مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي بات على الأبواب، تتفانى أسر مغربية في توفير أضحية العيد في ظل المعادلة الصعبة التي تواجهها وهي تزامنه هذه السنة مع عطلة الصيف والدخول المدرسي، حتى وإن كلفها الأمر الاقتراض من أجل شرائه، وتكليف النفس ما لاطاقة لها به. وفي الوقت الذي تكافح فيه أسر مغربية للاحتفاء بهذه السنة النبوية، تأبى أسر تصنف ضمن الأسر الميسورة ماديا الاحتفال بالمناسبة، مختلقين أعذارا مختلفة قد يراها البعض لا منطقية، فيما يرى البعض الآخر أن الأمر يدخل في نطاق الحرية الشخصية، ميكروفون بلبريس حاور مجموعة من الأشخاص الذين قرروا عدم الاحتفال بعيد الأضحى للوقوف على الأسباب التي حدت بهم لاتخاد هذا القرار.
يوضح حسن البالغ من العمر 54 سنة والقاطن بحي أكدال، متزوج وأب لأربعة أبناء، معظمهم يقيم في الديار الأوروبية :"توقفت عن الاحتفال بعيد الأضحى منذ سنوات، على الرغم من قدرتي المادية في توفير أضحية العيد، إلى أن المناسبة أصبحت بالنسبة لي مظهرا اجتماعيا محضا أكثر منه دينيا، ولهذا قررت التحرر من هذه المظاهر، ثم إن زوجتي وأسرتي الصغيرة يشاطرونني نفس الرأي".
محمد رب أسرة وأب لتلاثة أبناء، ابنة متزوجة تعيش خارج أرض الوطن، وابنان يعملان ويعيشان خارج المدينة حيث بيت العائلة، قرر بدوره ألا يقتني أضحية العيد هذه السنة، وذلك يستند في نظره إلى عدة اعتبارات، بتعابير تنم عن ثقة كبيرة بالنفس، ومظهر مهندم ومتناسق يوحي بأنه من الطبقة الميسورة في المجتمع، قال محمد :"عدم اقتناء أضحية العيد هذه السنة، كانت فكرة أبنائي، وذلك مراعاة لوالدتهم التي تقوم بكافة الأعمال المنزلية بمفردها، خاصة مع الطقوس المتعبة التي تصاحب المناسبة، بالإضافة إلى أنهم ليسوا من محبي أكل اللحوم وهذا ما جعلهم يتخدون هذا القرار"، مضيفا "قديما كنت أقتني العيد من أجل إدخال السعادة على قلوب أطفالي، أما الآن وقد أصبحوا كبارا، فلا أجد ضرورة لشراء أضحية العيد".
ومن جهتها، لم تخف كريمة البالغة من العمر30 عاما المتزوجة حديثا، والتي تقطن بأحد أحياء ديور الجامع، اختيارها هي وزوجها عدم شراء أضحية العيد، مغتنمين بذلك فرصة الهدوء والفراغ التي تكون عليها بعض المدن من أجل قضاء عطلة الصيف في سكينة وراحة، حيث قالت بحماس كبير "هناك أولويات في الحياة قد تسبق الاحتفال بعيد الأضحى كتزجية الوقت في الاستمتاع بعطلة الصيف، أما بالنسبة للاحتفال بالعيد، فقد قررت أنا وزوجي التوجه إلى فندق يقدم منتوجات ترتبط بعيد الأضحى للاحتفال الجماعي بهذه المناسبة دون "تمارة العيد".
واختلفت الآراء حول أسباب التخلي عن سنة العيد المؤكدة، حسب أولويات كل أسرة أو كل شخص في الحياة، التي لا ترى أن اقتناءالكبش، أو ما يسميه المغاربة بـ"المبروك"، من أولوياتها.