع الصهيوني وتحطيم أي آمال في التكامل العربي والتعاون بين البلدان العربية والإسلامية”، موضحا بالقول، “في الواقع ليس من المستغرب أن يصدر مثل هذا السلوك على مجرم الحرب نتنياهو الذي قتل أزيد من 37 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال”.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، أن موقف المغاربة ممن يرتكبون الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل لا يتأثر بالموقف من الصحراء المغربية، “فسواء اعترف نتنياهو بمغربية الصحراء أم لم يعترف فسيبقى في نظر المغاربة والعرب والمسلمين وكافة أحرار العالم مجرم حرب متابع بجريمة الإبادة الجماعية أمام العدالة الدولية، ولا يشرف المغاربة اعترافه بالصحراء المغربية”.
وأكد عبد العلي حامي الدين أنه “سواء نشر نتنياهو خريطة المغرب كاملة أو ناقصة فإن هذا لن يغير في الواقع أي شيء مادام المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، مبرزا في نفس الوقت أن هذه القضية، “تعتبر قضية شعب بأكمله وهو مستعد للدفاع عن آخر شبر منها بدمائه، وهو لا يستجدي اعترافا حقيرا من مجرم حرب متابعا أمام العدالة الدولية”.
ويطالب الأستاذ الجامعي عبد العلي حامي الدين، مع هذا الإمعان في الابتزاز المغرب بإنهاء هذه العلاقة غير الطبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، “لابد للمغرب الذي كانت له مواقف واضحة ضد هذا العدوان الإجرامي غير المسبوق في حق الشعب الفلسطيني الصامد فوق أرضه المحتلة، أن يتخلص من هذه العلاقة غير الطبيعية مع هذا الكيان المحتل الذي بات يعيش عزلة دولية غير مسبوقة تتنامى يوما بعد يوم وتضيق عليه الخناق يوما بعد يوم”، يقول حامي الدين.
ودعا المتحدث ذاته، في نفس السياق المدافعين عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلى تقديم نقد ذاتي صريح، “وأن يخرجوا عن صمتهم وينضموا إلى باقي المغاربة الذين خرجوا للشوارع في مختلف المدن والقرى المغربية مطالبين بقطع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب”.
وشدد أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري على أن تجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية والتلاحم بين الشعب والدولة “هو وحده صمام الأمان لتحصين قضيتنا الوطنية وهو الصخرة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات والاستفزازات الخارجية”.
وأشار ذات المصدر إلى أن مستقبل المنطقة يتحدد اليوم انطلاقا مما يجري في غزة، “ولابد للمغرب دولة وشعبا أن يكونوا في الجانب الصحيح من التاريخ، ولابد من تجديد تفكيرنا الاستراتيجي وتركيز الوعي بأن مستقبل المنطقة مرتبط بالبناء الحقيقي للاتحاد المغاربي الذي لا حل لقضية الصحراء المغربية إلا في إطاره وفي إطار التكامل والاندماج الاقتصادي والاستراتيجي بين دول المنطقة المغاربية”.
وخلص عبد العلي حامي الدين إلى ضرورة الاستمرار في سياسة اليد الممدودة اتجاه الجزائر “والاستمرار في إحراجهم بالخطب الملكية الحكيمة، والتوقف عن إثارة مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء بين الشعبين الشقيقين”، من أجل وحدة الأمة وأمن واستقرار المنطقتين العربية والإسلامية.
عبد الرحيم منار اسليمي:توالي هذه الخرجات يعبر عن قوة وهبة ووزن المغرب في المجتمع الدولي
علق عبد الرحيم منار اسليمي على واقعة إظهار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خريطة للشرق الأوسط برزت فيها المملكة المغربية مبتورة من الصحراء، في حوار له مع قنوات فرنسية.
وقال منار السليمي على حائطه في مواقع التواصل الاجتماعي، “كتب الحساب الرسمي لرئيس وزراء اسرائيل ان خطأ وقع في الخريطة التي استعملها نتنياهو في حوار مع احد القنوات الفرنسية ،وهذا الاعتراف الثاني بالخطأ بعد خروج متحدث وزارة الخارجية للإعلام العربي وإشارته إلى الخطا غير المقصود ، توالي هذه الخرجات يعبر عن قوة وهبة ووزن المغرب في المجتمع الدولي ، يوجد اعتراف اسرائيلي بمغربية الصحراء وقد لاحظنا كيف انتشرت الفرحة والسعادة في بلاد الحظيرة بسبب خطا غير مقصود تحول معه نتنياهو إلى حبيب لكل الجزائريين بسبب الخريطة غير الكاملة…
وتابع بالقول: المهم ان الحظيرة قضوا ليلة أفراح وعشية غزل عابر مع نتنياهو سرعان ماتبدد ، ويعودون إلى أحزانهم ومأساتهم . صورة تبون وشنقريحة وهما يرفعان يديهما لتحية طائرات في السماء كافية للقول ان أحمقان عجوزان يقودان بلاد الحظيرة نحو الانهيار السريع “.
