مباريات رائعة، أساطير تغادر المنصة وأساطير تصعد إليها ونجوم تحاول اللحاق بما تبقَّى من مسيرتها، وعروض فردية باهرة تتغلَّب على أدق الخطط التكتيكية وأكثرها تفصيلا، أهلا بك في دوري الأبطال 2020-2021.
ربما تكون تلك هي الفائدة الوحيدة للفوضى التي أحدثتها الجائحة خلال الموسمين الماضي والحالي؛ أنها أشعرت الجميع بأن لديهم فرصة في المنافسة استغلالا لهذه الفوضى: باريس سان جيرمان يصل إلى نصف النهائي الثاني على التوالي، وأندية مثل لايبزيغ وأتالانتا تبدأ خطواتها الأولى، ونهاية منطقية لسيطرة الإسبان بعد سنوات من الركود.
في هذا التقرير، نستعرض بعضا من أفضل العروض الفردية التي شهدتها البطولة في السنوات الأخيرة. ما فشلنا فيه هو ترتيبها من الأفضل للأسوأ لأن جميعها رائع، جميعها مؤثر، بخلاف كونها جرت في سياقات وظروف متباينة، ما يجعل المقارنة بينها أمرا مُتعذِّرا. (1) (2)
قبل أن ينضم ليفاندوفسكي إلى دورتموند، كان النجم البولندي -الذي لم يكن نجما آنذاك- على وشك الانضمام إلى بلاكبرن مقابل 4 ملايين يورو. كان ليفا قد أتم الاتفاق وقطع تذكرته نحو إنجلترا بالفعل، ولكن ثورة البركان البولندي إيافيالايوكول ألغت رحلته، ما سمح ببضع ساعات إضافية قدَّم فيها دورتموند عرضا متأخرا قَبِلَه البولندي على الفور.
في 2013، سُئل سام ألاردايس، مدرب بلاكبيرن في 2010، عن إحساسه وهو يشاهد ليفاندوفسكي يتألَّق مع دورتموند، وحينها صرَّح: "أشعر بالمرارة كلما شاهدته يلعب". (3)
هذا منطقي بالطبع، لأنه في 2013، قدَّم البولندي واحدا من أروع عروض دوري الأبطال على الإطلاق، عندما أطلقت قدمه اليمنى 4 تسديدات سكنت كلها شباك ريال مدريد، البطل التاريخي للمسابقة، الذي كان على وشك الفوز بأربع من النسخ الخمسة التالية.
بدأ مورينيو المباراة براموس في مركز الظهير الأيمن، وكل من فاران وبيبي في قلب الدفاع. ليفاندوفسكي مال ناحية الأخير بوضوح رغم جودته المعروفة في الرقابة والمحاصرة، وبطريقة ما، تمكَّن من التفوُّق عليه في أغلب الثنائيات التي جمعتهما معا. ثلاثة من أهداف ليفاندوفسكي الأربعة أتت في مساحات ضيقة للغاية، وبرد فعل قياسي في سرعته، وبلمسة مهارية نادرا ما يُظهرها البولندي، وفي كل مرة، كان بيبي يصل متأخرا. أما الهدف الرابع فجاء من ركلة جزاء.
للأمانة فإن هدفين من الأربعة كانا نتيجة محاولات تشتيت خاطئة من دفاع الميرينغي، وهو ما فاجأ بيبي ودفاع ريال مدريد بأكمله عندما وصلت الكرة إلى ليفاندوفسكي، ولكن المميز في هذه الليلة أن البولندي لم يُهدِر عدة فرص قبل أن يُسجِّل أهدافه، كما جرت العادة، بل بدا وكأنه يسبق الجميع بخطوة أو خطوتين، وكأنه تدرَّب على هذه المواقف من قبل ويعلم ما سيفعله بالضبط، وهو أمر مستحيل بالطبع، وهذا ما يجعل هذه الليلة الأكثر استثنائية وتفرُّدا في مسيرة البولندي على الإطلاق؛ حُسن تصرُّفه وسرعة استجابته القياسية رغم صعوبة ترويض الكرة في هدفين على الأقل. (4)
لو كنا مكان ألاردايس، لشعرنا بالمرارة فعلا.
طبعا من الصعب اختيار ليلة واحدة مميزة لرونالدو في دوري الأبطال، خاصة عندما نتحدَّث عن موسم 2016-2017، أفضل موسم فردي لأي مهاجم في تاريخ البطولة عموما، وبفارق واضح عن أفضل مواسم أسماء بثقل رونالدو دي ليما (رونالدو البرازيلي)، أندريه شيفتشينكو، وغيرهم.
