في خضم الجدل القائم حول امتحان اهلية المحاماة الذي لم تنته تداعياته بعد،اشعل عبد اللطيف وهبي وزير العدل الجدل من جديد، بتخصيصه مجموعة من المكاتب لهيئة الدفاع داخل قصر العدالة الجديد بفاس حيث عرف ذلك انتقادات من طرف موظفي المحاكم بالمدينة، الذين اعتبروا أن الخطوة جاءت لـ”خدمة مصالح سياسية وفئوية ضيقة”، لا سيما وأنها تزامنت مع الاحتجاجات التي خاضتها هيئات المحامين بالمغرب ضد الإجراءات الضريبية التي جاءت ضمن قانون المالية 2023، ما فهم منه أن “تفويت” المكاتب جاء في إطار الترضيات وجبر الخواطر للمحامين.
وعبر المكتب المحلي للنقابة الديمقراطية للعدل بفاس، في بلاغ له توصلت بلبريس بنسخة منه، عن إدانته بقوة “القرارات المزاجية الأحادية لوزير العدل إثر الزيارة “المختلسة” التي اختير لها نهاية الأسبوع يوم 23 دجنبر 2022 المبطنة بالكولسة وجبر الخواطر بعيدا عن منطقي المهنية والموضوعية، في تجاهل لمضامين الخطابات الملكية بجعل القضاء والإدارة في خدمة المواطن، ذلك أن المحاكم تعد مرفقا يهدف خدمة حاجيات المرتفقين في إطار تحقيق المصلحة العامة طبقا لروح ومقتضيات القانون رقم 54.19 الصادر بتاريخ 11 فبراير 2020 بمثابة ميثاق المرافق العمومية، لا خدمة مصالح سياسية وفئوية ضيقة”.
ودعا المكتب المحلي للنقابة، عبر بلاغه، وزارة العدل “للتراجع عن قرارها بتوزيع المكاتب بشكل انفرادي”، معلنا أن “موظفي محاكم فاس والمديرية الفرعية لن يقبلوا بأي شكل من الأشكال هذا التوزيع الذي ينذر بتكديس موظفي المحكمتين في مكاتب لا تتوفر فيها الظروف المناسبة للعمل، ويعلن استعداده لخوض أشرس المعارك النضالية لفرض احترام كرامة الأطر العاملة بهيئة كتابة الضبط”.
واستهجن المكتب نفسه بشدة “هذا التدبير الأحادي خاصة في مرحلة الانتقال الى قصر العدالة وتغييب الممثل الشرعي للموظفات والموظفين المكتب المحلى النقابة الديمقراطية للعدل بفاس في خرق لمبدأ التشاركية، واستغرابه من تسريع وثيرة هذا الانتقال في غياب توفر ظروف العمل المناسبة المشار البهاء”.
واعتبر المكتب المحلي أن الانتقال إلى قصر العدالة هو بمثابة نقل تعسفي لأغلبية الموظفات والموظفين دون إرادتهم مما سيربك كثير التزاماتهم، ومن أجل ذلك، يجدد التأكيد على تشبته بضمان إيجاد مواقف خاصة بسيارات مختلف الموارد البشرية المنتسبة المرفق العدالة وضرورة تجديد أسطول النقل الوظيفي المتهالك بما يستجيب لتزايد طلبات الاستفادة، وكذا توفير فضاءات تناول الوجبات بإيجاد المقصف والعمل على إعداد المركب الاصطيافي لهذه الغاية.