أزمة القاصرين بإسبانيا : نزهة الوافي بين "ضعف" تدبير الملف ومحدودية "الاختصاصات"

يبدو أن الوزيرة المنتدبة المكلفة بمغاربة الخارج، نزهة الوافي، وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه وذلك بعد انتشار فيديوهات لقاصرين غير مرافقين ضحايا عنف الأمن الإسباني .

فيديوهات تفجر "الحقائق"

اخر الفيديوهات المتداولة، كان شريطا يوثق تعرض قاصرين مغربين لاعتداء عناصر أمنية بأحد مراكز الاحتجاز بجزيرة لاس بالماس الإسبانية، موجة غضب في المغرب .

الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، أعاد إلى الأذهان مأساة مقتل الشاب إلياس الطاهري، والذي أطلق عليه لقب "جورج فلويد المغربي"، بمركز احتجاز في ألميريا على يد ستة من حراس الأمن.

إلا أن نزهة الوافي، مازالت تعاني الأمرين بين الاحتجاجات من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تجاه هذه الفيديوهات، وقلة الصلاحيات المقدمة إليها أو بالأحرى، ضعفها في المشهد كما يرى ذلك مجموعة من المراقبين للمشهد السياسي في المغرب .

مسؤولية الوافي ثابتة

كريم عايش الباحث في العلوم السياسي، بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط، يرى أن مسؤولية الوزيرة المنتدبة المكلفة بمغاربة العالم، نزهة الوافي، ثابتة .

عايش يضيف في تصريح لـ"بلبريس"، "لا يمكن ان تحقق الخارجية المغربية انتصارات واختراقات دون ان تعلق بمسيرة منجزاتها مشكلة او قضية تظهر هنا او هناك تقلل من زخم النجاح الذي تعرفه، وهنا نطرح سؤال حول خصوم السيد بوريطة في قلب الوزارة من الذين ربما يحاولون احراجه او خلق مشاكل هامشية في مسيرته ومسيرة الدبلوماسية المغربية، اذ ليس من المقبول ان تستفيق وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على مشكل او ملف بالرغم من وجود كل المؤشرات حول حتمية وقوعه وربما هناك تقارير عن حدوثه بالفعل في غياب تغطية اعلامية او حقوقية تفجر الموضوع وتخرج مسؤولي الوزارة من كراسيهم المريحة للنزول الى الميدان ومعالجة الامر".

الأزمات تتواصل والوافي في "صمت"

واستحضر الباحث في العلوم السياسية ، "ملف القاصرين المغاربة الموجودين بطريقة غير شرعية باسبانيا وغيرها من الدول الاوروبية يقاسون الويلات والظلم وكل اشكال العنف والعنصرية لا لذنب الا لوجودهم غير الشرعي بتلك البلدان قصد ايجاد فرص شغل وبدء حياة جديدة وكأن الهجرة جريمة لا تغتفر، وهو الامر الذي يثير الاستغراب حول غياب اي تنسيق قبلي حول الموضوع وغيابه عن اجندة الوزيرة المنتدبة المكلفة بملف مغاربة العالم والتي بلا شك لا تتابع ما يحدث للمغاربة الا من خلال قنوات الاخبار وما يتناقله الفيسبوك، وهنا نستحضر عاملات مزارع الفراولة ، ازمة المغاربة العالقين بالخارج اثناء انتشار كورونا سواءا بالصين او اوروبا وكذا القاصرين بألمانيا وبلجيكا، ومشاكل مغاربة هولاندا مع السلطات والاحزاب العنصرية اضافة الى ضحايا انفجار لبنان المغاربة وما الى ذلك من مشاكل اجتماعية يعيشها مغاربة الزواج المختلط سواء بالمغرب او بالخارج كما حدث مع التوقف المؤقت لمسطرة التجمع العائلي بفرنسا".

وخلص المتحدث في ذات التصريح "فلسنا بحاجة لكي يتدخل السيد بوريطة شخصيا للاشتغال على ملفات لها مسؤولون عنها ضمن حكومة صاحب الجلالة ويضطلعون ايضا بمهام دستورية وسيادية تغنينا عن استدعاء السفراء ونقاش قضايا كان من الممكن تتبعها دونما ما حاجة لايجادها على القنوات التلفزية والفيسبوك لنصدر البلاغات ونستفيق من سباتنا".

تعنيف القاصرين يصل لـ"البرلمان"

وبعد انتشار الفيديو، طالب برلمانيون وزارة الخارجية بإيجاد حل جذري للقاصرين المغاربة غير المصحوبين، الموجودين في بلدان المهجر، على خلفية تسرب مقطع فيديو يوثق لاعتداء عليهم من طرف رجال شرطة في أحد مراكز احتجازهمبجزر الكناري.

وفي السياق ذاته، وجهت لطيفة الحمود البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، مراسلة كتابية إلى الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، نزهة الوافي، تحدثت فيها عن “معضلة المهاجرين المغاربة القاصرين غير المصحوبين بذويهم”، قالت فيها إن آلاف الأطفال المغاربة يوجدون في وضعية تشرد في بلدان المهجر.

وطالبت الحمود الوزارة بإيجاد حل جذري، ومستعجل بتنسيق بين الوزارة الوصية، وسلطات بلدان الاستقبال، متحدثة عن الفيديو، الذي تسرب لتعنيف قاصرين مغاربة بالقول: “شعرنا بالغبن، والمهانة، ونحن نشاهد تلك المشاهد القاسية، كرامة أطفالنا من كرامة وطننا”.

قلة "الصلاحيات"

هذا ويعتبر المتابعون للمشهد السياسي، أن قلة الاختصاصات المخولة للوزيرة الوافي، هي من ساهمت في هذه المشاكل وضعفها في تدبير هذه الملفات .

في المقابل، تشير ذات المصادر، أن الصلاحيات التي كانت مقدمة للوزير السابق عبد الكريم بنعتيق بالإضافة إلى كفاءته ساهمت في إيجاد مجموعة من الحلول للملفات .