ان المقترح الذي تقدمت به احزاب اليسار الاسباني المعادية للمملكة المغربية قوبل بالرفض وبالاغلبية الساحقة من طرف الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني والحزب الشعبي حيث صوت اليسار لصالح المقترح الذي يؤيد الجمهورية الوهمية ب 70 صوتا، وصوت الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني والحزب الشعبي ضد المقترح اي بالرفض ب 252 صوتا.في حين امتنع حزب سيودادنوس عن التصويت ب 11 صوتا.
ان القراءة المتأنية لهذا الحدث وهذا المقترح المدعم للبوليساريو والجمهورية الصحراوية والذي قوبل بالرفض وجاء لصالح المغرب والذي تقدمت به الأحزاب المعادية لقضيتنا الوطنية وعلى رأسها حزب بوديموس الاشد عداءا لقضية الصحراء المغربية تبين بالدليل تراجع تأتير هذه الأحزاب في الحقل السياسي الاسباني وعلى قضيتنا الوطنية بحيث ان عدد الأصوات التي حصلت عليها لصالح المقترح لا تتجاوز 21% داخل مجلس النواب الاسباني. كما أن هذا يمكن تفسيره بكون الرأي العام الاسباني أصبح واعيا ان هذه الأحزاب لاتخدم المصلحة العليا للمملكة الاسبانية والشعب الاسباني بما انها لا تشاطر الأحزاب الكبرى عدالة قضية الصحراء المغربية ولايهمها مصلحة الشعب الاسباني ومايعانيه في جنوب المتوسط. فقط مايهم هذه الأحزاب هو مصالح اعضاءها الشخصية والتي تجنيها من الجمهورية الوهمية وكابرانات الجزائر والتي تعودت عليها والتي أصبح من الصعب الاستغناء عنها وعلى الامتيازات التي تحصل عليها من دعمها لها.
وعليه يظهر ان السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله والتي اعتمدها مند اعتلائه عرش المملكة المغربية قد أبانت فعاليتها وانه من خلال اتباع ديبلوماسية مبنية على الانفتاح والحوار والاقناع في السياسة الخارجية في التسويق لقضيتنا الوطنية وقضايانا الأساسية مما نتج عنه انهيار اطروحة الانفصال وتقرير المصير.
ان الديبلوماسية المغربية في العقد الأخير أبانت عن قوتها وقدرتها على الدفاع عن القضايا الوطنية بفضل ديبلوماسيتها الناعمة وبفضل كفاءة ومهنية فعاليات وزارة الخارجية المغربية وعلى رأسها السيد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وتجدر الإشارة انه ان كان يحق لنا اليوم ان نحتفل بهذا الانتصار تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك نصره الله فأن العمل يجب أن يستمر على قدم وساق بنفس النهج في قضايانا الأساسية ولأنه اليوم أكثر من أي وقت مضى يتطلب منا المحافظة على مستوى هذا العمل ونضاعف مجهوداتنا كل من فاعلين سياسيين ومجتمع مدني ومواطنين في اطار سياسة موازية حتى يمكن لنا في اطار هذه التحولات والتطورات التكنولوجية ووسائل التواصل الحديثة ان يكون انتصارنا انتصارا حقيقيا ودائما. فالفضاء العمومي لم يعد اليوم داخل فضاءات البرلمانات أو الساحات العمومية المحلية أو الدولية بل أصبح فضاءا واسعا وعالميا يتم من خلال التويتر والفايسبوك ووسائل التواصل الأخرى ومن شأن ترك الفراغ ان يحتله الخصم ويتعاطف معه الرأي العام العالمي من خلال مده بمعطيات غير حقيقية وزائفة. ومن شأن ملأ هذا الفضاء العمومي والتسويق لسياسة المغرب المبنية حقيقة على الانفتاح والتسامح والحوار ومبدأ رابح رابح والدعاية لهذه السياسة ان نهزم خصوم قضيتنا وقضايانا الاساسية ونعمل على كسب شركاء حقيقيين جدد وبالتالي جلب استثمارات ضخمة من شأنها ان تساهم في تنمية بلادنا وتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي وثقافي حقيقي.
الدكتور المصطفى قاسمي
استاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية
جامعة الحسن الأول
كلية العلوم القانونية والسياسية. سطات