ضربة مُرتقبة للكابرانات.. هل ستَعود البيرو لصوابها وتسحب اعترافها بـ"البوليساريو"؟

منذ الإعلان عن إعادة الاعتراف بجبهة "البوليساريو" من قبل الرئيس البيروفي السابق بيدرو كاستيلو في العام الماضي، كانت هناك تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى استعادة توجه البيرو السابق المؤيد لسيادة المغرب على الصحراء. وفي هذا السياق، تقترب دولة البيرو من العودة إلى موقفها السابق بعد جهود دبلوماسية تمارسها الحكومة المغربية بالتعاون مع عدد من الأطراف البيروفية السياسية والدبلوماسية.

بدأت هذه المساعي بتلقي الرئيسة الحالية للبيرو، دينا بولوارتي، دعوة من رئيسة لجنة الدفاع في الكونغرس البيروفي، باتريسيا شيرينوس، تدعوها إلى إعادة النظر في موقف البيرو من قضية الصحراء المغربية. وعلى الجانب الآخر، تبذل شخصيات بيروفية بارزة، منها وزير الخارجية السابق آنخيل رودريغيز ماكاي، جهودًا للضغط على الحكومة الجديدة لسحب اعترافها بجبهة "البوليساريو".

لا يقتصر هذا السياق على البيرو فحسب، بل تشمل دولًا أمريكية لاتينية أخرى، حيث يشن المغرب ما يمكن تصفيته بـ"حرب دبلوماسية" بهدف جذب دعم هذه الدول لقضيته في الصحراء. تتزايد جهود المغرب للتقارب مع دول أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة، من خلال تعزيز التعاون الثنائي وتوسيع العلاقات التجارية والاستثمار، إلى جانب استخدامه ورقة الأسمدة الفوسفاطية كوسيلة لجذب دعم هذه الدول.

قد أثبتت هذه الجهود نجاحها في بعض الحالات، حيث أعلنت دولة السالفادور مؤخرًا عن تلقيها شحنة مساعدات من المغرب تتضمن 100 طن من الأسمدة، تهدف إلى دعم الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي. تأتي هذه المساعدة استجابة لمواقف السالفادور المؤيدة لسيادة المغرب على الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي كحلا للنزاع.

تجسد هذه المساعي تحولًا في التوجهات البيروفية واللاتينية العامة، حيث يُتوقع أن تعلن دولة البيرو قريبًا عن عودتها إلى موقفها السابق المؤيد لسيادة المغرب على الصحراء. يأتي هذا في سياق دعمها لمبادرة الحكم الذاتي كأحد الحلول الممكنة لإنهاء النزاع الطويل والمستعصي في المنطقة.

لقد أظهرت هذه الأحداث الدبلوماسية المتلاحقة كيف أصبحت قضية الصحراء المغربية لها تأثيرات في مجموعة متنوعة من الدول والمناطق. وبينما تواجه المغرب تحديات من لوبيات داعمة لجبهة "البوليساريو"، تسعى دولته جاهدة لتحقيق التحالفات وتأمين الدعم من أجل دعم حقوقها وموقفها في هذه القضية الحيوية.

في النهاية، يُظهر هذا التطور في السياسة البيروفية واللاتينية العامة تحولًا ملموسًا في القضية المغربية، والذي قد يساهم في تعزيز موقف المغرب وتحقيق تقدم في الدبلوماسية الإقليمية والدولية بشأن هذه القضية.