أمينة ماء العينين:الصحراء المغربية لن يدافع عنها كيان محتل
وقالت القيادية في حزب العدالة والتنمية امينة ماء العينين :لا يصح إلا الصحيح”وتابعت:الحمد لله، هذا القاتل السفاح لم يتأخر في إفحام أدعيائه وصحبه بيننا، لكنهم قوم لا يعقلون…”
واكدت ماء العينين في تدوينة لها:”الصحراء المغربية لن يدافع عنها كيان محتل…”
من يغتصب الأوطان لا يلتقي مع من يدافع عن وحدة الأوطان وكرامتها…العدل والحق لا يحتاج للظلم والجور كي ينتصر…المغاربة الأحرار مستغنون عن القتلة الحقراء في الدفاع عن أرضهم وكرامتهمفلسطين فاضحة كاشفة…”
جواد القسمي:نتنياهو يريد لعب كل الأوراق التي قد تساعده في كسب أي موقف للخروج من المأزق الذي أصبح فيه
وقال الباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية جواد القسمي، الذي أوضح أن “نتنياهو يعرف حساسية ملف الوحدة الترابية لدى كل المغاربة، وهو بذلك يريد لعب كل الأوراق التي قد تساعده في كسب أي موقف للخروج من المأزق الذي أصبح فيه، خاصة في ظل علاقاته المتدنية على المستوى الخارجي حتى مع أقرب الحلفاء، الولايات المتحدة الأمريكية، والكثير من الدول الأخرى عبر العالم، بسبب وحشية الحرب على قطاع غزة”.
وأشار القسمي، ضمن تصريح صحفي، إلى أن “ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وبيده خريطة تظهر المملكة المغربية دون صحرائها ليس أمرا عاديا أو عرضيا، بالنظر إلى طبيعة العلاقات المغربية الإسرائيلية، كما لا يمكن اعتباره خطأ غير مقصود، للكثير من الاعتبارات، أولها أنها ليست المرة الأولى التي يسقط فيها هذه السقطة الدبلوماسية مع المملكة المغربية”.
وتابع المتحدث ذاته بأنه “لا يعقل أن يقع رئيس وزراء إسرائيل في هذه الأخطاء العشوائية ويرتكب أخطاء دبلوماسية من هذا الحجم؛ ثم إن الدول في الخريطة لم تكن كلها بلون واحد، بل تم تلوين الدول العربية باللون الأخضر بشكل واضح مع إظهار المغرب دون صحرائه، ما يعزز فرضية أن واضع الخريطة تعمد فصل المغرب عن صحرائه”.
وسجل المحلل نفسه أن “الواضح أن مواقف المملكة المغربية المعبر عنها في المحافل الدولية، والشاجبة للحرب المدمرة وجرائم الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل في حق الفلسطينيين في غزة، تزعج رئيس الوزراء الإسرائيلي كثيرا، وهو الذي كان يعول على دعم الدول التي أبرمت مع إسرائيل اتفاقيات تطبيع للعلاقات”.
وشدد القسمي على أن “هذا الموقف يزكي موقف المغرب الذي أكد عليه أكثر من مناسبة، كون استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية لا يعني التخلي عن القضية الفلسطينية التي تحظى بإجماع داخل المغرب وخارجه، وسيظل دائما من المدافعين عن الحقوق الفلسطينية”.
يونس مسكين:نتياهو يهين المغاربة
كتب الصحافي يونس مسكين: “نتانياهو يهين المغاربة.. أشهر خريطة دولتهم مبتورة وقال: وقعت السلام مع المغرب!”.
بنيامين نتنياهو:للأسف وقع خطأ في الخريطة التي عرضت في المقابلة
قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو اعتذاره عن الخريطة المغربية المبتورة التي أظهرها خلال حوار له مع قنوات فرنسية، مشيرا إلى أنه “للأسف وقع خطأ في الخريطة التي عرضت في المقابلة”.
وسجل بلاغ مقتضب لمكتب نتيناهو، والذي نشر على صفحته الرسمية بمنصة إكس (تويتر سابقا)، أن “الحكومة الإسرائيلية اعترفت بسيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها وتم تصحيح جميع الخرائط الرسمية الموجودة في مكتب سيادته, بما فيها الخريطة التي عرضت عن طريق الخطأ في المقابلة، وفقا لذلك”.
حسن كعيبة:اسرائيل لن تتراجع عن اعترافها التاريخي بمغربية الصحراء
قدم مسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية، اسمه حسن كعيبة، اعتذارا عن « خطأ غير مقصود » من رئيس وزراء إسرائيل.
وشدد على أن « المغرب في صحرائه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ». مؤكدا أن « اسرائيل لن تتراجع عن اعترافها التاريخي بمغربية الصحراء ».
وقال حسن كعيبة في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “بسبب خطأ غير مقصود تم إثارة ضجة إعلامية كبيرة بخصوص خارطة استعملها السيد بنيامين نتنياهو تظهر فيها خارطة المغرب مبتورة عن صحرائها”.
وتابع “أقدم توضيحا لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وشعبه العزيز وحكومته الموقرة قائلا: المغرب في صحرائه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها”.
واعتذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عن ما أسماه “الخطأ التقني”، مشددا على أن “إسرائيل والمغرب خاوه خاوه ولن نتراجع عن اعترافنا التاريخي بمغربية الصحراء”.