بعد الهجمة الاعلامية الشرسة..العلاقات المغربية الجزائرية تتسبّب في جنازة بدولة "الكابرانات"

في الجزائر، لم يعد هناك ما هو أسوأ من أن يحقق المغرب إنجازًا ديبلوماسيا أو اتفاقا دوليا أو فوزا رياضيا.. لقد اقترب هذا البلد من الوصول إلى درجة المرض رُهاب دولة. سياق هذا الكلام هو تحول الجارة الشرقية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة إلى بيت للجنازة بسبب الزيارة التاريخية التي يقوم بها الملك محمد السادس لدولة الإمارات العربية المتحدة.

فقد شنت الجزائر حملة إعلامية ضخمة ضد الزيارة، في مختلف منابرها الخاصة والعمومية، بلغت أوْجها في ما تم نشره بالمنابر المحسوبة على الطغمة العسكرية التي نزلت بكل ثقلها لضرب التقارب بين الرباط وأبو ظبي وكيل سيل من الاتهامات، في موادها الإخبارية، في محاولة بائسة ومساعٍ شيطانية لتشويه صورة الاتفاق الاستراتيجية ومحاولة يائسة لربط الاتفاق بأجندة تخدم إسرائيل، مع العلم أن إسرائيل نفسها أصابها الغضب من المواقف المغربية ومن قوة المسيرات التي عرفتها الشوارع المغربية بينما توارى نظام الكابرانات إلى الخلف مانعا أي احتاج على الاعتداء الاسرائيلي، وفقا لـ"افتتاحية الأخبار".

وتضيف الافتتاحية، رغم ما بذلته تلك الحملات الإعلامية المشبوهة، فإن تلك السهام المسمومة التي أرادت النَّيل من التقارب المغربي الإماراتي سرعان ما ارتدت إلى الصدور الحاقدة التي أطلقتها، إذ فشلت فشلًا ذريعًا في بلوغ أهدافها الخبيثة، حيث نجحت القمة الثنائية على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنظيمية، أكثر من ذلك فقد تزامنت الزيارة الملكية مع قمة قادة دول التعاون الخليجي فحمل بيانها دعما غير مشروط لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

ما لم يفهمه النظام الكاريكاتوري في الجزائر أن المغرب ماض في طريقه التنموي، متمسكا بمصادر قوته المادية والتاريخية والرمزية، ولن تؤثر فيه مؤامرة عدو أو تضليل حاقد أو تشويه متآمر، فهو يشق طريقه نحو تنمية الوطن وبوصلته موجهة نحو الرقي بالبلد وليس الانشغال بما تقوم به الجزائر، وبالتالي فهو لن ينشغل بمعارك جانبية يراد له أن يقع فيها، وهو واع بأن معركته الوحيدة منذ انطلاقتها هي ضد مظاهر الفقر والتهميش والإقصاء والمتاجرين بالسيادات.