وهبي يقصف بقوة اخنوش وحفيظ العلمي وينتقد نزار بركة والعثماني و امزازي ويرفض تزكية خال فؤاد الهمة

19مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات التشريعية، انطلقت التسخينات السياسية وحرب الكلام بين الأحزاب، حتى أن الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي ، خرج في ندوة “برامج الأحزاب السياسية بين الرهان الانتخابي وانتظارات المجتمع” التي نظمتها “مؤسسة الفقيه التطواني”، أمس السبت، فتح فيها النار على الجميع، موجهًا عدة رسائل، تناولت مواضيع شتى في مناحي الحياة السياسية والحقوقية والاجتماعية بالمغرب.
خرجة قائد “الجرار” التي هاجم فيها أحزاب الاستقلال والعدالة والتنمية والتجمع الوطني للاحرار؛ أماطت النقاب أنه “يريد أن يتموقع في المرتبة الثانية”، وأثارت نقاشاتٍ بالصالونات السياسية المغربية، وقصمتها بين فسطاطين؛ من اعتبرها كلام سياسي يغازل الشعب قبل الانتخابات، ومن اعتبرها برنامجًا سياسيًا لزعيم الحزب الثاني في الاستحقاقات الماضية؛ يطمح لقيادة الحكومة المقبلة.

تارودانت.. حلبة وهبي للقتال

وكشف عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه قرر الترشح في الإنتخابات البرلمانية المقبلة بالدائرة الإنتخابية، تارودانت الشمالية، التي ستكون حلبته للقتال من أجل الظفر بالفوز، ”سأتقاتل وسأربح، وحتى تارودانت الجنوبية سنفوز بها”.
وأكد وهبي أن حزبه ليس هشا، وقادر على تسيير الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أنه لن يقدم لحزب العثماني خدمات مجانية، ”أنا لست سوبر ماركيت يقدم الخدمات”.
وأوضح وهبي أن حزبه لم يأت لمحاربة حزب العدالة والتنمية، بأنه “ليس لديه غريم سياسي بل منافس انتخابي محددا دوره بكونه جاء لدعم الخيار الديمقراطي”.
ولم تخلُ رسائل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة من هجوم لاذع على التكنوقراطين، واصفًا إياهم بأنهم يعدون أكبر “خطر يهدد الديمقراطية في المغرب”، وأنهم “يخدمون مصلحة الأوليغارشيا المالية”.

هجوم  قوي وشجاع على أخنوش

عبد اللطيف وهبي، تقمص شخصية رئيس الحكومة السابق الامين العام الأسبق لحزب “البيجيدي”، وفتح النار على الجميع، وعلى رأسهم نظيره، عزيز أخنوش، الذي طالبه “بإعادة 17 مليار درهم المتعلقة بالمحروقات لخزينة الدولة، قبل أن يقوم بحملة الدعم الغذائي عن طريق جمعية جود التابعة لحزبه”.
وقال أن حزبه “سيطلب من المجلس الأعلى للحسابات افتحاص وزارة الفلاحة التي يشرف عليها أخنوش”.
وأضاف وهبي أن “مشاريع حكومية مخصصة للمواطنين قد تم تسخيرها لتصبح ذات فائدة انتخابية” متهمًا بذلك أخنوش في تسخير مشاريع وزارته لمآرب حزبية.
“كيف يتم منح بعض المناطق عددا من المشاريع فيما يتم حرمان مناطق أخرى منها”، قال وهبي.
وأشار إلى أن “هناك مدراء جهويين بوزارة الفلاحة أصبحوا ناشطين في إجراء حملات انتخابية، باستخدام مناصبهم”.
وهبي زاد في هجومه على الأحرار، معتبرًا إن “أحزابا أصبحت تستعمل القطاع الذي تديره، وكذا السلطات العمومية لخدمة مصالحها الإنتخابية”، مؤكدا أن حزبه “نبه رئيس الحكومة إلى ما يقوم به عدد من الوزراء من تقديم خدمات انتخابية تمس بالتنافس الشريف بين الأحزاب”.
ولم تسلم مؤسسة “جود” الخيرية المقربة من حزب التجمع الوطني للأحرار، من هجوم وهبي الذي اعتبرها أنها “مشكل سياسي بالمملكة، وأكبر فضيحة أخلاقية تواجه المغرب” معتبرا خدماتها “رشاوي انتخابية، إذ منحت مؤخرا نحو مليون قفة مساعدات”، قائلا “صراعنا مع الأحرار أصبح غير متكافئ الآن”.
هجوم وهبي على عزيز أخنوش وحزبه، طرح عدة علامات استفهام لدى متتبعي الشأن السياسي بالمغرب، حول إمكانية تخييمها على التحالفات المقبلة في ما بعد الانتخابات، معتبرين أن وهبي فتح العداء مع الجميع، وقطع حبل الود.

