كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي، والذي سلط الضوء على التحولات الجيوسياسية في العالم العربي، أن 50 في المئة من الشباب المغربي يؤيدون التطبيع وإقامة علاقة مع إسرائيل، في حين عارض 6 في المئة بشدة، و44 في المئة يعارضون لحد ما.
ولدى سؤال الشباب العربي عما إذا كانوا يؤيدون أو سيؤيدون قرار حكوماتهم بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، أيد ثلاثة أرباع (75%) الشباب الإماراتيين قرار دولتهم بتوقيع اتفاقات أبرهام لتطبيع العلاقات. وأيد ذلك أيضاً ثلث الشباب العربي في البحرين التي كانت أول الدول الموقعة على الاتفاقات.
ومع أن اتفاقات أبراهام تشير إلى تحسن العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، إلا أن 86% من الشباب العربي يقولون إنهم ينظرون إلى إسرائيل على أنها “عدو حقيقي أو عدو إلى حد ما”، بينما يقول 57% الشيء ذاته عن إيران.
وأشار الاستطلاع نفسه، إلى أن حوالي ثلثي (60٪) الشباب العربي يرون أن العلاقات بين إيران وإسرائيل والغرب ستتدهور وتؤدي إلى صراع عسكري في نهاية المطاف. وفيما تنبأ الكثيرون أن تصبح الحكومة الإيرانية أكثر استبداداً في المستقبل، توقع ثلث المشاركين تقريباً أن تشهد البلاد المزيد من الاضطرابات المدنية أو حتى انقلاباً.
ويعتبر الشباب العربي في المنطقة، ووفق الاستطلاع الذي شارك فيه 3,600 شابة وشابا تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً، من خلال مقابلات شخصية، في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية، أن تركيا والصين حليفين حقيقين لبلدانهم أكثر من الحلفاء التقليديين مثل الولايات المتحدة وروسيا.
وحسب المصدر نفسه، يشعر الشباب العربي بالتشاؤم إزاء إمكانية تحقيق السلام في فلسطين، حيث يستبعد معظمهم حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي المستمر منذ 75 عاماً خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وعلى الرغم من أن غالبية الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي (60%) رجحوا احتمال التوصل إلى حلّ إيجابي، قال أكثر من الثلثين (69%) في دول شرق المتوسط وأكثر من النصف (57%) في دول شمال أفريقيا إنه “من المستبعد جداً” أو “من المستبعد إلى حدٍ ما” أن يتم حلّ الصراع قريباً.
وفي نفس السياق، يعتقد حوالي 4 من أصل 10 (39%) من الشباب العربي أن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لا يحظى بالاهتمام الكافي من العالم العربي في ظل الأولويات الوطنية الناشئة، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من النصف (51%) في منطقة شرق المتوسط التي تشمل فلسطين.
ووصف 82% من الشباب العربي، المشارك في الاستطلاع، تركيا بأنها “حليف حقيقي” أو “حليف إلى حد ما” لبلدانهم، تليها الصين (80%) ومن ثم المملكة المتحدة (79%) وألمانيا (78%) وفرنسا (74%). واحتلت الولايات المتحدة المرتبة السابعة بنسبة 72% من الأصوات بعد الهند التي حققت نسبة 73%.
ومع ذلك، لا يزال أكثر من نصف الشباب العربي الذين شملهم الاستطلاع ينظرون إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على أنهما “حليف حقيقي” لبلادهم، حيث قال ثلثاهم (66%) إن الولايات المتحدة ستكون حليفاً حقيقياً لبلادهم أكثر من روسيا أو الصين على مدار الأعوام الخمسة المقبلة.
أما روسيا، التي اختيرت كواحدة من أبرز ثلاثة حلفاء في استطلاع العام الماضي، فباتت تحتل الآن المرتبة التاسعة بين الحلفاء بتصويت 63% من المشاركين في الاستطلاع (بعد باكستان – 69%).
وفي الوقت ذاته، يقول ثلث الشباب العربي (33%) إن الولايات المتحدة لا تزال صاحبة التأثير الأكبر في العالم العربي؛ تليها الإمارات العربية المتحدة (11%)، والمملكة العربية السعودية وإسرائيل (10%)، وروسيا (8%)، بينما يقول 3% فقط أن تركيا هي صاحبة التأثير الأكبر، و4% ذكروا الصين.
رغم كل شيء، يعارض معظم الشباب العربي تدخل الولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط، حيث يقول حوالي ثلثي المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا ودول شرق المتوسط إنهم يؤيدون “بقوة” أو “إلى حد ما” فك ارتباط الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط.
للعام الثاني عشر على التوالي منذ أن طُلب منهم تسمية البلدان التي يعتبرونها “مثالية”، كشفت نتائج الاستطلاع أن الشباب العربي يعتبرون الإمارات العربية المتحدة الدولة المفضلة للعيش والتي يريدون لبلدانهم أن تقتدي بها. واحتلت الولايات المتحدة وكندا المرتبتين الثانية والثالثة للعام الثالث على التوالي.
ومن اللافت أن ثلاثاً من دول مجلس التعاون الخليجي – الإمارات والسعودية وقطر – تظهر في قائمة الدول الخمس المثالية الأوائل للمرة الأولى منذ تسعة أعوام. ويقول الشباب والشابات العرب إنهم يفضلون حالياً العيش في قطر أكثر من المملكة المتحدة.
واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الخامسة مع المملكة المتحدة في قائمة الدول التي يريد الشباب العربي لبلدانهم أن تقتدي بها.