تناقض النظام الجزائري بين الموقف الأمريكي والموقف الإسباني بمغربية الصحراء

لم يفهم الكثير من المهتمين سلوكات وتصرفات وقرارات النظام الجزائري ازاء مواقف الدول الغربية من الوحدة الترابية للمملكة. فبعد التحول التاريخي الايجابي  لاسبانيا من القضية الوطنية القاضي، سارعت الجزائر إلى استدعاء سفيرها لدى إسبانيا مباشرة بعد إعلان حكومة بيدرو سانشيز دعمها لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية، كحل واقعي وذي مصداقية لنزاع الصحراء، في خطوة وصفها الكثيرون بـ"الاحتجاجية" ضد مدريد، في ظل اصطفاف الجزائر إلى جانب جبهة "البوليساريو" الانفصالية رغم ادعاء الجزائر باغنها ليست طرفا في النزاع .

والغريب في الأمر، أن استدعاء الجزائر سفيرها من مدريد على عجل من أجل التشاور، بدعوى أن إسبانيا لم تُقدم أية توضيحات قبلية حول هذا القرار حسب  الجانب الجزائري، وبالتالي تتوقع أن يتسبب الموقف الإسباني الجديد حول الصحراء المغربية في خلافات ديبلوماسية مع الجزائر قد تمتد إلى فترات طويلة، كما اكدت وسائل الإعلام الرسمية.

ويأتي رد الفعل الجزائري تُجاه إسبانيا، على اعتبار أن أي موقف داعم لسيادة المغرب على الصحراء، هو "خرق للشرعية الدولية"، ويصطدم بقضية "تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة بإفريقيا" حسب تعبيرها، وبالتالي فإن الجزائر اتخذت خطوتها على هذا الأساس.

غير أن هذا الموقف التصعيدي من طرف الجزائر تُجاه إسبانيا، يرى كثير من المتتبعين لقضية نزاع الصحراء، أنه يتناقض مع مواقفها السابقة مع بلدان أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت في دجنبر 2020 اعترافها رسميا بسيادة المغرب على الصحراء، وهو الاعتراف الذي كان قد وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولازال ساريا خلال الفترة الرئاسية للرئيس الحالي جو بايدن.

ووفق نفس المتتبعين، فإن رد الفعل الجزائري من هذه الخطوة الأمريكية كان باردا، ولا يصل إلى مستوى التصعيد الذي قررت اتخاذه تُجاه إسبانيا، حيث لم تستدع سفيرها من واشنطن، كما أنها لم تستدع أي ممثل للديبلوماسية الأمريكية في الجزائر لطلب تقديم توضيحات بشأن هذه الخطوة الأمريكية، التي تتجاوز الموقف الإسباني، من دعم مقترح الحكم الذاتي إلى الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على الصحراء.

وتمثل رد الفعل الجزائري من الخطوة الأمريكية آنذاك، في تعبير وزارة الخارجية الجزائرية عن رفضها لهذا الموقف الأمريكي، واعتبرت أنه يخالف الشرعية الدولية، دون أي خطوات أخرى تصعيدية، وهو ما يشير إلى وجود تناقض في التعامل الجزائري مع القوى الدولية.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب تمكن في السنتين الأخيرتين في تحقيق العديد من الانتصارات الديبلوماسية في قضية الصحراء، من بينها دفع العديد من البلدان إلى افتتاح تمثيليات ديبلوماسية تابعة لها في مدن الصحراء، ويبلغ عدد هذه البلدان أزيد من 20 بلدا.

كما أن من بين أبرز الانتصارات الأخرى، يتعلق الأمريكي بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وتغيير ألمانيا موقفها مؤخرا بإعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي.

موقع جزائري