صحف إسرائيلية: إسرائيل باتت أقل استعدادا للحرب عما كانت عليه قبل 50 عاما وهجوم حماس خطأ إسرائيلي لا يغتفر

- بلبريس: حمزة مرواد 

اعتبرت صحيفة إسرائيل هايوم (إسرائيل اليوم) الواسعة الانتشار في مقال للصحفي والمحلل العسكري ‘’يوآف ليمور’’ بأن إسرائيل فشلت في تقدير قوة حماس التي خططت للهجوم بدقة.

حسب كاتب المقال، لقد خلقت حماس لعدة أشهر، وربما سنوات، انطباعا كاذبا وكأنهم مترددون وممتنعون عن الرد على العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية والأحداث في الضفة الغربية والقدس. وفي إسرائيل، اقتنعوا بهذا الهدوء وتبنوا نموذجاً مفاده أن حماس سوف تمتنع عن شن هجوم شامل.

لقد كانت حماس، بالطبع، تعرف أن يوم الهجوم كان يوم عطلة، مما يعني أن الجيش الإسرائيلي خفف من حذره نسبيا وأن قسما كبيرا من القوات كان خارج الخدمة، مع جو من الرضا عن النفس في المستوطنات. بالنسبة لـــ ‘’يوآف ليمور’’، فإن الجنود الإسرائيليين قد تركوا لتدبير شؤونهم لوحدهم بسبب مباغتة حماس وبسبب سوء التقدير والفهم الخاطئ للوضع الراهن، وفي هذا الصدد يستحضر حرب أكتوبر عام 1973 حيث عاش مقاتلو خط بارليف نفس الأوضاع قبل 50 عاماً.

يعتبر كاتب المقال بأن هجوم حماس أكثر خطورة من فشل عام 1973، لأن إسرائيل اليوم أقوى بكثير من الناحية الاستخباراتية والعملياتية، خاصة ضد ‘’عدو ضعيف ومقيّد مثل حماس’’، ولا ينبغي أن تعاني من مثل هذه المفاجأة التكتيكية والاستراتيجية، والتي من المرجح أن تكون مصحوبة بإعداد دفاعي واسع لحماس يتم تنفيذه خلال توغل جيش الدفاع الإسرائيلي بعمق في غزة مع اندلاع الحرب. ‘’لقد أصبحت إسرائيل مجتمعًا أقل استعدادًا للحرب، على عكس الدولة الصغيرة التي كانت عليها قبل 50 عامًا عندما شن أعداؤها في الجنوب والشمال هجومًا مفاجئًا.’’

من جهته قال ديفيد هوروفيتس، مؤسس ورئيس تحرير صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ( The Times of Israel) ، في مقال له على الصحيفة بأن فشل إسرائيل في الالتفات إلى مؤشرات ما كانت تخطط له حماس خطأ لا يغتفر، حيث قللت إسرائيل من تقدير أعدائها وأساءت فهمهم كما حدث في عام 1973، معتبرا بأن الخصم في هجوم حماس ليس القوات التقليدية للجيوش العربية كما حدث في حرب أكتوبر، بل ‘’الإرهابيين المدعومين من الدولة الراعية للإرهاب إيران’’.

في نفس السياق، انتقد ديفيد هوروفيتس الرد المتأخر لإسرائيل بعد أن ترك هجوم حماس الجيش الإسرائيلي عاجزاً بشكل لا يمكن تصوره. فالسياج الحدودي المتطور الذي تم بناؤه بين إسرائيل وغزة، والذي تم تصميمه مع التركيز بشكل كبير على منع ‘’الإرهابيين’’ في غزة من حفر الأنفاق إلى إسرائيل، تم تفجيره ببساطة في مواقع متعددة، وتدفق مئات المسلحين إلى إسرائييل. وذلك في خضم الهجمات الصاروخية المتزامنة على جنوب ووسط إسرائيل، واستهداف قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي في المنطقة الحدودية، بما في ذلك مقر قيادة فرقة الجيش الإسرائيلي القريبة، وعليه استغرق الأمر وقتاً طويلاً لا يمكن تصوره من قبل الجيش لاستيعاب ما كان يتحدث والبدء في الرد عليه.

ويظل السؤال المركزي، حسب ديفيد هوروفيتس، هو ما إذا كان حزب الله الذي يمتلك ترسانة صاروخية هائلة سوف يدخل الصراع؟ إذ أن هناك قلق متزايد من دخوله الحرب في نجاح الجيش الإسرائيلي في المهمة المعلنة المتمثلة في نزع سلاح حماس بشكل كامل.