الاساتذة المتعاقدين

وفي ذات الندوة، تطرق وهبي لقضية أساتذة التعاقد، معلنًا “استعداد حزبه للعب دور الوساطة بين الأساتذة المتعاقدين وبين الحكومة”.
وقال أنه تلقى اتصالات من بعض الأساتذة بهذا الخصوص وأنه “سيجتمع معهم في بداية الأسبوع المقبل”، داعيًا إلى “إعادة النظر في التعاقد وفي القوانين المؤطرة للموظفين عموما”.
وفي حديثه عن هذه القضية، لم يقض إلى موقفه من قضية التعاقد في قطاع التربية والتكوين، واكتفى بالقول أنه “يجب أن يستمع للأساتذة ثم للحكومة من أجل بلورة موقف في الملف... وإذا قبل الأساتذة المتعاقدون بوساطة حزب الأصالة والمعاصرة بينهم وبين الحكومة سيعرض الموضوع على أحزاب الأغلبية لإحالته على الحكومة من أجل تدارس السبل للوصول إلى حل”.
وأشار وهبي، في معرض كلامه إلى أن الحكومة “لم تقم بمعالجة مشاكل التعليم وإنما تقوم بإدارتها فقط”، منتقدًا “طريقة تنزيلها لنظام التعاقد في القطاع” التي اعتبر أنه “لم يسبقه إعداد النظام والقوانين المؤطرة له”.
وطالب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بـ”إعادة النظر في نظام التعاقد من أجل تنزيله في كل القطاعات بشكل واضح، أو القيام بمراجعة القوانين المؤطرة للوظيفة العمومية من أجل ربط المسؤولية بالمحاسبة وتطوير أداء الموظفين”.

حقوق الانسان

وتطرق زعيم الجرار في حديثه بالندوة المذكورة، إلى قضايا حقوق الانسان بالمغرب، معتبرًا أن “المغرب لا يعيش ردة حقوقية، بل مجرد انزلاقات جزئية يجب معالجتها”.
وكشف وهبي عن “رفضه لأن يتحول هذا الملف إلى مضمار للمزايدات السياسية، وأن توصيف الردة الحقوقية لا يعكس الوضع الحقيقي في البلاد، وأن ذلك لو صح يقتضي إغلاق البرلمان، وإلغاء المؤسسات التي تدبر الشأن الحقوقي كمثل المندوبية الوزارية لحقوق الانسان”.
وأكد وهبي، “وجود انزلاقات في تدبير القضية الحقوقية، وأن هذه الإنزلاقات يكون سببها إما تشريعات معينة يجب تعديلها، وإما أخطاء في تطبيق القوانين”.
ودعا وهبي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني لأن “يكون واضحا في تدبير هذا الملف، ومطالبا بجعل هذا الملف ملفا استراتيجيا للحكومة المقبلة، معتبرا أن النجاح في هذا الملف سيجعل المغرب ينتصر في مساره السياسي”.

الدفاع عن الباكوري

وعبر وهبي خلال ندوة “مؤسسة الفقيه التطواني” أنه “مستعد للدفاع عن الباكوري سياسيا”، باعتبار أن هذا الأخير مناضلا في الحزب وسيترافع عنه أمام المحكمة.
وقال وهبي أن منع الباكوري من السفر جاء في “إطار البحث الذي تجريه النيابة العامة حول تدبيره للوكالة، وأن الملف حاليا في سرية تامة، وأن الباكوري لم يتم لحدود الساعة الاستماع له من طرف الضابطة القضائية”.
وأضاف "يوم تستمع له الضابطة القضائية ويتم عرض الملف على النيابة العامة، حينها سيخرج إلى العلنية وسيخرج من السرية، وسأخرج لأخبر المغاربة حول تفاصيله”.
وأكد وهبي دفاعه عن الباكوري قائلا "لن أتخلى على مناضلي حزبي وسأدافع عن الباكوري، وسأدافع عنه سياسيا بصفتي أمينا عاما للحزب، وسأترافع عنه أمام المحكمة بصفتي محاميا".

ترشيح نرجس

في خطوة بدت أنها رسالة واضحة، من الامين العام لحزب “الجرار” مفادها أن الحزب لم يعد تحت وصاية مستشار الملك ووزير الداخلية السابق، فؤاد علي الهمة، كشف وهبي عن “رفضه منح التزكية لحميد نرجس عن دائرة الرحامنة”.
وفي الوقت الذي يشهد حزبه صراعًا حول التزكيات الانتخابية، قال وهبي أن قراره عدم التزكية لنرجس خال الهمة “لا يدخل ضمن تصفية الحسابات... ولكن من حقي كأمين العام الحسم في التزكيات”، مضيفًا أن “ملف نرجس أغلق إلى الأبد”
وينتقد العديد من “الباميين” لجنة الانتخابات التي يترأسها البرلماني محمد الحموتي، بسبب ما قالوا أنها “معايير توزيع التزكيات وانتقاء المرشحين للانتخابات المقبلة”.

كلام وهبي وانتقاداته  للاحزاب ستفتح عليه ابواب جهنم ،وستكون لها تداعيات ، وستؤزم العلاقات مع باقي الاحزاب ويرهن مستقبل حزبه نحو المجهول ، والغريب انه يطمح لتسيير الحكومة دون ان يتساءل مع من ؟ اليس حزب اخنوش وحزب الاستقلال  هم اكثر الاحزاب ترشحاهم ايضا لقيادة الحكومة المقبلة؟ ايمكن لوهبي تشكيل حكومة بدون حزبي الاستقلال والتجمع؟ ايمكن تشكيل اغلبية حكومية دون اي تحالف مع اخنوش وبركة والعنصر؟

على كل لكل خطاب سياسي كلفة ولكل مواقف سياسة ثمن.