رونالدو وبنزيما كانا في أعظم مواسمهما الفردية في دوري الأبطال منذ بدأت تلك الثنائية في التبلور، وهي ثنائية منحت رونالدو مزية إضافية على مزاياه؛ القدرة الدائمة على التسلُّل في الجانب الأعمى (Blind Side) للمدافعين واتخاذ مواقع ممتازة للتسجيل دون رقابة. لماذا؟ لأن المهاجم الأصلي كان يفعل العكس.
في تلك الليلة سجَّل رونالدو ما يُعرف بالثلاثية المثالية؛ هدف برأسه الفتَّاك، وآخر بقدمه اليسرى، وأخير باليمنى، وفي كل مرة تقريبا، كان نوير يجده شبه منفرد أمام المرمى، في كل مرة كانت الرقابة تصل متأخرة أو لا تصل على الإطلاق، وفي كل مرة كان تصرُّف رونالدو في الكرة هو أفضل تصرُّف ممكن قياسا على وضعيته. (5)
في الواقع، تُعَدُّ هذه المباراة مثالا على مزيتين يمتلكهما رونالدو بقدر لا يُضاهى؛ القدرة التامة على التركيز طوال المباراة، مدفوعا بجوع وجشع لا ينتهي للتسجيل، والقدرة على قراءة تحرُّكات المدافعين وإيجاد المكان المناسب للخطوة القادمة. حقيقة، نعتقد أن هاتين المزيتيْن لا تنالان حقهما من الحديث فيما يخص رونالدو.
الجميع ينبهر ويعتقد أن رونالدو يُسجِّل بهذه الطريقة كل مرة لأنه رونالدو، لأن هناك سحرا في الأمر، ولكن الحقيقة أنه نتاج عمل وتركيز وتدريب واجتهاد لا يتوقَّف. المهاجمون لا يتلقون الكرات في مثل هذه الوضعيات طيلة الوقت لمجرد أنهم نجوم عالميون.
في الهدف الأول مثلا، تموقع رونالدو في المساحة بين بواتينغ والظهير الأيمن فيليب لام، ويمكنك مشاهدة محاولة لام اليائسة للحاق برأسية رونالدو وقت خروجها، وفي الثاني كان رونالدو في الموقع المعاكس، بين هوملز وألابا، وأيضا تتكرَّر اللقطة نفسها التي يحاول فيها ألابا إنقاذ تسديدة البرتغالي في آخر لحظة. رونالدو قد يكون أفضل لاعب يستطيع استغلال التحميل الزائد على طرف من الملعب للانطلاق إلى الجانب الأعمى للمدافعين، وهذا هو ما حدث في اللقطتين.
برشلونة ظلَّ أحد الوجوه البارزة في المسابقة لأكثر من عقد كامل، وارتبط باسمه عدد من العروض الخارقة للعادة، سواء كانت لصالحه أو ضده. في هذا السياق نملك ثلاثة أمثلة رئيسية؛ ما فعله ميسي أمام أرسنال في 2010، وما قدَّمه نيمار ضد باريس في مباراة الريمونتادا الشهيرة، وبالطبع توهُّج مبابي الخرافي في الكامب نو هذا الموسم.
عرضان من الثلاثة أتيا في ظروف مختلفة الصعوبة، ولو جاز لنا ترتيبهم من الأصعب للأسهل فسيأتي نيمار في المقدمة بلا أدنى شك، تليه رباعية البولغا في شباك أرسنال، وأخيرا إجهاز مبابي على دفاع برشلونة نفسه في مباراة كان نجمها الأبرز.
كل شيء في ثنائية نيمار كان صعبا؛ سيناريو الذهاب لا يحتاج إلى شرح، وسيناريو العودة كذلك. كافاني كان قد أحرز هدفه القاتل للتو وبدأ الجميع في تنكيس رؤوسهم والشعور بأن الحظ الذي لازمهم في البدايات قد نفد. برشلونة كان محظوظا فعلا وحالفه التوفيق في هدفين على الأقل من أول ثلاثة، ولكن نيمار، على غير العادة، لم يكن ينوي الاستسلام، وفي تلك الليلة، قدَّم نفسه للعالم بوصفه أحد أفضل لاعبيه، واعتلى المنصة مُزيحا ميسي لسبع دقائق قد تكون أروع سبع دقائق قدَّمها أي لاعب في تاريخ البطولة.
ركلة حرة إعجازية، ثم واحدة من أصعب ركلات الجزاء في تاريخ البطولة بالنظر لأهميتها وخطورتها، ثم تمريرة خرافية صنعت الهدف السادس، تمريرة مُشابهة لتلك التي صنعت هدف ماركينيوس في بايرن ميونيخ منذ أسبوع، وحينها كانت كافية لاعتبار مباراة نيمار خرافية.
لهذا السبب تحديدا فإن ثنائية نيمار هي الثنائية الوحيدة في هذه القائمة. في الظروف الطبيعية لن يكون تسجيل أي لاعب لهدفين أمرا باهرا، خاصة عندما يكون أحدهما من ركلة جزاء، ولكن مع نيمار في تلك الليلة كان كل شيء مختلفا.
