"بلبريس" تكشف لكم كواليس "جلسة لم تكتمل" للتصويت على عمدة العاصمة

شهدت القاعة الكبرى لولاية الرباط، كارثة ديمقراطية بكل المقاييس، في جلسة انتخاب عمدة مدينة الرباط، والتي سبق وقدم كل من الحسن لشكر عن الاتحاد للاشتراكي للقوات الشعبية، وأسماء اغلالو عن التجمع الوطني للأحرار، وبديعة بناني عن حزب العدالة والتنمية، ترشيحهم لشغل هذا المنصب.

في البداية، شهدت هاته الجلسة تأخرا واضح في اعطاء الانطلاقة، حيث كان من المرتقب أن تنطلق الجلسة على الساعة العاشرة صباحا، إلا أن أجواء التوتر الأولى، جعلت من ممثل والي الرباط، يتأخر لأزيد من نصف ساعة قبل أن يعطي الانطلاقة للجسلة.

من يلج القاعة المخصصة للتصويت، يتضح له من الرؤية الأولى أجواء التوتر البادية على وجوه المستشارين، كما يمكن له أن يرصد الاصطفافات، حيث جلس أنصار الحسن لشكر على اليمين وجلس انصار اغلالو على اليمين، في حين اختار مستشارو فيدرالية السار الارتكان للوراء وعدم المشاركة في هاته "المهزلة".

انطلقت جلسة بعد كلمة ممثل الوالي، والتي حدد من خلال رئيس الجلسة وهو الأكبر سنا بين المستشارين، والتي عادت لعمر البحراوي، ثم كاتب الجلسة والتي عادت للمستشار الأصغر سنا، فكانت من نصيب المستشار الشاب جاد زهراش.

لم ينتظر أنصار أغلالو كثيرا قبل أن يشرعوا في القيام بأمور خارجة عن القانون من خلال التهكم على رئيس الجلسة، وقيام بأعمال معرقلة لسير الجلسة، من قبيل طلبهم إعادة قراءة لائحة الحضور أزيد من مرتين.

مفاجئة الجلسة خلقتها إحدى مستشارات حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد اتهامها لمستشارين من الطرف الأخر بعرض أمولا عليها من أجل التصويت لهم، وبعد أن رفضت تم تهديدها بالقتل، على حد تعبيرها.

انتفاضت المستشارة المذكورة، وتصريحها بأنها تعرضت للتهديد بالقتل جعل القاعة تهتز تضامنا معاها، حيث قرر العديد من المستشارات الواتي في صف أغلالو، أن يخضن اعتصاما من داخل الجلسة من أجل انصاف زميلتهن ورد الاعتبار، مطالبين بتدوين ما صرحت به من أجل اللجوء للقضاء.

وسط هاته الزوبعة، اندلعت العديد من المناوشات والملاسنات بين مستشاري التجمع الوطني للأحرار، فيما بينهم أولا، ثم بين التجمعيين وبعض أنصار لشكر.

الأمر سيزداد سوء وتعقيدا بعد أن أغمي على المستشارة التي صرحت بتعرضها للتهديد بالقتل، بعد أن اعتبرت أن الكل تخلى عنها مقابل توزيع المناصب.

بعد كل ها اللغط والجدل، قرر الرئيس عمر البحراوي رفع الجلسة، حيث سيتم استئناف أشغال انتخاب الرئيس يوم الخميس 23 شتنبر.

ومن خلال تمحيص ما وقع، يتضح أن الحسن لشكر يتجه نحو الظفر بمهمة مقعد الرباط، حيث استطاع جمع أغلبية مريحة في فرق يزيد عن 8 أصوات عن منافسته أسماء أغلالو.