الا يستحق حادث ريان زيارة وزارية الى منطقة الحادث؟

يتساءل مراقبون للشأن العام وجل المغاربة الذين يضعون يدهم على قلوبهم بسبب حادثة الطفل ريان، عن سبب غياب أي وفد حكومي إلى المنطقة.

وينتقد كل المتتعبين، غياب أي وزير عن المنطقة رغم أن القضية اخذت بعدا دوليا واقليميا، في حين حضرت السلطات بكل تلاوينها.

هذا وقال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أمس الخميس، إن “الحكومة ناقشت قضية الطفل ريان، واستمعنا في المجلس الحكومي لمداخلة وزير الداخلية، وتفاعل جميع الوزراء، وآلمنا الموضوع جميعا على المستوى النفسي”.

وأضاف بيتاس في الندوة الصحفية عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن “الطفل عمره خمس سنوات، وأمضى حوالي 48 ساعة في ثقب مائي وليس بئر، عرضه حوالي 40 أو 50 سنتيمتر”.

وتابع: “الحكومة منذ أن علمت بهذه الحادثة، تجندت بقوة، ومحاولات كثيرة قامت بها الحكومة، ولجان الإنقاذ على المستوى المحلي”.

وأورد أنه “رجاءا، المغرب ليس في موقع يُنعت (ما عندهاش) الآليات أو الخبرة، وليس لدينا أي مشكل لطلب المساعدة من أي دولة خاصة في قضايا التي ترتبط بالمواطنين”.

وأوضح أنه “لا بد أن نتكلم عن الظروف والملابسات، لقد تم وضع مجموعة من سيناريوهات للإنقاذ محليا، بتتبع مباشر من وزارة الداخلية والصحة، وبإشراف من رئيس الحكومة”.

ولفت أنه “كان السيناريو الأول، كان هو توسيع قطر، لكن إن تم ذلك قد يسقط جزء داخل الثقب، مما يشكل خطرا على الطفل، وثانيا، تم التفكير في إنزال عضو من لجان الانقاذ، للأسف كلها لم تنجح لأنها تلتقي بعائق، وتم التفكير في الحفر جانب الثقب للوصول إلى الطفل”.

وأكّد المتحدث ذاته، أنه “ليس هناك مشكل في الآليات، هذه المملكة المغربية، وليست دولة أخرى، لدينا الإمكانيات والقدرة والحس لكي نتدخل، ورجال الانقاذ وصلت الليل بالنهار، وهذا الموضوع مأساوي على المستوى النفسي”.

وأشار إلى أن “الحكومة تضع نفسها في وضعية والديه وأقاربه وأحبابه، كما قلت يوجد مشكل التربة، وأيضا مشكل كثافة المواطنين الذين حجوا إلى المنطقة، مما صعّب مأمورية لجان الانقاذ”.

وأبرز أن “لجان الانقاذ تشتغل في ظروف صعبة، لأنها تريد الوصول إلى النتائج، وأناشد المواطنين إلى ترك لجان الانقاذ تشتغل، وعلى المستوى الطبي، كل الإمكانيات تم تسخيرها، وقلوبنا مع أهله وعائلته”.

وتتواصل اليوم الجمعة عملية الحفر العمودي التي وصلت إلى مراحلها الأخيرة قبل البدء في الحفر الأفقي الموازي للثقب المائي ، الذي سقط فيه الطفل ريان، بجماعة تمروت بإقليم شفشاون

وأفاد عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل ريان المحدثة بعمالة إقليم شفشاون، عبد الهادي الثمراني ، أن عملية الحفر العمودي تسير بثبات وحذر لتفادي أي انجراف للتربة قد يعيق عملية الإنقاذ ، وذلك تحت إشراف خبراء في المجال ومهندسي المسح الطوبوغرافي وتقنيين ومتخصصي الوقاية المدنية .

وأضاف المصدر، أن العملية مستمرة وتسارع الزمن بتدخل عملي من ست آليات جرافة وقد فاقت 30 مترا ولم تتبق إلا مسافة قليلة، مشيرا الى أن عملية الحفر تتوقف من حين لآخر لأن هناك انجراف للتربة يقتضي الاحتراز ، معربا عن أمله أن تكلل العملية برمتها بالنجاح.

وأبرز أن عملية الحفر الأفقي هي أعقد عملية من مرحلة الحفر عامة في انتظار أن ينزل فريق عمل الى الحفرة الأفقية ، ولا يمكن المجازفة بأرواحهم ، لذلك يستوجب الأمر تثبيت طول الحفرة وطمر الأتربة حتى لا تسقط في أي لحظة.

وأوضح أن عملية الحفر العمودي تواكبها عملية تثبيت الجوانب للحيلولة دون انجراف التربة في منطقة العمليات ، التي تتميز بهشاشة التربة وصعوبة التضاريس وكذا للسير بعملية الإنقاذ وفق المخطط الذي وضعه الخبراء المتواجدون بمكان الحادث .

وأشار المصدر، إلى أن عملية الحفر الأفقي ستتم بمجرد الانتهاء من الحفر العمودي وتثبيت جوانب الحفر, آملا في إنقاذ الطفل ريان في أحسن الظروف.

وتقوم جرافات وآليات ثقيلة مدعومة بفريق من الطوبوغرافيين والعشرات من عناصر السلطات المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة بإشراف مباشر من السلطات الإقليمية بجهود متواصلة منذ مساء الثلاثاء لإنقاذ الطفل ريان، 5 سنوات، الذي سقط على عمق 32 مترا، في ثقب مائي غير مغطى وغير مسيج قرب منزل العائلة بقرية إرغان بجماعة تمروت بإقليم شفشاون.