تعرف العلاقات الفرنسية الجزائرية سياسة الكر والفر فتارة عناق حار بين الرئيسين وزيارات حب ومودة وتارة أخرى وبدون سابق انذار تراشق بالاتهامات وفقدان الثقة بل واستدعاء السفير الجزائري بفرنسا للتشاور ، هذا هو عبث الدبلوماسية الجزائرية تجاه من يعادي مصالحها الضيقة ، فما هو سبب قلقة العلاقات الثنائية هذه المرة.
إنها ناشطة حقوقية طبيبة التكوين سجنت وافرج عنها ثم سجنت وافرج عنها لا لشيء الا لأنها تعارض النظام فهل هو نظام العسكر الجزائري ام نظام يحتكم للدستور والقوانين الجاري بها العمل ام ان الامر يتعلق بتكميم الافواه التي تعدت هذه الناشطة الى نشطاء كثر لهم نفس المواقف السلمية الا انهم عوقبوا بالسجن
تقارير دولية ما فتئت تثير اشكالية حقوق الانسان الضائعة بالشقيقة الجزائرية اممية وغير حكومية كان اخرها تقرير ترونسبارونسي والذي اماط اللثام عن مثل هكذا فضائح انسانية
وبالرجوع الى موقعة من تونس الى فرنسا ، وتنويرا للرأي العام ، فالناشطة الحقوقية قد سافرت من تونس الى فرنسا باذن رئاسي تونسي فهل تغاضت الجزائر الطرف عن هذه الحقائق ام انها تصيدت الفرصة من اجل انهاء الحلم الجميل مع فرنسا ، حلم استقرأته هي وحدها ولعدم تحقق خفايا لا تعلمها الا هي ضد الجار والتي اصبحت ملامحها الاولية تلوح في الافق والقادم من الايام سيميط اللثام عن الحبكة المفرملة الجماح ،
ثم الا تخاف الجزائر من هذا التصرف تجاه فرنسا مم الا تحصل على الاسلحة التي تم الاتفاق على شرائها وفي نفس السياق خا للمغرب علاقة بكل هذه التطورات المتناقضة بين المتصارعين الحبيبين ثم المتخاصمين مجددا فرنسا والجزائر ، فعلا اساليب جزائرية متضاربة في الزمكان ، لا بعلم خباياها الا هي ولكن دعونا ومن باب الفضول التحليلي السياسي ان نحاول فهن هذا الاحد والرد بين الجزائر وفرنسا انها اجندة الجزائر التي تحاول جاهدة التأثير من خلال الغاز والتمويلات الموجهة لبعض المحسوبين عليها بالخارج ،
ومن ثمة فواقع الحال يؤشر على يقين الجزائر بأن ماوراء التقارب مع فرنسا لن يخدم مآربها المقترنة بالقضايا الداخلية لدول اخرى وفي هذا السياق الا تعي الجزائر بان وضعها الحالي ازاء المنظومة الدولية قد ترهل وحتى تجاه شركائها التقليديين وخاصة مع ضعف منسوب ثقتهم في وعودها ووعودها ، ان فعلا وضع نشاز في العلاقات الدولية يجب ان نفتح بخصوصه قويا كبيرا عنوانه السكيزوفرينيا الدبلوماسية : الجزائر نموذجا ، ذلك ان دراسة الحالة لطالما ساعدت وستساعد حتما الباحث الاكاديمي والفاعل السياسي من اعمال منهج المقارنة بين الاتجاهات الخارجية للدول تجاه شركائهم ومن ثمة ترتيبهم حسب منسوب الثقة امر اصبح منعدما لدى الجزائر ذلك ان حالة العود قائمة في حقها وان المنتظم الدولي اصبح يتابع عن كتب خروقاتها في ملف حقوق الانسانية والانقلاب على الاتفاقات والحالات كثيرةً بدأت مع اسبانيا والان فرنسا والحصيلة مرشحة للارتفاع
، فيا جزاير الى اين المسير هل فقدت الصبر واختلط عليك الحابل والنابل واصبحت تضربين علاقاتك مع الجميع عرض الحائط لما ولماذا ؟ ماذا فعلت فرنسا لكي تستحق منك هذا الخذلان في فصل الشتاء وأزمة الغاز ، فرنسا التي استقبلت معارضة جزائرية تحمل الجنسية الفرنسية فهل تريدين ياجزائر ان تكيفي القوانين الداخلية للدول على هواك ام انك تريدين خدمة الغصة المعلومة باي ثمن كان ، الحقيقة ياجزائر لاحت معالمها في الافق انها العزلة لك ولزبانيتك لان من له بيت من الزجاج لا يحذف الجار بالطوب ، انها فعلا موقعة تطالب الجزائر بايجاد حل لمشاكلها واخفاقاتها المتراكمة والتي انتقلت بين السياسية ، الرياضة، المؤسسات الاقليمية والدولية غير ان دوام الحال من المحال، فلتستيقظي ياجزائر لان الركب قد فاتك والكل اصبح يفقد الثقة فيك فماذا بعد المذلة انه واقع يؤشر على وضعك القاتم المحفوف بالمخاطر فإلى أين يا جزائر ؟