قرار انساني ونبيل للوزير بايتاس.. كل هدايا الحج تبرع بها للمدارس القرانية والعتيقة وجمعيات كفالة اليتيم (فيديو+صور)
أكدت مصادر لـ"بلبريس" أن الحفل الذي أقامه مصطفى بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، حفل عادي يتناسب وعادات وتقاليد أهل الصحراء خصوصا في الحفلات ذات الطابع الديني مثل العودة من الحج.
إنه حفل القبيلة، والفرح الجماعي للقبيلة، إنه حفل أهل الصحراء حيث قيم التضامن والكرم ما زالت متجذرة، ويعتبر تقديم الهدايا في مثل هذه المناسبات، منها هدايا الجمال والإبل من أبرز العادات والتقاليد عند أهل الصحراء، لما للجمال او الإبل من قيم ورموز عند سكان القبيلة،انها عادة تجسد ما يعرف عند اهل الصحراء ب ''بتارزيفت'' ، هؤلاء السكان الذين قدموا أكثر من 70 رأسا من الإبل والجمال كهدايا لبايتاس لا لشيء سوى احتراما وتقديرا للرجل، وتجسيدا لعادة أصيلة عند سكان سيدي ايفني، ليس من قبيلة واحدة ، بل من عند عدة قبائل.
وعكس ما تداول في بعض وسائل التواصل الاجتماعي ، فقد تم تضخيم هذا الاستقبال ، وتم توظيفه سياسيويا من طرف بعض القوى والفاعلين السياسيين لإسباب متعدده أهمها : الحقد والكراهية ومحاربة النجاح، والجهل بعادات وبتقاليد القبيلة في المناسبات خصوصا الدينية منها .
فهذا الاستقبال، وهذه الهدايا لا يمكن فهم دلالاتها ومعانيها ورمزيتها إلا من زاوية علم الاجتماع القبلي حيث قيم النخوة والكرم والعفوية والافتخار بابن القبيلة هي الثوابت اما باقي أشكال الاحتفال فهي تفاصيل ثانوية.
والجميل في الأمر، وبنبل عفوي تبرع بايتاس بكل الهدايا وب 70 رأسا من الابل والجمال للمدارس القرانية وجمعيات كفالة اليتيم وللمؤسسات الخيرية بكل مناطق الصحراء ، وهو ما يجسد عادات وتقالية أهل الصحراء.
وللاشارة، فليس مصطفى بايتاس هو من أقام الحفل والخيام لوحده، بل أن ذلك تم بدعم وبقرار كل أهل القبائل في سيدي ايفني والصحراء التي أتت لتبارك بايتاس العودة من الحج وترأس المسؤول الحكومي موسم الحج لهذه السنة بتكليف من الملك محمد السادس، والذي صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء قبل مغادرته نحو الديار المقدسة ”لقد شرفني صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأن أترأس الوفد الرسمي للحجاج المغاربة إلى الديار المقدسة، وذلك من أجل الاهتمام بأمورهم وتتبع أحوالهم قصد آداء هذا الركن بكل طمأنينة ويسر”.
وقد عبرت جل النخب والمواقع والأعيان بالصحراء عن حضور“طقوس وعادات وقيم أهل الصحراء في الاحتفال ببايتاس بعودته من الحج”، مبرزة أن “الحفل يتعلق بعودة الحاج مصطفى، لذلك حرص المنظمون على عدم ذكر صفة الوزير في أي كلمة وحتى في الترحيب”، إضافة إلى أنه “كما اقتضت عادة الساكنة بالجنوب: قراءة القرآن والبردة ثم الدعاء”، وحرص مصطفى شخصيا على الوقوف أمام الخيمة للسلام على كل الوافدين فردا فردا بابتسامة واحترام.. (حوالي 4 آلاف شخصا)”، وهذا هو التقليد الثابت في الاستقبالات عند أهل الصحراء، حيث يجب استقبال كل ممثلي القبائل واحدا واحدا تفاديا لكل حساسية بين القبائل.
وشخصيا ، أعتقد ان هذا الحفل وبهذا الشكل هو تنظيم جماعي وتقليد صحراوي فيه اعتراف وتضامن وتقدير لشاب من القبائل الصحراوية ابن حي بولعلام الشعبي بسيدي ايفني خرج مستشارا جماعيا في قرية وعاد وزيرا ناطقا باسم الحكومة.
إن شكل الاحتفال، وقيمة الهدايا وشكلها وتنظيم الاحتفال لوجستيكيا هو عمل جماعي ، واحتفال جماعي بالمفهوم القبلي ، وكرم ونخوة وجود أهل الصحراء لا يوصف ابدا بالتضخم، بل بالنخوة الصحراوية والكرم الصحراوي ...احتفال بايتاس بالعودة من الحج احتفال القبيلة بابنها وفق تقاليد تبدو لجاهل بثقافة القبيلة وعادات الصحراء انه احتفال البذخ والتضحم .
على العكس، فهذا الاحتفال كان مناسبة عبر فيها بايتاس عن سلوك نبيل وانساني صحراوى بتبرعه بكل الهدايا وب 70 رأسا من الابل والجمال للمدارس القرانية وجمعيات كفالة اليتيم وللمؤسسات الخيرية والمدارس العتيقة بكل مناطق الصحراء ، وهو ما يجسد عادات وتقاليد اهل الصحراء.