المميز في رباعية ميسي أنها أتت في ظروف صعبة هي الأخرى. ليست بصعوبة ليلة باريس طبعا، ولا حتى نصفها، ولكن أرسنال 2010 كان مختلفا عن أرسنال الذي تعرفه الآن، وبطريقة ما تمكَّن من التعادل مع برسا بيب، الفريق الأقوى على الإطلاق في هذا الموسم بفارق واضح عن تاليه، بهدفين لمثلهما في الذهاب.
الاستثنائي في رباعية ميسي كان تنوُّعها. كل الأهداف كانت بقدمه اليسرى ما عدا هدف واحد، ولكن ثلاثة منها كانت من كرات استلمها في مناطق التحضير، وثلاثة منها قاد ميسي هجماتها وشارك في إعدادها، وواحد منها كان تسديدة من خارج المنطقة، واثنان تضمَّنا مراوغة لاعب واحد على الأقل. (7) (8)
لم يحدث من قبل أن شاهدنا لاعبا يجمع بين كل هذه المهارات ويُسجِّل بهذه الغزارة في الوقت ذاته. بالطبع، كان ذلك ميسي الذي يملك رفاهية اللعب بجانب تشافي وإنييستا وألفيش وغيرهم، رفاهية أن يتفرَّغ للثلث الأخير ويكتفي بمنطقة محددة للحركة، ولكن المثير للانتباه في هذه الليلة أنه لا أحد من هؤلاء قدَّم مستواه المعهود. بدا ميسي أفضل منهم جميعا بفارق ملحوظ، كانت تلك الليلة هي التي قدَّم فيها ميسي نفسه على أنه أفضل لاعبي برشلونة بلا نزاع، لا مجرد نجم من مجموعة نجوم.أما مبابي فقد بدأت مباراته كأي مباراة عادية خاضها في دوري الأبطال قبل هذه الليلة؛ سريع، خطير، يُشعرك أنه على وشك تحقيق ما يرغبه، ولكن المنتج النهائي غالبا ما يكون أقل من التوقُّعات، أقل مما تسمح به قدراته ذاتها.
أتت لحظة التحرُّر عندما قرَّر مبابي أن يتمرَّد على القالب الذي وُضع فيه طيلة السنوات الماضية كونه مهاجما سريعا لا يتألَّق إلا في المباريات المفتوحة التي يحصل فيها على مساحات شاسعة، وفي قلب منطقة جزاء برشلونة وبين أفراد دفاعه، استلم تمريرة فيراتّي السحرية المعكوسة من عرضية بعد أن تحرَّك لها سابقا، ثم راوغ لونغليه في مساحة لا تتخطى المتر المربع، قبل أن يُمهِّد الكرة لنفسه مُتخلِّصا من بيكيه، ثم يرسل تسديدة قوية في سقف المرمى لم يرها شتيغن إلا وهي في الشباك.
هذه اللحظة هي الأهم على الإطلاق، لأنها لم تكن لحظة تحرُّر مبابي وحسب، بل تحرُّر فريق باريس من عبء المواجهة، خاصة بدون نيمار ودي ماريا. لحظة مكَّنت بوتشيتينو، الذي لم يكن قد مضى شهر واحد على تولّيه المسؤولية، من أن يُطبِّق خطته لباقي المباراة؛ أن ينتظر فريق برشلونة المتهالك في مناطقه ثم يشن المرتدات في المساحات الشاسعة التي يُخلِّفها خط دفاعه المتقدم.
بعد تلك اللحظة انهار الكتلان دفاعيا وتلقَّوا الفرص واحدة تلو الأخرى، على عكس بداية المباراة التي شهدت رقابة فردية ثنائية طيلة الوقت على المهاجم الفرنسي الشاب، أما مبابي نفسه، فقد تجاوب مع التغيُّر التكتيكي وبدأ يهبط إلى مساحات أعمق لتلقي الكرة وتجاوز ضغط برشلونة العكسي ثم الانطلاق للمساحات، وكافأه زملاؤه بفرصتين من ذهب ليُكمل ثلاثيته، الثلاثية الأبرز في مسيرته حتى اللحظة.
