عبر المعلق الرياضي، حفيظ دراجي، البوق الدعائي لنظام العسكر بقنوات بي إن سبورت، عن سخطه من فشل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف، في الفوز بمنصب عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مؤكدا أن الأمر يشكل “إخفاقا جديدا للمنظومة الكروية و الرياضية بكاملها” في الجـــزائر.
دراجي، الذي اعتاد على مدح مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، اضطر بعد الإخفاقات المتتالية التي شهدتها “كرة القدم الجزائرية” في الآونة الأخيرة، أن ينقلب على توجهه في التزكية والثناء، وهو ما تمثل في موقفه الأخير المُعاتب للرئيس جهيد زفيزف.
وكتب دراجي، عبر حسابه الشخصي على موقع “فايسبوك”، معربا عن خيبة أمله: “من كان يعتقد أن الفوز بعضوية الفيفا أو الكاف يعتمد في المقام الأول على دبلوماسية البلد الذي ينتمي إليه المرشح، فليعلم أن الفائز اليوم بمقعد المكتب التنفيذي للكاف على حساب الجزائـري جهيد زفزاف هو الليبي عبد الحكيم الشلماني الذي يعاني بلده أزمة سياسية وأمنية منذ سنوات”، وأضاف “مع ذلك تحصل “بشطارته” على 38 صوتا، مقابل 15 صوتا لممثل الجزائر”.
وعن هذا الإخفاق الجديد، يرى دراجي أنه : “لا يجب أن يسمح بعد اليوم لأي كان أن يترشح باسم الجزائر لأي منصب ما لم يكن أهلا لذلك، ولا يجب أصلا أن يسمح لأي كان بتولي المسؤولية في الجزائر دون أن يكون قادرا ومتمكنا”، موجها بذلك نقده اللاذع لرئيس “الفاف” بكونه غير قادر على تحمل المسؤولية أو تمثيل البلاد.
دراجي عمد إلى إضافة منشور آخر، تحدث فيه عن التأثير السلبي لخسارة زفيزف لعضوية “الكاف”، مبرزا أن “الفشل الذي كان متوقعا لرئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفزاف في الفوز بمقعد في المكتب التنفيذي للكاف، يشكل إخفاقا جديدا للمنظومة الكروية والرياضية بكاملها”، داعيا بذلك إلى ضرورة “إعادة النظر في التعامل مع رياضة لم تعد مجرد لعبة، لذلك يجب أن تتحول كرة القدم عندنا إلى قضية دولة بكل أبعادها”.
وكان حفيظ دراجي قد اعترف بوجود جملة من الخروقات الإدارية والتنظيمية، والفساد المالي الذي يخترق كرة القدم الجزائرية، مطالبا بفتح ستة تحقيقات لكشف مظاهر الفساد على مستوى تسيير شؤون “الفاف”.
وفي مقال سابق له، اعترف بكون “كرة القدم الجزائرية لا تزال تتخبط في مشاكل إدارية ومالية وتنظيمية على مستوى الهيئة المسيرة للعبة وعديد النوادي منذ سنوات، ألحقت أضراراً وخلفت تراجعاً كبيراً، وعطلت تطور المنظومة الكروية الجـزائرية”، مؤكدا أن “تراجع دور الرقابة الإدارية والقانونية خلق فوضى جعلت عددا من الفاعلين يطالبون بفتح تحقيقات في تسيير شؤون الاتحاد الجزائري وبعض الأندية إدارياً ومالياً”.
البوق الدعائي حفيظ الدراجي وقف على مجموعة من الاختلالات التي تعتبر نتائج، متناسيا الاسباب الحقيقة لهذا الفشل، ليس فقط على المستوى الرياضي بل على جميع المستويات وفي كل المجالات، ويتعلق الأمر بنظام العسكر الذي يجثم على صدور الجزائريين منذ سنة 1962 عندما انسحبت فرنسا وأوكلت مهمة تدبير شؤون مقاطعتها في شمال افريقيا إلى طغمة عسكرية عاثت فسادا في البلاد وعطلت مسار التنمية والدمقرطة في المنطقة المغاربية ولا تزال تضع العراقيل في وجه شعوب المنطقة من خلال خلق القلاقل وزرع الضغائن والأحقاد بين أبناء المنطقة وما استمرارها في دعم مرتزقة البوليساريو إلا احد الوجوه القبيحة لما تقوم به من ادوار خبيثة شمال افريقيا وفي الساحل.