الأحزاب تقود حملة تطهير واسعة تشمل مراجعة السجلات العدلية وضبط الحسابات

تقود الأحزاب ‬السياسية‭ ‬المشكلة‭ ‬للأغلبية‭ ‬الحكومية،‭ ‬والمصطفة‭ ‬في‭ ‬المعارضة،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬حملة‭ ‬تطهير‭ ‬داخلية‭ ‬لأجل‭ ‬إبعاد‭ ‬المفسدين‭ ‬بطريقة‭ ‬تدريجية.

وكشفت يومية الصباح‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬بعض ‭ ‬الأحزاب ،‭ ‬قرروا‭ ‬إبعاد‭ ‬المشتبه‭ ‬تورطهم‭ ‬في‭ ‬الفساد،‭ ‬بينهم‭ ‬المحسوبون‭ ‬على‭ “‬موالين‭ ‬شكاير‭” ‬من‭ ‬ممولي‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الجهوية،‭ ‬والإقليمية،‭ ‬والحملات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬والمتحكمين‭ ‬في‭ ‬ترشيح‭ ‬من‭ ‬يريدون‭ ‬لتولي‭ ‬المسؤوليات‭ ‬داخل‭ ‬الهياكل‭ ‬المسيرة‭ ‬للأحزاب‭ ‬نفسها،‭ ‬وفي‭ ‬المجالس‭ ‬الترابية‭ ‬من‭ ‬أقاليم‭ ‬وعمالات،‭ ‬وبلديات،‭ ‬وجهات،‭ ‬وغرف‭ ‬مهنية،‭ ‬وفي‭ ‬البرلمان،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬لتولي‭ ‬المناصب‭ ‬العليا‭ ‬بتزكية‭ ‬المقربين‭.‬

وأفادت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬زعماء‭ ‬الأحزاب‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لا‭ ‬يحسد‭ ‬عليه،‭ ‬رغم‭ ‬رد‭ ‬بعضهم‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬لهم‭ ‬انتقادات‭ ‬لاذعة‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬التدبير‭ ‬المالي،‭ ‬وضعف‭ ‬الحكامة‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬الأموال‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وفي‭ ‬إنجاز‭ ‬دراسات‭ ‬وأبحاث‭ ‬وهمية،‭ ‬وعقد‭ ‬المؤتمرات،‭ ‬وأداء‭ ‬أجور‭ ‬المستخدمين،‭ ‬وشراء‭ ‬مقرات،‭ ‬ولوجستيك‭ ‬خاصة‭ ‬السيارات،‭ ‬وإقامة‭ “‬زرود‭” ‬تكلف‭ ‬كثيرا‭.‬

وتحدث‭ ‬زعماء‭ ‬الأحزاب‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬رؤساء‭ ‬الفرق،‭ ‬حسب‭ ‬المصادر‭ ‬نفسها،‭ ‬لأجل‭ ‬إبعاد‭ ‬أي‭ ‬مشتبه‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬الفساد،‭ ‬سواء‭ ‬الذي‭ ‬يشار‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬معه‭ ‬تحقيق‭ ‬قضائي،‭ ‬أو‭ ‬وجهت‭ ‬ضده‭ ‬شكاية‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالفساد‭ ‬المالي‭ ‬أو‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬وذلك‭ ‬بالابتعاد‭ ‬عن‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬الحزب،‭ ‬أو‭ ‬بالمجالس‭ ‬المنتخبة،‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬جماعة،‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬جماعي،‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬عمالة‭ ‬أو‭ ‬إقليم،‭ ‬أو‭ ‬رئاسة‭ ‬غرفة‭ ‬مهنية،‭ ‬أو‭ ‬عضوية‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬المستشارين،‭ ‬أو‭ ‬رئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬برلمانية‭ ‬دائمة،‭ ‬بل‭ ‬وجهت‭ ‬لهم‭ ‬رسائل‭ ‬بتقديم‭ ‬استقالتهم‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬يتحملون‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬المسؤوليات‭.‬

 

وستعيد الأحزاب هيكلة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوضحته‭ ‬المصادر‭ ‬نفسها،‭ ‬بفرض‭ ‬السجل‭ ‬العدلي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬شخصية‭ ‬معروفة،‭ ‬لضمان‭ ‬نظافة‭ ‬العمل‭ ‬الحزبي‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الشبهات،‭ ‬وتوقيع‭ ‬عقود‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬خبراء‭ ‬محاسبين‭ ‬لإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬مالية‭ ‬الأحزاب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصبح‭ ‬محط‭ ‬تهجم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قضاة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات،‭ ‬وانتقادات‭ ‬المواطنين،‭ ‬ومحط‭ ‬تساؤل‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬جر‭ ‬قادة‭ ‬الأحزاب‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جمعيات‭ ‬حماية‭ ‬المال‭ ‬العام‭.‬

وقالت‭ ‬المصادر‭ ‬إن‭ ‬زعماء‭ ‬وقادة‭ ‬الأحزاب‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬إلى‭ ‬محاربة‭ ‬الفساد‭ ‬وسد‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬المفسدين‭ ‬في‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬تروج‭ ‬الملايير،‭ ‬سيضطرون‭ ‬بدورهم‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬أحزابهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصبح‭ ‬المنتمون‭ ‬إليها‭ ‬محط‭ ‬متابعة‭ ‬قضائية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬برلمانيا،‭ ‬أغلبهم‭ ‬رؤساء‭ ‬مجالس‭ ‬ترابية،‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬أدين‭ ‬بالسجن،‭ ‬بتهم‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية،‭ ‬وتحويل‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬لأهداف‭ ‬خاصة،‭ ‬وتزوير‭ ‬وثائق‭ ‬ومحررات‭ ‬رسمية،‭ ‬وخيانة‭ ‬الأمانة،‭ ‬واختلاس‭ ‬أموال،‭ ‬بعضهم‭ ‬تم‭ ‬عزله‭ ‬من‭ ‬منصبه،‭ ‬وتبع‭ ‬ذلك‭ ‬تجريده‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬البرلمان،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬براءته‭ ‬رهن‭ ‬الاعتقال‭ ‬الاحتياطي،‭ ‬مع‭ ‬حجز‭ ‬الممتلكات‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭.‬