حقيقة، لا نعلم من أين نبدأ؛ هل بالقول إن أداء جيرارد في ليلة إسطنبول هو الأفضل على الإطلاق لأي قائد خلال تاريخ البطولة؟ أم الأفضل لأي لاعب وسط؟ هل هناك لاعب وسط واحد تعرفه قادر على تسجيل هدف برأسه، ثم التسبُّب في ركلة جزاء لفريقه، ثم إنهاء المباراة بوصفه ظهيرا أيمن لإبطال مفعول جناح بخطورة سيرجينيو؟ وإن كان هناك اسم يدور في رأسك الآن، فهل هذا الاسم كان يلعب أمام ميلان أنشيلوتي الرهيب متأخرا بثلاثة أهداف نظيفة؟ هل كان يجاوره أسماء مثل هامان وسميتشر وتراوري، مع كامل الاحترام لهما، في مقابل كاكا وكريسبو وبيرلو ومالديني؟ هذا شيء لن تعثر عليه أبدا مهما بحثت. (9)
ليلة إسطنبول بالنسبة لجيرارد هي واحدة من الليالي التي لن يملَّ مشجعو الكرة من الحديث عنها أبدا. واحدة من الليالي التي لن تنال حقها أبدا.
يُقال إن الإحساس المُتضخِّم بالذات يصنع مهاجما جيدا؛ يجعلك أكثر برودا أمام المرمى، أكثر قدرة على التفكير في لحظات الهيستريا، وأكثر هدوءا قبل العاصفة، قبل أن يوشك الملعب على الانفجار.
هذا لا يحدث إلا إن كنت قادرا على عزل نفسك عن الجميع، ولن تعزل نفسك إلا إن كنت تؤمن أنك الأفضل، وأنك ستنجز مهمتك مهما حدث، وأن عدد المدافعين حولك أو كفاءة حارس المرمى أو صعوبة الوضعية هي أمور يُمكنك التعامل معها.
يُقال إن هذا هو الفارق بين مهاجم جيد وآخر سيئ، وليس القدرة على ضرب الكرة بمساحة معينة من القدم لأن الجميع يمكنه أداء الحركات الاستعراضية في التدريبات، وليس التحرُّك لأن الكثيرين يتحرَّكون بذكاء، ولكن القدرة على المزج بين التعالي والجدية، أن تؤمن يقينا أنك ستُسجِّل، وفي الوقت ذاته ألا يدفعك ذلك للاستهتار.
تاريخ رونالدو دي ليما الظاهرة لا يتضمَّن الكثير من الليالي الرائعة في دوري الأبطال. في الواقع، كان هذا لغزا طيلة مسيرة الرجل؛ لأن لاعبين أقل موهبة منه نجحوا في مراكمة أرقام أكبر، وكانوا أكثر تأثيرا مع فِرَقِهم في هذه البطولة، ورغم ذلك، كانت تلك الليلة ليلته.
على عكس المتوقَّع، فإن ريال مدريد لم يُقدِّم مباراة كبيرة حينها، بل العكس؛ تعرَّض لضغط كاسح من يونايتد في أولد ترافورد، الذي صنع لاعبوه الفرص الأكثر والأخطر للتسجيل، ولم يتمكَّن لاعبو الميرينغي من مجاراتهم بدنيًّا في أي لحظة، ولهذا السبب تحديدا كان رونالدو نجما استثنائيا حينها. (10)
ليس لأنه راوغ الكثيرين من لاعبي يونايتد، في الواقع، كان نيستلروي أكثر نشاطا ومشاركة في اللعب من رونالدو بما لا يُقاس، وأحرز هدفا وتسبَّب في آخر، وظلَّ يطلب الكرة ويحاول طوال الوقت، ولكن عظمة رونالدو في تلك الليلة تجلَّت في أنه نجح في تسجيل ثلاثية رغم ندرة الفرص التي أُتيحت له.
الأول كان من طولية في مرتدة سريعة سدَّدها مباشرة في زاوية بارتيز القريبة، والثاني كان عرضية سهلة مرَّرها له روبرتو كارلوس وسجَّلها في المرمى الخالي، والثالث، الذي أهَّل ريال مدريد للدور التالي، كان تسديدة بعيدة من خارج المنطقة، وفي هدفين من الثلاثة، كان رونالدو يُسدِّد بقوة ودقة في الوقت ذاته، أمران نادرا ما يجتمعان لمهاجم عبر تاريخ اللعبة.
بالطبع هناك العديد من المباريات العظيمة الأخرى لأبطال دوري الأبطال؛ روي كين ضد يوفنتوس مثلا في الموسم ذاته، وهي المرة الثانية التي قد يظهر فيها لاعب وسط في هذه القائمة بعد جيرارد، وبالتأكيد هناك إعجازية بيتر تشيك أمام بايرن ميونيخ في 2012، وأهداف رونالدو في نصف نهائي 2009 و2017 ضد أرسنال وأتليتكو مدريد على الترتيب، وثلاثية مورا ضد أياكس في 2019، وخماسية ميسي ضد ليفركوزن في 2012، وثلاثية شيفتشينكو ضد برشلونة في الكامب نو 1997، ورباعية غنابري ضد توتنهام في 2020، وثلاثية غاريث بيل ضد إنتر في 2010، وربما ننال الفرصة مستقبلا للنظر في كل واحد من هذه العروض بتفصيل أكثر.