هل أصبح مطار الدار البيضاء الممر الرئيسي لتدفق المهاجرين نحو إسبانيا؟

 

أمام استمرار تدفق المهاجرين المنتمين من جنوب افريقيا نحو اسبانيا عبر المغرب واحتلاله المواضيع الرئيسية في الأجندة السياسية الإسبانية نتيجة تأثيره الواضح على الحياة السياسية والإقتصادية، تدرس إسبانيا إلى خيار وضع "قيود" معينة على المسافرين القادمين من البلدان الإفريقية.

ويأتي هذا في الوقت الذي شهد في الأسابيع الماضية تزايدا مفرطا في حالات طلب اللجوء، الشيء الذي أدى إلى مطالبة الأمن الإسباني بفرض "تأشيرات العبور" في المطار الدولي محمد الخامس بالدار البيضاء باعتباره رابط شركة الطيران المغاربية رويال- مع مدريد إلى ما يصل إلى أربع رحلات يومية، حيث يستغلها الأشخاص كطريق رئيسي لاستغلال هذه الفرصة بغاية "طلب اللجوء".

وأكد وزير الداخلية الإسباني، أول أمس الجمعة في أول رحلة له إلى المغرب في ظل حكومة بيدرو سانشيز الجديدة، أن "هنام استخداما احتياليا لتوثيق الرحلات الجوية التي تغادر من الدار البيضاء وتتوقف في مدريد"، مشيرا إلى أنه "إذا كان لا بد من تقديم تأشيرات عبور المطار في بارخاس، فسيتم تقديمها بالطريقة الصحيحة لتجنب هذه الإستخدامات، وهو ما لا يتعارض مع وجود نظام لجوء وضمان حقوق الإنسان لجميع مقدمي الالتماسات للحصول على الحماية الدولية".

المصادر الأمنية الإسبانية، كشفت في نفس السياق "الإنهيار الكبير الذي تسببت فيه هذه الطرق الإحتيالية"، موضحة في وصفها لطريقة العمل التي يستخدمها مئات المهاجرين لطلب اللجوء في المراكز الحدودية لمطار "باراخاس" بالعاصمة مدريد، أن "معضمهم يأتي من السنغال والمغرب وغامبيا، على متن رحلات تديرها الخطوك الملكية المغربية إلى بلد في أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل والسلفادور أو بوليفيا، وتتوقف بشكل مؤقت في مدريد، قبل الوصول إلى وجهتها النهائية".

وبمجرد وصول هؤلاء المهاجرين إلى مدريد، حسب المصادر ذاتها "يتخلصون من الوثائق ويتوجهون إلى المركب الحدودي لطلب الحماية الدولية، وذلك بعد أن يحل الظلام ويتسللون حواجز المركز الحدودي في الأراضي الإسبانية".

وفي الأسبوع الماضي، هرب ما مجموعه 17 شخصًا كانوا في إحدى غرف اللجوء هذه في مطار باراخاس عن طريق كسر نافذة، مما اضطرت وزارة الداخلية الإسبانية إلى فتح مركز تحديد الهوية والترحيل في ألوتشي (مدريد) لخدمة خمسين شخصًا، حسب المصادر الأمنية الإسبانية ذاتها.