البرلماني "البابور الصغير" يواجه تهما ثقيلة حول اختلاس أموال عامة وعثمان بنجلون مطلوب أمام القضاء
احتدمت مناقشة الدفوع الشكلية أمام هيأة غرفة الجنايات الابتدائية، الخميس الماضي، بين النيابة العامة ودفاع المشتبه فيه البرلماني “البابور الصغير”، ولمفضل لحليسي، المدير العام السابق للبنك المغربي للتجارة الخارجية، ومن معهما، المتورطين في جرائم، ضمنها الارتشاء والنصب والتزوير في محررات بنكية واستعمالها وتبديد أشياء محجوزة عمدا، ومشاركة موظف عمومي في اختلاس أموال عامة وخاصة وتكوين عصابة إجرامية لارتكاب جنايات ضد الأموال.
وحسب ما أوردت صحيفة الصباح، فإن أهم ما ميز الدفوع التي قدمت في الجلسة، مطالبة دفاع البرلماني المعتقل، بإحضار عثمان بنجلون، رجل الأعمال الشهير، الرئيس المدير العام للبنك، للإدلاء بشهادته في القضية، بالإضافة إلى إعادة استدعاء الشهود المتخلفين، وكذا الدفع بسبقية البت، على اعتبار أن المتهم سبق أن حوكم من أجل الأفعال نفسها.
ورد ممثل الحق العام على بعض الدفوع، معتبرا أن المتهم حوكم بجنح في المرحلة السابقة، وأنه اليوم أمام تهم تشكل جنايات اقتنع قاضي التحقيق بتوجيهها إليه.
ويبدو أن ملف “البابور الصغير” ومن معه سيعرف جولات طويلة، إذ رغم مرور العديد من الجلسات لم تنطلق المحكمة بعد في مناقشة جوهر القضية، ومازالت في طور الدفوع الشكلية.
ونجمت القضية بعد ورود أسماء مسؤولين ببنوك ومستثمرين وموثقين، كل حسب أدواره، لصالح البرلماني المعتقل في تسهيل حصوله على قروض كبرى، عجزت المؤسسات البنكية عن تحصيل أقساطها، وظهر لأقسام المنازعات بها أن المستفيدين لا يتوفرون على ضمانات كافية للتغطية عن القروض الممنوحة أو الاعتماد على وثائق صورية لتمرير الملفات.
وكشفت الأبحاث التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، شبهة تورط المتهمين في تلك التلاعبات والاختلاسات والرشاوي التي شهدها الملف، من خلال تمكين “البابور” من قروض بنكية بقيمة مالية باهظة، دون التوفر على ضمانات كافية.
كما اعترف البرلماني أن المسؤول عن الزبائن بمركز الأعمال، من جلب سندات الصندوق مسحوبة من بنك ثان ثبتت زوريتها، للتغطية على الاختلاسات التي قام بها في شأن المبالغ المالية، التي أودعها البرلماني بالحساب الخاص بشركتين في ملكيته بواسطة الكمبيالات والشيكات، مفيدا أنه بعد أن اكتشف ذلك سجل شكاية ضده، وأقر له بالأمر وحرر له اعترافا بدين قيمته 11 مليار سنتيم، مشيرا إلى أنه ابتزه في مبالغ مالية مهمة وهدايا.
وذكر “البابور” خلال الاستماع إليه، أنه قدم لنائب المدير العام للبنك المعتقل، رشاوي عينية عبارة عن فيلا بشاطئ دافيد بالمحمدية، وشقة بيعقوب المنصور بالبيضاء وشقة بالصخيرات، وسلمه أرضا فلاحية بمراكش بمنطقة سيدي الزوين مساحتها 14 هكتارا، وجرارا، كما جهز له قاعة للرياضة بآزرو، وسلمه العديد من رؤوس الماشية وكان يناوله كل أسبوع 20 مليون سنتيم، مقابل تسهيل الحصول على قروض.